رنين الشعّار: نعم تعرّضتُ للخيانة وهذه حكايتي مع "حُب ومضى"

لعدما قدّمت سلسلة عروض مبهرة في أهمّ دور الأوبرا الفرنسية، تستعدّ بطلة أوبرا "كليلة ودمنة"، النجمة اللبنانية رنين الشعّار، لمواعيد مميّزة ضمن روزنامة نشاطاتها الفنّية للفترة المقبلة، حيث تستمرّ في جولتها الأوروبية وتحيي سلسلة حفلات إضافية في Philharmonie de Paris وOpéra de Dijon وغيرها من أرقى المسارح الفرنسية. رنين الشعّار التي ألّفت وأدّت "بغيابَك يا حبيبي" وهي أغنية فيلم "اسمعي" للمخرج اللبناني فيليب عرقتنجي، تكشف كواليس تحضير أغنيتها الخاصة "حُب ومضى" التي تختزن جماليات شعرية ولحنية وطربية عالية تجعلها واحدةً من أجمل الأغنيات الرومانسية."في ذنوب صعبة تنغفَر شو ما عملت، وقلوب يا مَحلا الحجر متلَك إنتْ". بهذه الكلمات تبدأ أغنية رنين الشعّار الجديدة "حُب ومضى" برسم قصّة قلوب عاشقة ضمن قالب شعري وموسيقي أنيق يفيض بالأحاسيس والرومانسية. الأغنية التي تشكّل إنطلاقةً فعليةً للشعّار على درب الإصدارات الخاصة تستند إلى صور شعرية إنسيابية تمنحها بعداً بصرياً ملموساً ومشهدية جمالية عالية رغم بساطة الكلمات وعدم تكلّفها. أما اللحن الذي تآلف مع التوزيع الموسيقي فقد جاء عذباً مؤثراً يصحّي الحنين ويظهّر جماليات صوت رنين الطربي الأصيل الذي أبدع بأداء الأغنية في كلّ كلمة وعُربة وتنهيدة. الأغنية أبكتني رنين الشعّار التي سبق وسحرت جمهور The Voice بهذا الصوت المتمكّن تكشف أنها استمعت لعدد من الأغنيات في الفترة الماضية قبل أن ترسي على الأغنية التي اختارت أن تطلّ من خلالها على الجمهور. وتقول: "أغنية "حُب ومضى" من كلمات الشاعر علي المولى، الحان محمود عيد وتوزيع عمر الصباغ وكانت من أولى الأغنيات التي استمعت إليها وقد سحرتني فوراً وأثّرت بي وأتمنّى أن تمسّ قلوبَ الناس ويصل إحساسها إليهم". وعند سؤالها عمّا إذا كانت فعلاً بكت لدى سماعها الأغنية للمرة الأولى على ما كشف لنا مصدرٌ خاص تعترف: "نعم، بكيت وتأثّرت كثيراً بكلماتها الصادقة والشفّافة. فهي أغنية تتحدّث عن خيانة حبيب وغدره وتتحدّث فيها المرأة بلسان واثق ولكن بقلب مجروح. فالجرح وإن لم يعد يؤلمنا إلّا أنّ آثاره تبقى محفورة في روحنا، والشاعر علي مولى استند بدوره إلى قصة حبيبين ونقلها بطريقة شاعرية مؤثّرة". وجع الحبّ يعلّمنا وعمّا إذا كانت بدورها تعرّضت للخيانة، تجيب بعد صمت قصير: "نعم تعرّضت للخيانة في علاقة حب سابقة. ومَن منّا لم يمرّ بتجربة مماثلة؟ فالخيانة لا تقتصر على الحبيبين وحسب وإنما قد تنحسب على أيّة علاقة أخرى بين أصدقاء أو أقارب أو حتى إخوة، فهي تجوز على كلّ الناس وليس فقط على علاقات الحب". وتضيف: "وجع الحب يعلّمنا ويصحّي فينا أموراً معيّنة تماماً كما يقتل أموراً أخرى. والانسان لا يحزن ربما على الشخص الآخر وإنما على نفسه لأنه كان معطاءً ومحبّاً وشفّافاً. وأنا من الأشخاص الذين لا يطوون الصفحة فحسب وإنما أمزّقها تماماً وأمحو كلّ شيء أذاني وآلمني لأنتفض على الحزن وأعلو فوقه". مشحونة بالعاطفة أما بالنسبة إلى الأغنية الرومانسية في هذا الزمن فتقول: "في عالمنا العربي لدينا كمٌّ كبيرٌ من العاطفة يفوق البلدان الأخرى، ولدينا شحنة كبيرة من الشَجَن والرومانسية حتى على صعيد علاقاتنا ضمن العائلة. فنحن دائماً متقاربون في لقاءاتنا وجلساتنا وقصصنا المشتركة، وحتى قراراتنا تستند في أحيان كثيرة إلى العاطفة أكثر من العقل. وأنا أنتمي إلى جيل الثمانينات حيث كان هناك كمٌّ هائل من أجمل الأغنيات الرومانسية المشحونة بالمشاعر والشَجَن مع فنّانين رائعين من أمثال محمد الحلو ومحمد ثروت وعلي الحجّار وميادة الحناوي ووردة...". وتعترف: "في هذا الزمن نجد ألواناً غنائية مختلفة ومنوّعة جداً ولكن يبقى للأغنية الرومانسية حضورها وقدرتها على التأثير في الناس ومحاكاة مشاعرهم الصادقة. وهذا ما أتمنّى أن تحقّقه أغنيتي، فصحيح أنّ فيها عتباً ولوماً بسبب جرح مضى إلّا أنّ الحبيبة فيها قوية وهي تستذكر ما جرى وتعتبر أنه حبٌّ ومضى وأصبح من الماضي وهي بالتالي تقولها بصوت واثق ومن مكان عالٍ". صورة مختلفة أما بالنسبة إلى الفيديو كليب الذي سيرافق الأغنية فتكشف رنين: "صوّرتُ الأغنية مع المخرج محمود رمزي الذي قام أيضاً بتصوير غلاف العمل وجلسته التصويرية الخاصة ونستكمل حالياً تصوير باقي المشاهد في الكليب. ولن نعتمد على story board أو حبكة قصصية محددة، لأنّ الأغنية برأيي هي بحدّ ذاتها شريط مصوّر من الذكريات والأحاسيس والشاعرية، وبالتالي اخترنا أن نقدّمَها ضمن إطار بسيط وسَلِس يتماشى مع أجوائها الحالمة وبالطبع سيراني الجمهور بطريقة جديدة ومختلفة لم يعتادوا عليها في إطلالاتي السابقة سواءٌ في الحفلات أو المقابلات التلفزيونية. وأتمنّى أن يكون هذا العمل فاتحةً لسلسلة أعمال خاصة في الفترة المقبلة حيث سأتّبع استراتيجية الأغنية المنفردة، على أن أُطلق أغنية جديدة مطلع الصيف المقبل". في حالة حبّ دائمة وعن أغنية "بغيابَك يا حبيبي" من كلمات رنين وألحانها وأدائها وتوزيع جورج قسيس، والتي كانت أغنية فيلم "اسمعي" للمخرج اللبناني فيليب عرقتنجي، تقول: "أنا محظوظة بالمشارَكة في هذا الفيلم ذي الجمالية الفنّية العالية صوتاً وصورةً ومضموناً. وقد سكبت كلّ أحاسيسي في هذه الأغنية التي تتحدّث عن الحب في عالم الصوت والصمت. وقد اخترت أن تكون أغنيةً بسيطة وقصيرة ولكن مؤثّرة في الوقت نفسه وهذا ما لمستُه من تفاعل الناس معها وتشاركهم إياها بشكل كبير عبر السوشال ميديا. والحقيقة أنه كانت هناك رغبة متبادلة بالتعاون بيني وبين المخرج فيليب عرقتنجي وأنا سعيدة جداً أنّ ترجمتها جاءت بهذه الطريقة الفنّية المميَّزة". وعمّا إذا كانت تعيش بدورها حالة حب أسوةً بجرعات الرومانسية التي تقدّمها في أحدث أغنياتها تقول مبتسمةً: "أنا دائماً في حالة شاعرية وفي عشق كبير للحياة. وأتأثّر عندما أرى الحبَّ في عيون الآخرين أو بين حبيبين يتبادلان مشاعرَ صادقة، وهل أجمل من الحب؟ لذا نعم أنا في حالة حب وعلى صعد مختلفة، وحالياً الحب يملأ عائلتنا مع ولادة ملاك جديد فيها أمس وهو ابنة شقيقتي التي ستحمل اسم ناي". (رنا اسطيح - الجمهورية)