لا تكوني مثل "سوزان".. لا تُشكِّكي في قدراتكِ المهنية!

كتبت سابين الحاج في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "لا تُشكِّكي في قدراتكِ المهنية": "تعمل سوزان بجهد في شركة للخدمات، وتتذمّر أمام زميلاتها المقرّبات لعدم تلقيها أيّ ثناء أو تشجيع من مديرها، فهو كغيره من المهووسين بنجاح سير أعمالهم، لا يعير جهود الكادحين من حوله اهتماماً بل يعتبرها من صلب مسؤولياتهم. تصرّفاته هذه تضيع سوزان في بحر من الشكوك بنفسها وقدراتها، فهي باتت غير متأكدة ما إذا كانت تقدّم ما هو جيد فعلاً. علماً أنّ الدعم الشفهي والإطراء يمنحان الآخر طاقات إيجابية، ما يفرحه ويشرّفه ويعطي قيمة لشخصه وعمله، وهما بمثابة هدية ترفَع المعنويات، وتبدِّد التعصيب.تؤكد دراسة حديثة أجراها موقع "مونستر" للتوظيف أنّ النساء يكبحن طموحهن، بسبب نقص ثقتهن بأنفسهن. دراسة أخرى أجراها معهد الإدارة البريطاني المعتمد تربط بين نقص ثقة النساء بأنفسهن وضعف وصولهن إلى مراكز القرار والقيادة في العمل. فالمرأة غالباً ما تضعف وتحطّم نفسها عند اقترافها الأخطاء، وتخشى اتخاذ المخاطر والقرارت غير المضمونة النتائج خوفاً من الفشل. وتتخرّج الكثيرات من الفتيات اللامعات سنوياً من الجامعات، آملات في الوصول إلى أعلى المراتب، ولكنّ خشيتهنّ الدائمة من الفشل تعيقهن. ويزيد عدم تلقيهن التشجيع في العمل من توترهن ويزيد شكهنّ بقدراتهن. إذا فشلتِ يتهمك باللامبالاة قد تلاحظين كم كنتِ تقومين بعمل جيد إذا ما أخطأتِ يوماً أو قمتِ بهفوة، فحينها فوراً يستدعيكِ مديركِ ليعطيكِ ملاحظة على تفصيل دقيق، وليمثّل أمامكِ مسرحية درامية مؤثّرة يستعرض فيها حجم مسؤولياته ويتّهمكِ باللامبالاة. نعم، فهو ربّما لا يهنّئك كلما قمت بعمل جيد، لكنه لا يتأخر في رميكِ بدلو ملاحظاته كلما اتخذتِ قراراً لم يعجبه أو تأخرتِ عن تسليم مهامكِ. في هذه الحال لا تحطمي نفسكِ كثيراً وتخطي أخطاءكِ بسرعة دون أن تدعيها تؤثر في مسيرتك المهنية، بتحطيمكِ لنفسكِ وانهيار ثقتكِ بمجهودكِ. وتذكري كم أبليتِ حسناً في الفترات السابقة حتّى اتممتِ مسيرة بلا ملاحظات. هذا الدليل على نجاحكِ نعرض في ما يلي أدلّة تثبت لك أنّك تقومين بعمل جيد، وبأنّ مديرك راضٍ على عملك، حتى لو لم يتفوّه بعبارات الدعم المعنوي. • الملاحظات حول عملكِ ليست كثيرة إذا تلقيتِ بعض التعليقات حول ما تنجزين، خذيها في الاعتبار واعلمي أنها قد تحسِّن عملكِ الجيد أصلاً. فلو كنتِ تحقّقين الفشل لما كان مديركِ أعطاكِ بعض الملاحظات، بل لجأ إلى تسليم العمل لشخص آخر. • مساعدة الآخرين أنتِ قادرة على مساعدة زملائك، ومنحهم النصائح المهنية، وهم يلجأون إليكِ لأنهم يثقون، بصدقكِ، وبحكمكِ على الأمور وخبرتك. • كلمتكِ مسموعة لأنّ عملك مقدّرٌ يطلبون منكِ التحدث في الاجتماعات ويستمعون بإنصات إلى ملاحظاتكِ وآرائك. هذا يعني أنّ زملاءكِ ومدراءكِ يعرفون قيمة أفكاركِ وعملكِ. • مسؤولة عن عملكِ الخاص عندما تريدين المباشرة بمشروع جديد أو تنفيذ فكرة، لستِ مرغمة على أخذ موافقة المدير لتنطلقي، فأنتِ مسؤولة عن عملكِ. و يدلّ ذلك أيضاً على أنّ مديركِ يثق بخياراتكِ وجهودك. • مدعوّة لتمثيل المؤسسة يلتفت مديركِ إليكِ لتساعديه عندما تكثر المهام عليه، أو لتحلّي مكانه في غيابه. ويرسلكِ أحياناً لتمثيل الشركة، فيسلمكِ اللقاءات الحساسة مع أطراف مهمة وزبائن محتملين، ما يدلّ على ثقته بكِ. الراتب بينما تبذل النساء جهوداً في العمل لإثبات أنفسهن، تؤكد الدراسات أنّ المرأة لا تجيد فعلياً مناقشة عروض العمل التي تحصل عليها، وترضى بالمعروض مهما كان. ويعتبر بعض النساء أنّ مناقشة علاوة على الراتب مهمّة شاقة وحتّى شبه مستحيلة بالنسبة لهنّ. يُذكر أنّ التمييز ضدّ النساء عالميّاً يجعلهنّ يتقاضين راتباً أقلّ من الرجال إذا عملوا لوقت متساوٍ في نفس الوظيفة والمركز، وذلك في عدد كبير من البلدان وحتّى المتقدّمة منها. وأمام هذا الواقع لابدّ لك أن لا تفقدي ثقتكِ بنفسكِ وبجهودكِ وأن تتحلّي بشجاعة طلب الترقيات وإلّا راوحتِ مكانكِ لفترة طويلة دون أن يلتفت أحد إلى وضعكِ". (سابين الحاج - الجمهورية)