Advertisement

مقالات لبنان24

هل تشرب إيران "الكأس المرة" في سوريا..؟!

فاطمة حيدر Fatima Haidar

|
Lebanon 24
29-01-2017 | 05:39
A-
A+
Doc-P-263783-6367055070558739831280x960.jpg
Doc-P-263783-6367055070558739831280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ما تجنبه باراك أوباما في رئاسته يقرّه دونالد ترامب في بداية عهده. وما تبنته هيلاري كلينتون خلال حملتها الانتخابية، يطبقه ترامب بعد أسبوع على تنصيبه رسمياً كرئيس للولايات المتحدة الاميركية.. إنها أميركا. وبعد الغموض الذي أظهره ترامب حيال الازمة السورية، كثرت التحليلات حول إعلانه اعتزام "إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا"، لما حمله الموقف في خلفياته وتداعياته المحتملة من علامات استفهام كبيرة، خصوصاً وأنه قوبل باعتراض روسي بسبب صيغته السيادية "شركاؤنا الأميركيون لم يشاركونا.. هذا قرار له عواقب"، مع الاشارة الى ان مصادر اخرى تؤكد ان القرارا هو نتاج اتفاق ثلاثي اميركي-روسي-تركي، وبترحيب قطري. فهل ينجح هذا المخطط الذي انتظرته المعارضة السورية سنوات طويلة؟ إيران و"الكأس المرة" في سوريا برأي الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية العميد المتقاعد نزار عبد القادر "من الممكن أن ينجح طبعاً اذا تأمنت له الظروف المؤاتية سياسيا وعسكريا. فمن الناحية السياسية، لا بد من انتظار الموقف الرسمي السوري والذي من المتوقع أن يكون معارضا، على أساس ان هذه المناطق تخدم "المعارضة" وتنتهك السيادة الوطنية السورية"، شارحاً: "إن المناطق الآمنة لا يمكن أن تدخلها القوات السورية النظامية، أو أن يحلق فوقها الطيران الحربي السوري ما سيؤدي الى اضعاف وتهميش دوره، ومن دوك شك وجب التساؤل: هل ستدعم الامم المتحدة هذا الطرح أم سيُتخذ القرار كنوع من التحالف الاقليمي الدولي بقيادة أميركا. وفي الحالتين، لا رادع لاميركا لخوض التحدي، والذي قد يكون محمياً برياً عبر قوات تركية أو عربية على الارجح لأن أميركا ليست على استعداد لارسال قواتها. ويضيف في حديث مع "لبنان 24" إن إيران "لن تكون معارضتها علنيةً في هذا الطرح، بل من وراء كواليس النظام". لكن هل يمكن أن ينجح هذا المخطط دون موافقة ايرانية- سورية؟ "حين تتدخل الدول العظمى لا دور للدول الكبرى"، يقول العميد ويضيف: "إذا افترضنا أن المنطقة الآمنة ستتواجد في الجنوب السوري مثلاً، عندها سيكون للاردن تأثير أكبر على الارض، أما إن تواجدت في الشمال، فستقوم تركية والسعودية وقطر بتأمين الحماية الكافية لهذه المناطق، ومن هذا المنطلق، على ايران (70 ألف مقاتل في سوريا) ان تشرب الكأس المرة وتلتزم الانضباط في هذه المرحلة". محلياً.. لبنان سيستفيد وما هي تداعيات إنشاء هذه المناطق على مسار الازمة السورية، وهل من تأثيرات على لبنان؟ يتابع عبد القادر: "هذه المناطق هدفها تأمين حماية للمدنيين، لذا لن تشكل فرقاً في تغيير موازين القوى على أرض المعركة، أما محلياً، فإن تداعيات هذه المنطقة على لبنان ستكون ايجابية، خاصة اذا أقيمت على مقربة من الحدود اللبنانية، وستكون مبرراً كافياً لنقل عدد كبير من النازحين السوريين الذين يشكلون قوة ضاغطة على لبنان. ما الذي تغيّر أميركياً؟ بالعودة الى "العهد السابق"، أوباما سبق أن صرّح أنه "سيكون من الصعب للغاية تخيل نجاح ما يسمى "إنشاء منطقة آمنة في سوريا" دون التزام عسكري كبير، فما الذي تغير الآن في الحسابات الأميركية، خصوصاً وأن روسيا باتت الفاعل شبه الأوحد في هذا الملف؟ يجيب الباحث في الشؤون الشرق أوسطيّة وأستاذ العلاقات الدولية سامي نادر لـ"لبنان 24" أن أوباما "ما كان عارف مين بدو يتجوز"، بمعنى أن أوباما سابقاً لم يكن يثق بالمعارضة السوية، وكانت له حساباته السياسية والشخصية، ومنها صورته كرئيس حائز على جائزة نوبل للسلام، والتي تمنعه من ارتكاب الخطأ ذاته كما في العراق وأفغانستان، وهي أمور تخطاها ترامب مع تبدل الوضع الميداني وانحسار دور المعارضة". وبحسب نادر، فإن أميركا قادرة على فرض مناطق آمنة وقد فعلتها سابقاً في كل شمال العراق بإعلان منطقة حظر جوي في عهد صدام حسين وفي ليبيا أيام معمر القذافي". لكن السؤال: أين ستتواجد هذه المناطق؟ يجيب: "إما في المنطقة الكردية شرق نهر الفرات الى جانب "بحيرة الاسد" أو في مناطق جنوب سوريا، مع ترجيح الخيار الاخير"، مشيراً إلى أن "اعتراض النظام لا قيمة له في القرارات الدولية، فمثلاً الاتراك استولوا على منطقة بالقرب من مخيم أطمة الحدودي في ريف إدلب بحجة أن أمنها القومي مهدد ولم يستطع الاعتراض". وهل تستطيع اميركا– ترامب استعادة دور "القائد العالمي" من خلال هذه الخطوة؟ برأي نادر، تريد أميركا تثبيت وجودها بعد ان خسرت أوراقاً كثيرة في الـ8 سنوات السابقة لكنها غير قادرة على اعادة عقارب الساعة الى الوراء، وبالتالي، هي بحاجة الى توافر النية والجهد على مدى ليس بقصير. ومع تنفيذ الاعلان، سيكون لدى اميركا أوراق تفاوضية في المحادثات الآتية سواء في آستانة (2) أو في جنيف، وهو أمر سيؤكد عودة أميركا كلاعب قوي في المنطقة العربية، اما بالنسبة الى روسيا، فهم أرادوا أن تكون المواجهة كالآتي: "أمنوا لنا لنؤمن لكم" لكن أميركا قالت كلمتها "نحن نريد الامساك بزمام الامور بشكل مباشر"، وبرأيي إن الرئيس الروسي بوتين قادر على تخطي هذه العقبة وفق منطق تقاسم الأدوار". ختاماً، هل سيبقى القرار كلاماً للاستهلاك الإعلامي، خصوصاً مع إعلان مسؤول في إدارة ترامب أن طرح المناطق الآمنة "ستجري دراسته في الوقت المناسب"، أم أنه قرار سيعيد الهيبة الأميركية ويعطي الجهود السياسية لحل الأزمة السورية مساحة أمل جديد؟
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك