Advertisement

مقالات لبنان24

جنبلاط يستنجد ببري.. أين الحريري؟

كلير شكر

|
Lebanon 24
15-02-2017 | 05:33
A-
A+
Doc-P-271542-6367055125480056451280x960.jpg
Doc-P-271542-6367055125480056451280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أودع وليد جنبلاط أفكاره التغييرية لقانون الانتخابات، في عهدة الرئيس نبيه بري بعدما صار مقتنعاً أنّ لا مفرّ من تجرّع هذه الكأس المرة، فمن الأفضل إذا جرّ الآخرين الى منطقة وسطى بدلاً من فرض قانون يقطّع أوصال الزعامة الجنبلاطية ويشلّع أساساتها الدرزية والمسيحية. هكذا، اختار زعيم المختارة أن يضع مصيره بين يديّ "أبو مصطفى". ليست المرة التي يلتقي فيها الرجلان في المحطات الأساسية. الأكيد ثمّة سرّاً في العلاقة الوثيقة بينهما، ساعدهما على حياكة الكثير من السيناريوهات التي تؤدي إلى صياغة تركيبة سياسية تناسبهما وتخدم توجهاتهما. منذ 7 أيار 2008 والعلاقة بين بري وجنبلاط أصبحت تتجاوز التنسيق والتعاون إلى مرحلة التخطيط والتنفيذ. يومها عاد الزعيم الدرزي إلى حليفه القديم. رسم حدوداً فصل فيها علاقته بالرئيس بري عن معركته المعلنة مع النظام في سوريا. ونجح في صياغة علاقة معقدة خارج تلك المعركة. تفهّم بري مواقف جنبلاط ووافق على ذلك الفصل. جنبلاط حاجة للرئيس بري، كما أن بري حاجة لجنبلاط. في المحصلة صارت علاقتهما حاجة لـ"حزب الله" أيضاً وللرئيس سعد الحريري وللعماد ميشال عون ولـ"القوات" ولبقية المكونات السياسية. تلك الثنائية بين عين التينة وكليمنصو أصبحت حاجة لكل من حولهما. مارس بري سياسة احتواء جنبلاط، ومارس جنبلاط سياسة تحقيق المكاسب عبر بري. أما آخر انجازات تلك الثنائية فتمثلت بصياغة ترشيح سليمان فرنجية وإقناع سعد الحريري ثم تسويق الفكرة وطرحها، قبل أن "يطبش" طرح ترشيح ميشال عون و"يستأذن" جنبلاط حليف "السراء والضراء" نبيه بري للسير في ركب التسوية التي حملت الجنرال الى قصر بعبدا. وها هو اليوم سيد المختارة يعود الى عين التينة لمعالجة "أزمة" قانون الانتخابات. يشعر جنبلاط أنّ زعامته مهددة ولو أنه يرفض الاعتراف بذلك، ولا يجد سبيلاً للخلاص الا من خلال "طوق" رئيس المجلس مع أنّ الأخير لا يتوانى عن إعلان انحيازه للنظام النسبي، لكنه يعرف تماماً أنّ "أبو مصطفى" هو من سيمد له يد العون لحظة طبخ القانون. عملياً، اختار جنبلاط رئيس المجلس المفترض أنه من محور الخصوم، ليودعه "مصيره"، ولم يلجأ الى الحليف المفترض سعد الحريري، مع أنهما في المركب ذاته، واذا ما غرق المركب فسيغرقان معاً، وكان من الأجدى بهما أن يلتقيا عند خط المصلحة المشتركة لتشكيل جبهة اعتراض تحمي مصالحهما في طبخة قانون الانتخابات. غير أنّه يبدو جلياً أنّ أداء رئيس الحكومة "التنازلي" و"الاستسلامي" يثير الريبة في ذهن زعيم المختارة، ويدفعه الى حضن نبيه بري بدلاً من اللجوء الى سعد الحريري لوضع خطة دفاعية تحميهما. مذ أن قرر الحريري السير بمرشح رئاسي من عمق 8 آذار، بدا واضحاً أن الرجل مستعد لدفع أي "ثمن" يعيده الى السلطة، وليس بوارد حتى استخدام أي سلاح هجومي من باب الدفاع عن نفوذه. هو الاستسلام الكلي لإرادة الخصوم. وما يجري اليوم في قانون الانتخابات تكريس لهذا المسار. وتسألون عن جنبلاط؟
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك