Advertisement

عربي-دولي

انحياز ترامب يبدد حلم الدولة الفلسطينية ومستقبل "حل الدولتين"

Lebanon 24
23-02-2017 | 06:04
A-
A+
Doc-P-275168-6367055151475353231280x960.jpg
Doc-P-275168-6367055151475353231280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعد عقود طويلة من محاولات إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على أساس إقامة دولتين تتعايشان جنباً إلى جنب، جاء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، ليقلب الطاولة ويعلن عدم تمسكه بهذا الحل طارحاً رؤيته التي تجمع بين صاحب الأرض الأصلي والمحتل في دولة واحدة، ليفتح بذلك أبواب التكهنات واسعة عما سيصير إليه مستقبل هذه القضية. الحديث عن حل الدولتين بدأ عقب حرب حزيران 1967، وهو يقضي بإنشاء دولتين إحداهما إسرائيل والأخرى فلسطين (ضمن حدود ما بعد حرب حزيران 1967، والتي تضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية)، بناء على قرارات الأمم المتحدة، ومفاوضات تشمل الحسم في ملفات كبرى شائكة؛ بينها قضية اللاجئين ووضع القدس. وهو حل يفرض الاعتراف بدولة إسرائيل وسيطرتها على 78% من أراضي فلسطين التاريخية. الأمم المتحدة ومنذ عام 1947، تبنت قراراً بتقسيم فلسطين مذيَّلاً بخرائط تحدد حدود الدولتين، في حين شكلت القدس كياناً ثالثاً تحت إشراف دولي. وقد رفض القادة العرب هذا المقترح قبل أن يعلن الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، الاستقلال عام 1988، معترفاً بدولة لإسرائيل تبسط سيادتها على 78% من فلسطين التاريخية. اعتراف عرفات يحظى بتأييد منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم الفصائل والأحزاب الفلسطينية كافة ما عدا حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي. غالبية المواقف الدولية تتبنى حل الدولتين كأساس لتسوية الصراع، وفي 30 نيسان 2003، قدمت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) خارطة طريق تنص على إقامة دولة فلسطينية بحلول 2005 مقابل إنهاء الانتفاضة وتجميد الاستيطان اليهودي بالأراضي الفلسطينية. وفي عام 2005، قُدمت خارطة طريق تضمنت رعاية الولايات المتحدة مفاوضات حول هذا الحل استناداً إلى القرارين الأمميين رقمي 383 و1397. في حين يبقى أشهر القرارات الأممية بهذا الشأن القرار رقم 242 والذي جاء بعد هزيمة عام 1967. عقبة ترامب.. تهديد لدولة لفلسطين وبعد وصول الرئيس الجمهوري دونالد ترامب للحكم، وتحديداً في 14 شباط 2017، أعلن مسؤول كبير في إدارة ترامب أن "واشنطن لم تعد متمسكة بحل الدولتين كأساس للسلام، في موقف يتعارض مع الثوابت التاريخية للولايات المتحدة في هذا الشأن". ومن ثم، فإن الحديث عن انحياز ترامب التام والعلني لـ"إسرائيل"، ليس درباً من دروب المبالغة؛ فهو لا يفتأ يتحدث عن نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، كما أنه أعلن -في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال منتصف الشهر الحالي- عن قناعته بأن الاستيطان "لا يعيق السلام"، وإن طالب إسرائيل بوقفه "مؤقتاً". رغبة ترامب في إسقاط "حل الدولتين" كسياسة أمريكية وخيار وحيد، وسعيه لدمج إسرائيل في العالم العربي -على ما يبدو- تجلت بإعلانه في المؤتمر نفسه، بقوله إن حل الدولتين "ليس الخيار الوحيد"، وأنه يقبل ما يقبل به الطرفان. لقاءات سرية و"ناتو" عربي تصريحات ترامب لا يمكن فصلها عن حديث نتنياهو عن شعوره بأن كثيراً من الدول العربية "لم تعد تنظر لإسرائيل بوصفها عدواً"، فضلاً عن تواتر أحاديث بشأن تشكيل حلف عسكري عربي-إسررائيلي (ناتو) لمواجهة الخطر الإيراني. بعد أيام من تصريحات ترامب، اعترف نتنياهو بقمة سرية جمعته بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الثاني ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، في العقبة الأردنية العام الماضي. خلال هذه القمة، رفض نتنياهو مقترحاً بإقامة دولة يهودية يعترف بها الفلسطينيون مقابل استئناف عملية السلام المتوقفة منذ 2014، وهو الذي طالما لهث وراء هذا الطرح في سنوات سابقة، ما يعني أن ثمة تغيرات حدثت أو ستحدث. الكشف عن هذا اللقاء أثار زوبعة في الشارع العربي، وهو ما دفع العاهل الأردني للقيام بزيارة خاطفة لمصر، في 21 شباط، وهي الزيارة التي أعلنت بعدها الرئاسة المصرية تمسك البلدين (مصر والأردن) بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس كـ"ثابت تاريخي". مؤيدون ومعارضون: ثمة "توافق عام" على حل الدولتين للتوصل إلى السلام؛ بحسب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، التي أكدت أن الأمم المتحدة منحت دولة فلسطين وضع العضو المراقب؛ لأنها تؤيد هذا الحل. مبادرةُ السلام العربية التي طُرحت عام 2002 تقوم على إقامة دولة فلسطينية مقابل إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل، وهي (المبادرة) تستند أيضاً إلى هذا الحل (حل الدولتين). وبعد أن فشلت مفاوضات السلام مجدداً، ألقى بنيامين نتنياهو خطابه في بار إيلان (في 14 حزيران 2009)، معلناً -لأول مرة- تأييده فكرة إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. لكن نتنياهو عاد بعد ست سنوات وخلال حملته الانتخابية، ليقول إن "الواقع تغير". وهو اليوم يضع اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل شرطاً لقيام دولة فلسطينية. بدائل: هناك بديل يقوم على فكرة الدولة الواحدة (تحدث عنه ترامب) وهو ينطوي غالباً على ضم إسرائيل رسمياً للأراضي الفلسطينية في الضفة المحتلة، وربما قطاع غزة كذلك. بعض أوساط اليمين الإسرائيلي تؤيد ضم الضفة بحجة ارتباطها تاريخياً ودينياً بهذه الأراضي، غير أن الحقوق التي ستُمنح للفلسطينيين الذين يعيشون هناك تعتبر أمراً أساسياً. وإذا شملت هذه الدولة غزة والضفة، فإنها ستدمج نحو 6.4 ملايين يهودي مع عدد شبه مساوٍ من العرب. أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قال للصحفيين، مطلع الشهر الحالي: إن "البديل الحقيقي هو قيام دولة ديمقراطية علمانية واحدة يتساوى فيها اليهود والمسلمون والمسيحيون". كونفدرالية: الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، طرح فكرة إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية على شكل "كونفدرالية" مع حدود مرسومة، وبرلمانين ودستورين ولكن بجيش إسرائيلي واحد. في حين يدعو الإسرائيليون اليمينيون، منذ فترة طويلة، إلى توحيد دولة فلسطينية مع الأردن، وهو الحل الذي سيريح إسرائيل من هذه القضية. غير أن الأردن -الذي حكم الضفة من عام 1948 حتى احتلالها من قِبل إسرائيل في حرب 1967- فك ارتباطه بالضفة إدارياً وقانونياً عام 1988 بعد أن أعلن الرئيس عرفات قيام دولة فلسطين. كما أن منظمة التحرير وتل أبيب رفضتا اقتراحاً طرحته عمَّان عام 1972 بتشكيل كونفدرالية أردنية فلسطينية. - بقاء الوضع الحالي: الخيار الأفضل لنتنياهو -على ما يبدو- هو إبقاء الوضع الحالي الذي تسيطر فيه إسرائيل على جميع التحركات من وإلى الضفة والقطاع، مع احتفاظها بالسيطرة العسكرية والمدنية الميدانية الكاملة على 60% من الضفة. غير أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، برأي المجتمع الدولي الذي يرجح ألا تقبل القيادة الفلسطينية بهذا الحل لأنها تطالب منذ سنين بسيادة كاملة على دولتها المستقلة، في ظل استمرار التوسع ببناء مئات المستوطنات الإسرائيلية منذ وصول ترامب للحكم. (الخليج اونلاين)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك