Advertisement

لبنان

باسيل من جبيل: قانون الانتخاب هو أساس النظام السياسي لبناء الدولة

Lebanon 24
12-02-2017 | 07:36
A-
A+
Doc-P-270204-6367055115419621231280x960.jpg
Doc-P-270204-6367055115419621231280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، خلال زيارته إلى مدينة جبيل اليوم، في القداس الذي ترأسه راعي الأبرشية المطران ميشال عون، في كاتدرائية مار يوحنا مرقس، وقال باسيل في كلمة ألقاها بعد القدّاس: "سيدنا، يا أهلنا وأحباءنا في بلاد جبيل، في هذا المكان الذي نصلي فيه والذي جعلنا ننتبه ورثة من نكون، ففي كل حجر في هذا المكان وهذه المدينة نعرف وندرك أننا ورثة شيء عظيم، ليس فقط بالحجر على أهمية معناه، وليس فقط بالارض على أهمية قيمتها. تعرفون القول الشهير بأنّ أهمية الارض ليست في أن ترثها من أبيك بل أن تورثها لأولادك، هذه هي قيمة الارض. والحضارة أيضا يجب أن تورثها للأجيال من بعدك. ونحن ورثة حضارة عميقة في التاريخ، ومسؤوليتنا ليست في المحافظة عليها فقط بل في أن نورثها لأجيالنا. عظمتنا وعظمة هذا البلد هي هذا الارث الحضاري، ونحن ندرك هذا الشيء عندما نقف في هذه الكنيسة وفي جلالة هذا المكان، متأكدين ان الحفاظ عليه هو الحفاظ على معنى كبير للانسانية في هذا البلد". أضاف: "تكلمتكم يا سيدنا عن الدولة وبناء الدولة، وخطر لي مباشرة بأن الدولة هي مثل هذه الكنيسة التي لها اساسها وجدرانها وأعمدتها وقفلها المنصوب في القبة المركزية لها. واليوم اساس بناء الدولة هو نظامها السياسي، ونظامها السياسي أساسه قانون الانتخاب، فالناس تمثل عندما تكون أداة الحكم والمرجع في القرار. وهكذا عمليا يكون تمثيلها في قانون الانتخاب. والدولة ومؤسساتها هي الجدران التي تحمينا جميعا، في وسط الكنيسة حائطان كبيران هما عامودا القضاء والامن، والقفل فوق هو رأس الدولة. واذا نظرنا الى الحجارة الكبيرة والصغيرة- واعتقد انه لا يمكن أن يكون في الكنيسة أي حجر مفقود- ندرك أن هكذا هي مكونات الوطن، فيها مجموعات كبيرة وأخرى صغيرة، وهي طوائف البلد التي لا يمكننا الاستغناء عنها، كبيرة كانت أم صغيرة. كما أن هناك القفل فوق، والذي لا يستطيع الا أن يحافظ على هذا البنيان ويبقى ممسكا به، حتى يبقى الناس محميين فيه. هذا هو شكل الدولة واساساتها العميقة، وهي هذا النظام الذي سيحفظنا والذي سنعيش في ظله". وتابع: "نحن اليوم امام لحظة مصيرية في الحفاظ على دولة نعرف جيدا كم فيها من الفساد، ولكن نعرف كيف نبنيها ونرممها ونحافظ عليها، فلا يوجد أي دولة يمكن أن تعيش وتستمر في الفساد. والأساس الكبير هو قانون الانتخاب هذا، نحن في لحظة الحقيقة، فقد قمنا اليوم بمسيرة ميثاقية كبيرة وبظرف سريع وقصير، واعدنا للجمهورية معناها في استعادتها لميثاقيتها في رئاسة الجمهورية والحكومة، استعادة الرئاسة والحكومة ليس في الموقع فقط، انما في الدور الذي تمارسه الرئاسة والحكومة في ادارة البلد. واستكمال ذلك يكون في مجلس النواب، ومجلس النواب، كي يمثلنا، يجب أن يكون هناك قانون انتخاب ميثاقي، وهنا الافكار كثيرة، وفي هذا البلد لا أحد يستطيع الغاء احد أو ازالة احد لا بالطائفية ولا بالسياسة. ولكنني استغرب أننا نحن اليوم في قانون انتخاب يعطي مكونا اساسيا في البلد والذي هو نصف البلد أي المسيحيين 31 نائبا، بينما حقنا في الدستور64 نائبا، ما يعني ان اكثر من النصف لا نأتي بهم نحن. واستغرب عندما نتكلم بالقوانين، احدهم عندما يخسر نائبا أو اثنين تقوم قيامته ويقول أن ذلك هو عملية الغاء لمكون في البلد، وهؤلاء الذين الغينا نصفهم وصار لهم 25 سنة يتحملون الضيم من اجل هذا البلد، واليوم يعرفون أننا لا نرد لهم كل حقهم، ألا نفكر في شعورهم وحضورهم وجودهم ودورهم؟". وأكمل: "هذه القضية تحتاج الى أن نحمل بعضنا ونفهم بعضنا، فلا يلغي أحدنا الآخر، ولا أحد لديه الرغبة ولا القدرة لإلغاء الآخر. عندنا الكثير من الافكار، ان بالأكثري العادل أو بالنسبي، وهناك افكار كثيرة بالنسبية أو بالمختلط، فنحن حاضرون. تقدمنا ب3 افكار ومحاور اساسية حتى الآن وكلها عادلة بالمعيار وبالمنطق، وما زال عندنا الكثير. لكن الوقت انتهى، فنحن امام اسبوع حاسم حتى يضع الجميع كل خياراتهم السياسية على الطاولة، لأننا بعد هذا الاسبوع ندخل في المهل القاتلة. فيصبح هذا الموضوع من مسؤولية رأس الدولة، وبعد 21 شباط، اما يتفق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على أن تضع الحكومة يدها على قانون الانتخاب وتقوم بجلسات متلاحقة من دون انقطاع للوصول الى قانون، أو يدعي رئيس الجمهورية الى حوار ثلاثي أو رباعي أو خماسي جامع متواصل، ويقول بأنه لا يقبل بالفراغ ولا بالتمديد ولا بقانون من سنة 1960 ولا بأخذ البلد الى المجهول، والبلد لن يصطلح الا من خلال قانون الانتخاب". وقال: "اذا كنا نمتلك القدرة جميعا على انتاج القانون الجديد فهذا امر عظيم، والرغبة للعيش معا لها ترجمة سياسية في قانون واحد يوحد اللبنانيين لا يقسمهم، ويساوي بين اللبنانيين ولا يفرقهم الى طبقات سياسية، ويجمعهم في معايير تمثيلية واحدة، ويضعهم على طريق من اثنين، اما الطائفية واما العلمنة الشاملة التي يمكننا اعتمادها كخيار سياسي واضح، لا نعود فيها لا للعدد ولا للنسبة ولا للديموغرافية، ولكنها تحتاج الى قدرة سياسية كبيرة من سلطاتنا الروحية ومن سلطاتنا السياسية حتى نذهب في هذا الطريق. نحن جاهزون لكل طرح، حتى مجلس شيوخ يحافظ على المكونات الاساسية للبلد وينتخب بحسب القانون الارثوذكسي، فليكن، وهنا تطبق المناصفة بمجلس شيوخ ومجلس نواب، واحد رئيسه مسلم والآخر رئيسه مسيحي، وتتوزع الصلاحيات بين المجلسين بالطريقة المناسبة، واحد على اساس طائفي والآخر على اساس علماني. نحن حاضرون لكل شيء". وختم باسيل: "اعتقد أن ارادة الناس ورغبتنا جميعا ستنتصر وسيبقى البلد يعيش بسلام والناس بطمأنينة، في جبيل وكل لبنان، لأن ارادة اللبنانيين بأن يعيشوا بسلام مع بعضهم ستنتصر على أن يكونوا مقسمين الى مجموعات". جمعية "المبرات" في جبيل ثمّ زار باسيل قاعة جمعية "المبرات" في جبيل في إطار زيارته المدينة وقال: "من الجميل جداً أن نبدأ نهارنا بزيارة المطرانية وجمعية "المبرات" مع ما تحمله هاتان الزيارتان من رمزية لبلاد جبيل وبلاد البترون. فالمعنى التاريخي الذي نشأت عليه بلاد جبيل، لا يمكن أن يكون هناك أي مستقبل لأبنائها من دون هذا التلازم. والتلاقي هنا يقع تحت مفهوم إنساني كبير وليس مفهوما إسلاميا. وبلاد جبيل تجسد رسالة لبنان والمفهوم الإنساني لكل لبناني. التفاهم بين الجبيليين سبق وتخطى تفاهم السياسيين، وعندما توصلنا عام 2006 إلى تفاهم بين التيار و"حزب الله"، كان الجبيليون قد سبقونا عليه عام 2005 لأنّ جبيل كانت دائماً تصوّت بشكل صحيح في السياسة، بين الدستوري والكتلوي. وهذه هي أهمية الخيار السياسي الذي انقسم عليه الجبيليون، ويا ليتنا نستطيع الرجوع إليه على المستوى الوطني الكبير على أساس المفاهيم الإنسانية التي تقسم اللبنانيين الى خيارات سياسية والى محاور سياسية تضم كل الطوائف، والخروج من الإصطفافات". وتابع: "التحدي الكبير للبنان هو أن يستطيع العيش بالتناغم في وقت يتصارع فيه العالم، وأن يؤدّي لبنان رسالته بعكس التيار الجارف الذي يسود في العالم. إرادة العيش الواحد بحاجة الى ترجمة سياسية وترجمتها الوحيدة هي بكيفية العيش معاً. وعندما أتينا إلى المسؤولية سواء من خلال نوابنا الذين قاموا بنقلة نوعية في بلاد جبيل ومن خلال عملهم الإنمائي، أو من خلال الوزارات التي تسلمناها وسد جنة ولحسن الحظ انه يجمع على ضفافه التنوع الجبيلي، ولحسن الحظ انه يعطي الخير بطبيعته، المياه لا تنقسم بين مناطق وأحزاب، وما يكرس العيش المشترك وإرادته هو قانون الإنتخاب، وهذا هو التحدي الحقيقي أمامنا وهذا المكان بما يحمله من تنور ديني وإنساني، وجبيل بالذات تحمل بأن يقال هذا الكلام الواضح والصريح. من خلال هذه المقاربة علينا معالجة قانون الانتخاب وعلينا أن نقرر هل نحن متساوون أم لا؟ بمعنى متساوون بالمفهوم اللبناني والديموقراطية التوافقية اللبنانية والمناصفة اللبنانية أو نحن نتخلى عن هذا المفهوم اللبناني ونذهب الى بلد آخر وما أكثرهم من تنوع، وخير مثال على ذلك افريقيا التي قمنا بزيارتها منذ أيام، وهي بلد متنوع بالأديان والأعراق والألوان". وقال: "ميزة تنوع لبنان هي التساوي والمناصفة في الحكم وفي الشراكة الوطنية، وهذا شيء يتكرس في قانون الإنتخاب، وإذا كنا حريصين على بعضنا فحرصنا على المسيحي في رميش وشدرا والقاع، هو الحرص نفسه على المسلم في جبيل، وبهذا المفهوم لا يستطيع المواطن في رميش أو شدرا أو القاع أن يشعر أن صوته مهمش وليس له قيمة، ولا يستطيع المواطن كذلك في جبيل أو لاسا أن يشعر ان صوته مهمش وليس له قيمة، وإذا كان المسيحيون في جبيل مقسومين بين تيارين سياسيين وللشيعي أو للمسلم قوة الفصل بينهما فليكن، هذا حقه، وهذه ليست وصاية سياسية يمارسها بل هذا حق سياسي طبيعي. وإذا كان المسلمون مقسومين في عكار أو بعلبك الهرمل أو في الجنوب والمسيحي له قوة الفصل فليكن وهذا حقه السياسي، ولكن للأسف ليس هذا وضعنا السياسي في البلد، ففي واقعنا السياسي توجد تكتلات وهناك عاملان علينا النظر اليهما في قانون الإنتخاب: انتشار مسيحي على كلّ الأرض اللبنانية وتواجد مع الجميع، والذي ليس هو ذاته بالنسبة للطوائف الأخرى، وهذا ما يجب أن يكافأوا عليه المسيحيون لا ان يعاقبوا لأنهم مصرون على عيشهم مع كل الطوائف وفي كل المناطق. إضافة الى عامل آخر هو وجود تكتلات طائفية طاغية وتنوع سياسي مسيحي أكبر، مما يجعل هذا التنوع السياسي الذي يمارسه هذا المكون المسيحي في البلد عليه أن يدفع ثمنه في قانون الإنتخاب، وإلا فنحن نقول له إذهب وإعمل كتلة واحدة وتماثل بغيرك، وعندما يتوافق التيار والقوات يقولون انهما عملا ثنائية ويلغيان الآخرين. الحل يكمن في الذهاب الى تماثل بين كل المكونات اللبنانية، فيولد عندنا الشعور بأنه أينما وجدنا لدينا فاعلية الصوت نفسه. مشكلتنا اليوم اننا لا نستطيع أن نحسم الخيار: أو طائفي أو وطني". وختم: "ميزة "التيار الوطني الحر" انه يستطيع محاكاة المفهومين ولا يستطيع أحد أن يلعبه على المفهومين بقانون واحد. الآن حان وقت الخيار وأي نظام نريد أن نعيش ضمنه بين بعضنا".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك