آخر محاولات "داعش" لإنقاذ الباب.. الإنسحاب من تدمر لمحاصرة حلب

بدأ تنظيم "داعش" قبل يومين سحب قواته وأسلحته الثقيلة من بعض حقول النفط في محيط مدينة تدمر، وإدخالهما إلى المدينة تمهيداً لسحبها منها إلى جبهات أخرى. هذا التطور العسكري يوحي بأن قرار "داعش" هو عدم الإستمرار في الإستنزاف في ريف حمص الشرقي، وضرورة الإنسحاب من تدمر لصالح التقدم في جبهات أخرى. ويحاول "داعش" من خلال التحضير للإنسحاب من تدمر وريف حمص الشرقي تحقيق هدفين، الاول تجنب مواجهة القوات الروسية المتمسكة بإستعادة تدمر، مستعينة بقوات الحلفاء التي حصلت بالأمس على دفعة من المعدات العسكرية الثقيلة، وعدد كبير من الآليات المصفحة بهدف الإستمرار في التقدم في الريف الشرقي لحمص، كذلك أدخلت روسيا مجدداً المروحيات العسكرية Mil-28 إلى المعارك في تلك الجبهة، الأمر الذي سيؤدي إلى إنهيار سريع في صفوف التنظيم الإرهابي، أو خسائر بشرية لن يتمكن من تحملها في حال قرر الصمود.. أما الهدف الثاني، فهو محاولة إنقاذ مدينة الباب من تقدم القوات السورية السريع نسبياً. فقد بدأ "داعش" فجر اليوم هجوماً عنيفاً على قرية "أم ميال" عند محور خناصر في ريف حلب الجنوبي. مصادر ميدانية تؤكد أن الهجوم عنيف جداً مما قد يدفع القوات السورية إلى الإنسحاب من بعض النقاط، وإذا استمر الهجوم على هذه الوتيرة فإنه من الممكن تهديد طريق خناصر وإغلاقه. وتُعتبر طريق خناصر، طريق الإمداد الوحيد لقوات الجيش السوري إلى حلب، أي أن سيطرة "داعش" عليها سيؤدي إلى قطع الإمدادات ومحاصرة الجيش السوري والقوات الحليفة له في محافطة حلب. وقد يكون تزامن تقدم "داعش" في إتجاه طريق خناصر متزامناً مع سحب معداته الثقيلة وعناصره من ريف حمص الشرقي يعني أن هناك قراراً من قبل التنظيم بقطع طريق خناصر، وتالياً عرقلة عمليات الجيش السوري في محيط مدينة "الباب" من خلال إيقاف الإمدادات عنه. وفي حال نجح "داعش" في خطته فيكون قد منع سقوط "الباب" إلى حين، في الوقت الذي قد يدعم فيه مواقعه في الرقة ودير الزور بعد تخيفيف الضغط والإستنزاف من ريف حمص الشرقي وتدمر..