Advertisement

المرأة

مشاركته في التربية تُطوِّر المجتمع

Lebanon 24
24-02-2017 | 00:29
A-
A+
Doc-P-275523-6367055153342641591280x960.jpg
Doc-P-275523-6367055153342641591280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
رسّخت الموروثات الثقافية دورَ النساء كربّات منازل، عليهن الاهتمام بالبيت والأولاد، بينما خصّت الرجال بالعمل خارج البيت، فهم المسؤولون عن جلب المال لإعالة العائلة. مع مرور السنوات، تغيّر الواقع، وباتت المرأة عاملة، وركناً أساساً في إعالة عائلات كثيرة. النساء في لبنان يمثّلن 54 في المئة من خريجي الجامعات، وعددهن في مجال الأعمال لا يُستهان به، فهنّ في القضاء والمحاماة والطب والهندسة والإدارات العامة والقطاع الخاص... لكن هل تغيّرت صورتهنّ النمطية؟ العديد من الرجال اللبنانيين وخصوصاً الشباب منهم باتوا يدعمون عمل النساء ويؤمنون بأهميّته في تطوير المجتمع. دراسةٌ أعَدّتها الجامعة اللبنانية كلّية الحقوق والعلوم السياسية، الفرع الثاني في عدد من الجامعات في لبنان عام 2015 تؤكد هذا الواقع. فـ 83 في المئة من الشباب الجامعيين يؤيّدون عمل النساء، بينما يُعرب 91 في المئة منهم عن استعدادهم لمساعدة زوجاتهم المستقبليات في الأعمال المنزلية وتربية الأولاد. هذا واقع على رغم إيجابية هذه الأرقام في صفوف الجيل الجديد، نرى في المجتمع عموماً أنّ صورة المرأة كمسؤولة عن الأعمال المنزلية لازالت راسخة وتقع على عاتقها غالبية الأعباء من طبخ وجلي وغسيل وكي بالإضافة إلى تربية الأولاد. وتشتكي فيرا (40 عاماً) وهي مدرِّسة من أنها وعلى رغم توظيفها لامرأة تساعدها في الأعمال المنزلية لا تتمكن من إتمام عملها خارج منزلها وداخله على أكمل وجه وهي غالباً ما تشعر بالتقصير في المهمّتين، خصوصاً أنّ زوجها لا يساعدها في شؤون البيت وتربية الأولاد. وتؤكد: "أنا وزوجي نبدأ عملنا عند الثامنة صباحاً ولكنني أعود إلى البيت عند الثالثة حيث عليّ أن أطبخ وأطعم الأولاد وأهتم بتربيتهم وتدريسهم وتحميمهم ونومهم، بينما يعود من عمله عند الخامسة ليذهب إلى النادي الرياضي ويتسلّى مع الأصدقاء ويأكل ويشاهد التلفزيون وينام". العائلة أو العمل؟ غيابُ الوالد عن تربية أولاده واهتمامه فقط بعمله وحياته يجعله غريباً بالنسبة لهم، وقد يصبح في نظرهم شرطياً منزلياً يُصدر الأوامر، بدل أن يكون راعياً ومدبّراً. يُدرك الشباب هذه الحقيقة أكثر من غيرهم، وخصوصاً في الدول الغربية حيث تركز الحملات الإعلامية والإعلانية على تغيير الصور النمطية في المجتمع. في هذا السياق، تؤكد دراسة بريطانية حديثة أنّ خمسين في المئة من الآباء في بريطانيا مستعدون للقبول بعمل يتقاضون فيه أجراً أقل من عملهم الحالي، على أن تخف فيه ساعات العمل ونسب التوتر، ما يمنحهم مزيداً من الوقت للاهتمام بأولادهم. هذه الدراسات تنذر بتغيير الصورة التقليدية للوالد الذي يعتبر أن لا علاقة له بالمهام العائلية والمنزلية بينما يركّز على طموحه المهني. وعلماً أنّ هذه الأفكار منتشرة في صفوف الجيل الجديد من الشباب أكثر من غيره، إلّا أنها تنبئ بأنّ الآباء سيصبحون بمرتبة الأمهات اللواتي تتغيّر حياتهن العائلية والمهنية عندما يُرزقن بولد، ويتعيّن عليهنّ تقديم التنازلات من أجله. وقد كشف 70 في المئة من الرجال المستطلعين في بريطانيا أنهم جاهزون للتخلّي عن مهنة جديدة أو ترقية إذا ما كانت تضر بحياتهم العائلية. في هذا السياق، يؤكد رامي (35 عاماً) وهو الذي يعمل في مجال المحاسبة أن لا أحد في العالم يمكن أن يحلّ مكان الوالد والوالدة في التربية. ويشتكي من أنه يصل يومياً إلى عمله مرهقاً لأنّ ابنتيه الرضيعتين لا تدعاه ينام طوال الليل، فبعد أن أنجبت زوجته توأماً تغيّرت حياته، ويقول: "الفتاتان تصحوان في الليل ولا تغفوان إلّا في حضني أو حضن زوجتي، ما يحرمني النوم، خصوصاً أنني أسعى إلى المشاركة في التربية فلا أتركها تهتم بهما وأخلد إلى النوم وكأنني غير مسؤول عن تربية ابنتيّ". التفرّغ للتربية في وقت يطمح فيه الرجال والنساء إلى تأمين التوازن بين الحياة المهنية والعائلية، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ التغيير الحقيقي يبدأ بخلق عطلة أبوّة تكون طويلة ومدفوعة بشكل صحيح، فتأخذ في الاعتبار حق الرجال في المشاركة في تربية الأبناء، وتثبت أنّ النساء لسن وحدهن المسؤولات عن التربية. في لبنان تمتدّ إجازة الأمومة إلى 70 يوماً أي 10 أسابيع وهي غير كافية إذ تنصّ معايير منظمة العمل الدولية على منح المرأة إجازة أمومة مدفوعة لا تقلّ عن 14 أسبوعاً، فيما لا يعترف لبنان بدور الأب إلى جانب رضيعه أصلاً، إذ إنّ إجازة الأبوّة في لبنان غير موجودة! وتجدر الإشارة إلى أنّ تغيير الصورة التقليدية للمرأة والرجل في التربية لا بدّ أن تبدأ منذ ولادة الطفل، حيث للرجل دور أيضاً حين يبصر طفله النور. التطوّر حلقات مرتبطة يبدو أنّ الصورة النمطية التي تحصر المرأة بالعمل المنزلي وتحمّل الرجل مسؤولية النفقات جعلت الرجال يتقاضون أجوراً أعلى من النساء في معظم دول العالم، حتى المقدمة منها، وذلك بالنسبة للمهام والكفاءة نفسها. وتشير دراسة أجرتها منظمة نساء ومساواة البريطانية عام 2016 أنّ تشجيع الدوامات المرنة للأب والأم على حدٍّ سواء ما يُمكِّنهما من تربية أبنائهما هو المفتاح لردم هوّة الأجور بين النساء والرجال في العالم. (سابين الحاج - الجمهورية)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك