Advertisement

مقالات لبنان24

جعجع ينقلب على "تفاهم معراب"؟!

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
12-03-2017 | 06:05
A-
A+
Doc-P-282743-6367055205212167981280x960.jpg
Doc-P-282743-6367055205212167981280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا يمكن النظر إلى لقاء معراب اﻻخير كونه مجرد اجتماع انتخابي ﻻعلان ترشيح فادي سعد بديلا عن النائب طوني زهرا عن البترون، والمرور عليه مرور الكرام لكونه مرتبطا بالمستقبل السياسي لرئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل في عقر داره في دائرته، ذلك أن اﻻنطباع اﻻولي" لتفاهم معراب " بين "القوات" و"التيار" يشي بحجز مقعد نيابي لباسيل . كذلك ﻻ يمكن اعتبار دفع "القوات اللبنانية" بملف الكهرباء نحو توجهات مغايرة ومناقضة لخطة باسيل ﻻعادة التيار بشكل كامل، وبقدر أكبر ﻻ ينبغي إدراج "الطحشة " القواتية صوب طرابلس بكونها طبيعية وتهدف إلى اﻻنتشار السياسي عبر زيارات مكثفة على مستويات عدة تمهيداً لفتح مكتب على رغم الجرح العميق في وجدان المدينة جراء إغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي . ويقول الضالعون ببواطن اﻻمور بأن كل هذه المعطيات والمؤشرات تدل إلى تحّول قواتي يتعلق بتفاهم "معراب " المعقود مع "التيار الوطني الحر" بإشراف سمير جعجع شخصياً منذ ظهوره شابكاً يده بيد زعيم "المستقبل" الرئيس سعد الحريري، كما إصدار إشارات الغزل القواتي تجاه الحلفاء السابقين من فريق 14 آذار. قيل الكثير عن " تفاهم معراب" بين الجنرال ميشال عون و سمير جعجع وتعددت الفرضيات حول بقائه وإستمراره جراء ضرورة سياسية ملحة للطرفين أو إنفراطه نتيجة رهانات خاطئة أو حسابات مختلفة على رغم القواسم المشتركة الكثيرة والعديدة، لكن شخصية واكبت الرجلين لسنوات إستذكرت مقولة اينشتان الفلسفية "إرتكاب اﻻخطاء قد يؤدي إلى نتيجة مخيبة. أما تكرار نفس اﻻخطاء فلن يؤدي اﻻ إلى نفس النتيجة اﻻولى". بل أكثر من ذلك، ثمة روايات عديدة من الحلقة الضيقة في معراب بأن زعيم "القوات" الذي اكتسب خلال فترة سجنه الطويل قدرة فائقة على تحديد اﻻهداف اﻻستراتيجية بغض النظر عن الواقع المعاش، تلقف مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون حول سلاح "حزب الله" من منظار مختلف عن مواقف القوى السياسية المحلية وكذلك إعتراض دول الخليج العربي، كما لا يمكن فصل الموقف المستجد للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي من مشاركة "حزب الله" بالقتال في سوريا كونه دلالة سياسية عابرة للشأن اللبناني بعد جو إقليمي مرتبط بنهج إدارة ترامب والتشنج الناشب بين دول الخليج و إيران . وتيقن جعجع جراء قراءة عميقة بعدم إمكانية استمالة "التيار الوطني الحر" كما جمهوره وحالته الشعبية ضمن شعار "وحدة الصف" وتشكيل جبهة سياسية تختزل التمثيل المسيحي، كما ﻻ يمكن فك ارتباط الرئيس عون بـ"حزب الله" لمجرد وصوله إلى قصر بعبدا على وقع شعار "بيي الكل،" جراء العوامل الوجدانية المتراكمة بين الجمهورين، على رغم كل اﻻغراءات و التنازلات والعوامل الطائفية المساعدة عند الضفة المقابلة. هذه اﻻجواء يضاف اليها إلتقاط جعجع إشارات إقليمية ودولية تتعلق بخطط جدية لتحجيم "حزب الله" ومحاصرته سياسياً عبر الداخل اللبناني لتقويض دوره المؤثر في سوريا دفعته إلى المضي قدماً نحو التحول السياسي الكبير عبر التمهيد بسلسلة من التباينات في كل الميادين مع العونيين، وهي تخفي عمليا القرار النهائي بالإنقلاب على "تفاهم معراب" وتفريغه من مضمونه تمهيداً لعملية ضم وفرز سياسي مختلف تماماً عما كان الواقع السياسي قبيل وصول الجنرال عون إلى سدة الرئاسة، و لا بد من التذكير بأن ذكرى 14 آذار باتت قريبة جداً، ومن المرجح عودة "القوات" الى مربعها اﻻول.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك