الجيش السوري في الجنوب غيره في بقية المناطق

لعل الجبهة الأولى التي إستطاع النظام السوري إنهاء خطرها خلال الحرب السورية كانت جبهة الجنوب، أي جبهة محافظة درعا التي كانت أولى المحافظات التي ثارت على الرئيس السوري بشار الأسد، والتي تلقت دعماً كبيراً من دول إقليمية عبر الأردن، غير أن كل الهجمات العسكرية للفصائل المعارضة باءت بالفشل رغم التحضيرات الجيدة، فما هو السبب؟ إلى جانب الجيش السوري يقاتل في درعا عدد من القوى الحليفة أهمها قوات فلسطينية تابعة للجبهة الشعبية إضافة إلى خبراء من الحرس الثوري الإيراني، لكن مع ذلك تعتبر هذه الجبهة من أقل الجبهات التي إستعان فيها الجيش السوري بحلفائه من أجل تحقيق تقدم ميداني حاسم، وإفشال كل الهجمات. تقاتل في درعا الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد إضافة إلى فرقة المغاوير السورية، إذ تعتبر هذه الفرق من الفرق النخبوية المقاتلة التي حضرت في درعا منذ بداية الأزمة ومنعت سقوط المدينة وحمت المحافظة من السقوط بيد المعارضة السورية. القوات الخاصة السورية التي لم تنسحب من درعا تلقت تدريبات فور بدء الأزمة السورية وتعلمت العديد من التكتيكات العسكرية من "حزب الله" حيث أتقن عناصرها حرب الكمائن، والإغتيالات، وبدأوا يقاتلون بطريقة هجينة أدت مراراً إلى إفشال معارك قبل إنطلاقها. ويعمد الجيش السوري إلى عمليات إغتيال دائمة تستهدف قيادات "الجيش الحرّ" و"جبهة النصرة"، إضافة إلى القيام بعمليات تسلل خلف خطوط العدو المفترض من أجل تفجير غرف عمليات. العمليات العسكرية – الأمنية التي يقوم بها الجيش السوري تداخلت مع جهد إستخباراتي كبير أدى في العديد من الأوقات إلى إكتشاف مخازن الأسلحة وإلى تجنيد عدد كبير من أبناء القرى لتسريب معلومات إلى الجيش السوري، كذلك أدت تسوية أوضاع المقاتلين عبر إقناع وجهاء العشائر بضرورة المصالحة مع النظام إلى إنهاء التوتر في العديد من القرى والمدن الكبرى. كل ذلك أدى إلى إظهار الجيش السوري بمظهر مختلف، وأكثر إحترافاً من بقية الفرق العاملة في المناطق والمحافظات السورية الأخرى.