Advertisement

أخبار عاجلة

عن معارك الحياة.. أو الموت

كلير شكر

|
Lebanon 24
24-02-2017 | 07:23
A-
A+
Doc-P-275751-6367055155392204641280x960.jpg
Doc-P-275751-6367055155392204641280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بين مداولات الغرف المغلقة الباحثة عن قشّة قانون الانتخابات في كومة المصالح المتضاربة، وبين مشاورات الصالونات السياسية وحركة الأرض والماكينات الانتخابية المتهيّبة للاستحقاق النيابي، مسافة شاسعة. أو بالأحرى هي أشبه بتماوج الماء والزيت. على موائد الممسكين برقاب السلطات ومراكز قواها، "الطاسة ضايعة". لا بل هي أقرب الى حلبة صراع قاتل، لا مهادنة عليها: إما أنا وإما أنت. يتصرّف رئيس الجمهورية ميشال عون ومؤيدوه من منطق "النسبية ولو طارت". مقتنع أنّ بمقدوره ممارسة كل أساليب الضغط الدستورية والسياسية ليجرّ الممانعين، وأبرزهم "تيار المستقبل" الى مربعه. قد لا يتوانى الرجل عن التهويل بورقة الحكومة اذا اقتضى الأمر كي يفرض أجندته لقانون الانتخابات، وهو العالم والمتأكد أنّ سعد الحريري يسير على الحافة، وبمقدور أي نسمة هواء أن ترديه في القعر. ولذا لن يتأخر في فعلها اذا ما عاند رئيس الحكومة وخيّل له أنّ ملجأ التمديد قد يحميه من "سكين" النظام النسبي الذي يحارب عون وخلفه "حزب الله" لفرضه على قانون الانتخابات. لأنه اذا لم يفعلها راهناً فقد لا يتمّكن في فعلها أبداً. وعليه يسير رئيس الجمهورية الى الأمام قدماً باتجاه هذا الهدف بمعزل عن تداعيات هذا الإصرار على عمل المؤسسات الدستورية وانتاجيتها. قانون الانتخابات أولاً ومن بعدها لكل حادث حديث. على الناصية الأخرى، الرهان معاكس تماماً. الدستور واضح، القانون النافذ هو "قانون الستين" والا فإنّ التمديد سيفعل فعله. يعتقد الحريريون أنّ العهد لا يتحمل هذا العبء وسيكون مضطراً لا مخيّراً لمجاراة "تيار المستقبل" في طموحاته من قانون الانتخابات كي لا يكون على حسابه. فيتركون للوقت مهمة العلاج. وينتظرون. هذا على طاولات القرار. أما للأرض فلغتها المختلفة. يتعامل الجميع مع الاستحقاق على أنّه جار في وقت قريب. "اذا مش أيار، أيلول". يعني أشهر معدودة وتفتح صناديق الاقتراع لمبارزات حامية، ساذج من يعتقد أنّها ستكون رحلة مريحة لأي من قوى الصراع. وها هو شامل روكز يشمّر عن ساعديه ويعلن من على "الشاشة الزرقاء" نيّته في الترشح في عاصمة الموارنة، كسروان. طبعاً لم ينزلق الرجل في كلامه أو في موقفه. هو تقصّد هذا الإعلان ليبدأ حملته الانتخابية بشكل رسمي، تاركاً للمشاورات داخل البيت البرتقالي تأخذ مداها قبل أن يحدد معالم لائحته وتركيبتها وتحالفاته. ولكنه عملياً، أطلق شرارة كان يتوقع ظهورها في سماء كسروان لتشعل نيران الاستحقاق في واحد في أكثر الدوائر اثارة وحماوة. يكفي الردّ المقتضب الذي أودعه جو توتنتجي الفضاء الافتراضي معتبراً أنّه "هو صهر الرئيس وأنا كمان الرئيس صهري. هو مش من المنطقة، وأنا خلقان بتراباتها وعايش فيها وخادمها بعيوني وبعرفها حكر ووكرّ. ليخبرّني عن تاريخ غوسطا وغزير وذوق مكايل وعجلتون وكفرذبيان وجعيتا وغدراس ويحشوش. ليش هو مش انا ؟"... كي يعرف من العنوان أنّه بانتظاره في دائرة الخمسة نواب الموارنة معركة قاسية جداً. عملياً، يبدو جلياً أنّ ما منح لميشال عون بترشحه عن دائرة كسروان وهو ابن حارة حريك، قد يكون تحدياً لروكز. وما كلام توتنجي الا مؤشر بسيط عما قد يتحول فيما بعد الى موجة امتعاض من بعض الشرائح الكسروانية على ترشيح ابن تنورين على أرضها. صحيح أنّ شامل روكز لا يتعامل مع الكسروانيين على أنه مسقط ببراشوت الوراثة أو الزعامة العونية ويترك هامش الخصوصية لنفسه ويجالس أهالي المنطقة ويحاكي همومهم وتطلعاتهم، لكنّ الاستحقاق في هذه الدائرة لا يشبه أبداً معركة بعبدا مثلاً. والمؤشرات كثيرة. يكفي فلفشة كل استطلاعات الرأي التي اجريت في المنطقة منذ العام 2010، أي فور اقفال صناديق الاقتراع في العام 2009، للتأكد من أنّ زعامة ميشال عون لم تقفل البيوتات السياسية ولم تقطع أرجل الناخبين عنها. ليس تفصيلاً بسيطاً أن يصير الماروني الأول عند المسيحيين، رئيساً للجمهورية. كان من المتوقع تلمّس تسونامي متجدد مسنود بتفاهم ثنائي مع "القوات"، يأكل الأخضر واليابس ويمسح الزعامات التقليدية عن بكرة أبيها. ولكن المفارقة هو أنّ كل من هم على الضفة الأخرى من التفاهم الثنائي لا يزالون صامدين. والشخصيات الكسروانية غير الحزبية دليل قاطع. لا تزال جميعها في المراتب الأولى في الاستطلاعات. لا بل أكثر من ذلك تتفوق على النواب الحاليين الذي أمضوا أكثر من 12 سنة في السلطة. قد لا يكون الأمر غريباً حين يخوض "التيار الوطني الحر" معاركه الانتخابية والسياسية تحت شعار الإصلاح من أجل بناء الدولة ودفن الزبائنية والحوؤل دون الطرق على أبواب النافذين طلباً لخدمة عامة يفترض أن ينالها المواطن بكرامة من دون منّة على أحد... ويدفع نوابه الى العمل وفق هذا المنطق فيقطعون أوصالهم مع ناخبيهم لأنّ المشروع السياسي- الحزبي كفيل بتأمين كل احتياجاتهم. واذ بعد 12 سنة لا تزال الأمور على حالها والساحل الكسرواني محروم من اوتوستراد ينقذ عابريه من جحيم يومي! هكذا، صمد كل من كان على الضفاف الأخرى لأنه لم يغيّر في عاداته من فتح الأبواب أمام الناخبين. وحافظ هؤلاء على مواقعهم المتقدمة، ليزيدوا من حماوة المعركة المنتظرة حتى لو كانت بوجه "عملاقين" حزبيين. صحيح أنّ "التيار الوطني الحر" و"القوات" سيخوضان معركتها متأبطين مشروعاً سياسياً متكاملاً (ولو أنه متضارب في بعض بنوده الاستراتيجية)، ولكن في المقابل سيخوض من قبالتهما معركتهما تحت عنوان الخصوصية المحلية التي لا تقلّ تأثيراً عن العصب الحزبي. أضف الى ذلك، فقد تصرّف الثنائي المسيحي وان رفض الاعتراف بذلك، على أسس أنّ التقاءهما ليس من باب تحصين المسيحيين وانما من باب تقويتهما بوجه بقية القوى المسيحية بغية قضمها رويداً رويدأً أو بلعها دفعة واحدة، الأمر الذي يجعل من المعركة الانتخابية معركة حياة أو موت... قد تستخدم فيها كل الأسلحة المتاحة.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك