Advertisement

لبنان

في ذكرى كمال... جنبلاط يُلبِس تيمور عباءة الزعامة

Lebanon 24
19-03-2017 | 18:51
A-
A+
Doc-P-286208-6367055229550677931280x960.jpg
Doc-P-286208-6367055229550677931280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت ربى منذر في صحيفة "الجمهورية": "لم تكن ذكرى الأربعين لاغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط عادية هذه السنة، فوسط احتشاد الألوف من مناصري الحزب التقدمي الإشتراكي في المختارة، ألبَس رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، نجله تيمور، كوفية دار المختارة، مسلّماً إيّاه زعامة العائلة، بخطاب تاريخي بعيد عن السياسة، فاختار أن تكون المناسبة وطنية، مترفّعاً عن الخلافات السياسية.يُجمع المشاركون في احتفال المختارة على أنّ «الهدف من الحشد هو توجيه رسالة سياسية مفادها أنّ الحزب التقدمي الاشتراكي ما زال موجوداً»، فيقول أحدهم لـ«الجمهورية»: «جئنا لنؤكّد أنه لا يمكن تحديدنا بكوتا معيّنة، وحضورنا اليوم لتبيان حجم شعبية الحزب الحقيقية»، ليلفت آخر: «اليوم تصادف الذكرى الأربعين لاغتيال الزعيم، ومنذ ذلك التاريخ لم يحشد الحزب لأيّ احتفال كما فعل اليوم، ففي ظلّ الأوضاع السياسية لا بد من إثبات أنفسنا، إضافة الى تولّي تيمور بك الزعامة، ووجوب حضورنا لدعمه والوقوف الى جانبه في هذه المناسبة». شكّلت هذه الذكرى مناسبة لاستعراض قوة جنبلاط والدروز، إذ إنّ الحشد الجماهيري الذي حضر من مختلف بلدات الجبل وقراه والمناطق اللبنانية، شكّل رسالة إلى كل القوى السياسية بأنّ الحزب التقدمي الاشتراكي ما زال لاعباً أساسياً في المعادلة، وأنّ التقلبات السياسية بعد «صَحوة» المسيحيّين وانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، إضافة الى النزاع السنّي- الشيعي والنزاع في المنطقة، لا يلغي وجوده. ووسط المشاورات الجارية على مستوى قانون الانتخاب وتعدّد الاقتراحات الانتخابية، جاءَ الحشد الشعبي ليؤكد أنّ حضور «التقدمي» يتعدّى الشوف وعاليه. الحريري يتقدّم الحضور كان بارزاً الحضور السياسي الذي جاء الى المختارة ليشارك جنبلاط الذكرى، حيث تقدمه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الذي ارتدى الكوفية، على رأس وفد من كتلة «المستقبل» وقيادة التيار، والنائب علي بزي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري على رأس وفد من حركة «أمل»، وممثل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وكتلة «الوفاء للمقاومة» الوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله، وممثل الرئيس نجيب ميقاتي الوزير السابق نقولا نحّاس. كما شارك وفد مثل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع برئاسة النائب جورج عدوان، وفد مثّل رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل برئاسة مسؤول الحزب في الشوف المحامي جوزيف عيد، ممثل رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية المنسق بيار بعقليني، ممثل رئيس حزب «الوطنيين الاحرار» النائب دوري شمعون مفوض الشوف كميل شمعون، ووفود من «الجماعة الاسلامية»، و«التيار الوطني الحر»، والحزب الشيوعي اللبناني، وحزب «الهانشاك». إضافة إلى وزراء ونواب «اللقاء الديموقراطي»، وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، وزراء ونواب سابقين، وحشد من السفراء. وحضر أيضاً وفد من قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة أمين السر فتحي ابو العردات، وفد من حركة «حماس» برئاسة علي بركة، ممثلو القيادات الامنية والعسكرية، هيئات روحية ومشايخ طائفة الموّحدين الدروز، ووفود نقابية وتربوية واجتماعية. استقبل جنبلاط يحيط به نجلاه تيمور واصلان وكريمته داليا والسيدة نورا، المشاركين، في قاعات قصر المختارة، لتنطلق بعدها المسيرة وصولاً الى ضريح كمال جنبلاط، حيث وضع جنبلاط والحريري والحضور الورود وقرأوا الفاتحة. السياسة تغيب فاجأ جنبلاط الحاضرين بخطابه الذي كان بعيداً عن السياسة، فلم يقارب أيّاً من الملفات الطارئة المطروحة اليوم وفي مقدمها قانون الإنتخاب وسلسلة الرتب والرواتب والتحركات الشعبية المرافقة لها. «أدفنوا موتاكم وانهضوا»... عبارة ردّدها جنبلاط أكثر من مرة في خطاب استذكر فيه محطات الماضي، فقال: «منذ أربعين عاماً وفي السادس عشر من آذار وقفنا في ساحة الدار وحبسنا الدمعة وكتَمنا الحزن ورفعنا التحدي وكان شعارنا «أدفنوا موتاكم وانهضوا». منذ أربعين عاماً وبفضل ثقتكم ومحبتكم وإخلاصكم وتضحياتكم قدنا السفينة معاً وسط الامواج والعواصف، وسط التحديات والتسويات، وسط التقلبات والمفاجآت، ندفن الشهيد تلو الشهيد، نودّع الرفيق تلو الرفيق، ونبكي الصديق تلو الصديق، أدفنوا موتاكم وانهضوا. منذ أربعين عاماً رافقتموني واحتضنتموني فاستشهد من استشهد، واغتيل من اغتيل، وغاب من غاب، لكن بقي الحزن واحداً موحّداً، شامخاً معزّزاً، عالياً مكرّماً، أدفنوا موتاكم وانهضوا». وأضاف: «منذ أربعين عاماً سار معي ثوّار 58 ورافقتني العمامة البيضاء في أصعب الظروف ووقف الرجال الرجال في الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، وقفوا معنا وقاتلوا معنا واستشهدوا معنا، أدفنوا موتاكم وانهضوا. ولولا جيش التحرير الشعبي- قوات الشهيد كمال جنبلاط، لما كنّا اليوم وبعد أربعين عاماً هنا في المختارة في هذه الدار، أدفنوا موتاكم وانهضوا. وعلى مدى أربعين عاماً، محطات ناصعة البياض لا خجل منها ولا تردّد سطّرناها بالدم مع رفاقنا الوطنيين، جميع الوطنيين، والاسلاميين، جميع الاسلاميين، والسوريين في إسقاط السابع عشر من أيار وفي التصدي للعدوان الاسرائيلي وفي الدفاع عن عروبة لبنان، أدفنوا موتاكم وانهضوا. لكن ومنذ أربعين عاماً وقع الشرخ الكبير، وقعت الجريمة الكبرى بحق الشراكة والوحدة الوطنية، وسَرت آنذاك مع الشيخ الجليل نحاول وأد الفتنة، نجحنا هنا وفشلنا هناك، لكن الشرّ كان قد وقع، فكان قدري أن أحمل على كتفي عباءة ملطّخة بالدم، دم المعلم كمال جنبلاط ورفيقيه حافظ وفوزي، ودم الأبرياء الذين سقطوا غدراً في ذلك النهار الاسود المشؤوم، أدفنوا موتاكم وانهضوا». وفي دليل على تمسّكه بمصالحة الجبل، قال جنبلاط: «على مدى عقود انتظرنا الساعة، لحظة المصالحة، فنهضوا ونهضنا وكان يوم عقد الراية بين العمامة البيضاء وبين العمامة المقدسة للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير في آب 2001 هنا في المختارة، مصالحة الجبل، مصالحة لبنان، أدفنوا موتاكم وانهضوا». ليوصي الحشود بأنه «مهما كبرت التضحيات من اجل السلم والحوار والمصالحة، تبقى هذه التضحيات رخيصة أمام مغامرة العنف والدم أو الحرب». أمّا لتيمور فوصيّة أخرى: «يا تيمور سِر رافع الرأس، واحمل تراث جدّك الكبير كمال جنبلاط، واشهر عالياً كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الاحرار والثوار، كوفية المقاومين لإسرائيل أيّاً كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة. واحضن أصلان بيمينك وعانق داليا بشمالك، وعند قدوم الساعة أدفنوا أمواتكم وانهضوا، وسيروا قدماً فالحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء». عاد الدروز الى الجذور مع ذكرى اغتيال كمال جنبلاط الذي أعادهم الى اللعبة الداخلية في الماضي، بعد ميثاق الـ43 بين الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح، والذي حكم السنّة والموارنة البلد على أثره. فهل أراد جنبلاط، بتذكيره بالأحداث التاريخية في خطابه، تثبيت حضور الطائفة في ظلّ المتغيرات الداخلية والاقليمية الجارية"؟
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك