Advertisement

مقالات لبنان24

"إنتحاري الكوستا".. كيف تردّد بين المقهى ومركز "حزب الله"؟

سمر يموت

|
Lebanon 24
24-02-2017 | 08:32
A-
A+
Doc-P-275790-6367055155582386681280x960.jpg
Doc-P-275790-6367055155582386681280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
طلب قاضي التحقيق العسكري الأوّل رياض أبو غيدا، عقوبة الإعدام للبناني عمر حسن العاصي، بعدما إتهمه بالإنتماء إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، ومحاولة تفجير نفسه بحزام ناسف في مقهى الكوستا في شارع الحمرا، بهدف قتل أكبر عدد من المواطنين الأبرياء. وقد فنّد القرار الظنّي الذي يقع في 19 صفحة، بالتفصيل مسيرة العاصي منذ العام 2009، يوم كان يتردّد على مسجد بلال بن رباح لتلقّي دروساً دينيّة عند الشيخ أحمد الأسير وصولاً إلى لحظة توقيفه في عملية نوعية دقيقة نفّذها رجال المخابرات الذين شلّوا حركته قبل الضغط على زر تفجير الحزام. وأوردت وقائع القرار أنّ غاية عمر العاصي من تنفيذ عمليّة إنتحارية وفقاً لإعترافاته، كانت الصعود إلى الفردوس الأعلى (أعلى مراتب الجنّة)، مدليّاً أنّه بايع أبو بكر البغدادي على السمع والطاعة، قائلا :" إنّي أبايع أمير المؤمنين على السمع والطاعة، في المنشط والمكره والعسر واليسر، وعلى إثره عليّ، وأن لا أنازع الأمر أهله، إلّا عندما أرى كُفراً بواحاً عندي فيه من الله برهانا". وقد سجّل المبايعة (audio) بصوته وأرسلها بواسطة تلغرام، وللمزيد من الثقة عاد وسجّلها فيديو وأرسلها الى الأمير الملقّب "ليلو". كيف أُلقي القبض على "إنتحاري كوستا"؟ بناء على معلومات مفادها أنّ "داعش" سيُنفّذ عملية إنتحارية بأحد مقاهي بيروت بمنطقة الحمرا، ومن بينها مقهى الكوستا، كثّفت مديرية المخابرات عمليات المراقبة والرصد لكافة المقاهي والمحلات بالمنطقة المذكورة، وخلال ذلك، إشتبهت بتحرّكات أحد الأشخاص قرب مقهى الكوستا، ودخوله إليه والجلوس على إحدى الطاولات وهو ينظر إلى الزبائن المتواجدين بشكل غير طبيعي، ثمّ يُنادي إحدى العاملات ويتحادث معها وهو يحتسي القهوة والشوكولا ويستمر بالنظر حوله. هذا الأمر، حدا بعناصر المخابرات المتواجدة في المكان إلى القيام بعملية إلقاء القبض عليه بطريقة خاطف وسريعة ودقيقة، عبر توجيه توجيه ضربة إلى رأسه أدّت إلى شلّ حركته بالكامل ومن ثم تفتيشه، فوجد بحوزته حزاما ناسفا مربوطاً بجسده فجرى تفكيكه من قبل الخبير العسكري وتعطيل مفعوله، وتمّ نقل الإنتحاري إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت حيث جرى علاجه ومن بعدها نقل إلى المستشفى العسكري لاستكمال العلاج وبقي فيها مدّة 48 ساعة للمراقبة. وأورد القرار بالتفصيل إعترافات المتهم ونشاطه بدءا من العام 2009، عندما كان يتردّد إلى مسجد بلال بن رباح ويتابع الدروس الدينية والمحاضرات للشيخ أحمد الأسير، قبل أن يلتحق في العام 2014 بالمجموعىة العسكرية التي يرأسها شاهين سليمان ومعتصم قدورة، بهدف ضرب سرايا المقاومة و"حزب الله" والجيش والأماكن التي يرتادونها ومنها مقهى "الهوب هوب". أما بشأن إنتمائه إلى "داعش" فاعترف العاصي بأنّه كان يُتابع إصدارات التنظيم عبر صفحاته على مواقع التواصل الإجتماعية ويُحاول التواصل مع أمرائه للإلتحاق بهم لقناعته بالواجب الجهادي. وفي العام 2016، أنشأ حسابا على تويتر أسماه "أبو محمّد اللبناني" ووضع عليه التغريدة التالية: "نحن نموت في لبنان ذُلّاً وقهراً ولم أعد أحتمل، لأنّ الدولة اللبنانيّة هي للشيعة والنصارى"، طالباً المساعدة للسفر إلى سوريا أو العراق. وجواباً على هذه التغريدة، وصلته رسالة من شخص لقّب نفسه بـ "ليلو" طلب منه إغلاق حسابه على "تويتر" وإنشاء آخر على "التلغرام"، وهذا ما حصل فعلاً، حيث أطلق على حسابه الجديد إسم "ويسو". من هو "ليلو" ؟ أكّد "إنتحاري الكوستا" أنّ "ليلو" هو أمير لدى "داعش" في الرقّة تواصل معه وراح يسأله عن أدق تفاصيل حياته العائليّة عبر27 سؤالاً، وكان يُتابعه دينيّاً ويتأكّد عمّا إذا كان يؤدي فرائض الصلاة والصيام ويقوم ببرّ والديه، وأفهمه التقّيد بذلك كي يموت طاهراً. وبعدما أقنع "الأمير"، العاصي بصعوبة الإنتقال إلى سوريا خوفاً من اعتقاله، عرض عليه القيام بعمليّة إنتحاريّة في لبنان، فوافق كي "يفوز بالآخرة ويحظى بالعزّة" على حدّ تعبيره، وبقي التواصل قائماً بين الطرفين حتّى أصبح يشعر أنّه جندي عند "ليلو" وعلى كامل الإستعداد لتنفيذ ما يطلبه منه. يوم 21 كانون الثاني، تلقّى العاصي إتصالاً من "ليلو" يسأله فيه "هل أنت مستعدّ؟"، ولمّا أجابه بالإيجاب طلب منه التوجّه إلى أحد الملاعب مقابل جامع الحريري في صيدا، حيث تنتظره سيّارة ربّاعيّة الدفع نوع "تويوتا" لون جردوني وأعطاه كلمة السرّ ليقولها للسائق وهي: "شركة بيبلوس"، وبحال أومأ السائق رأسه بالإيجاب يُكمِل كلمة السرّ:" يلي صبر بيوصل". وبالفعل توجّه العاصي إلى المكان وصعد مع السائق الذي سلّمه بعد مسافة قصيرة، حزاماً ناسفاً وطلب منه إرتداءه، وساعده بمدّ السلك على يده، فيما وضع هو الصاعق في قبضة يده، وأعلمه (السائق) أنّه بمجرّد سحب الحلقة يتم التفجير حلال 5 ثواني، وأفهمه أنّ الهدف هو "مقهى الكوستا" في الحمرا. فسأله لماذا "الكوستا"، أليس من الأفضل "إستهداف مقر لحزب الله" ، فأجابه: "هذا هو الهدف وروّاد هذا المقهى معظمهم من مناصري الحزب ومن النصارى".عندها غادر السائق بعد أن أنزل "الإنتحاري" الذي تنقّل بأكثر من سيّارة أجرة حتى وصل إلى الحمرا. ووفق إعترافات العاصي، فإنّه تردّد في تفجير نفسه في "الكوستا" وراح يسأل نفسه " هل الزبائن فعلاً شيعة ومسيحيين؟" بعدما حسب أن بعض الأشخاص الجالسين على طاولة بقربه نظراً للهجتهم من المسلمين السنّة، فقال في نفسه "إشرب القهوة يا عمر وإنسحب وفجّر نفسك بمطعم آخر"، وما هي إلّا لحظات إّلا وتعرّض لضربة قويّة على رأسه وسقط أرضاً ثمّ أُغمي عليه ولم يستيقظ إلاّ في المستشفى على صوت الأطباء. وبسؤال المتهم:" هل لا زالت عندك النيّة بتنفيذ عمل إرهابي؟"، أجاب: "أجل وسأحظى بالجنّة لقاء ذلك". وقد ضبط من حاسوبه: - فيديو مبايعة "داعش". - وصيته المتضمنة شتم الشيعة والنصارى. - صورة حزام ناسف قيد التصنيع. - فيديوهات وتسجيلات صوتية لقيادات داعشية وللشيخ الأسير. - أناشيد جهاديّة. وخلص القاضي أبو غيدا في قراره إلى إتهام العاصي بمواد قانونيّة تصل عقوبتها إلى الإعدام وأحاله للمحااكمة أمام المحكمة العسكرية.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك