Advertisement

لبنان

عون: نحتاج لخطّة اقتصادية أكثر ممّا نحتاج للقيام بحسابات مالية

Lebanon 24
25-03-2017 | 10:45
A-
A+
Doc-P-288941-6367055249418110681280x960.jpg
Doc-P-288941-6367055249418110681280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "أنّنا نجحنا في الحفاظ على الاستقرار، ولا زلنا محافظين عليه وكذلك بالنسبة إلى الأمن، الآن سنعمل لكي نعود تدريجاً إلى حياة طبيعية وإلى إعادة بناء الاقتصاد"، معتبراً "أنّنا بحاجة اليوم إلى خطة اقتصادية هادفة إلى تنشيط الاقتصاد أكثر مما نحن بحاجة إلى القيام بحسابات مالية حول مدى فرض ضرائب أو حجم القروض من الخارج". وشدّد عون على أنه "وبالرغم من كافّة الأزمات المتراكمة، فإنّنا لن نوقف التنمية وسنتّجه صوب موارد ذات طابع خارجي مثل قروض طويلة الأمد كي نواصل تطبيق خطتنا لإنعاش الاقتصاد وليس لأي هدف آخر، وسنستخدم كافة الصلاحيات الدستورية للعمل كي لا يبقى لبنان مثلما تسلمناه". وكشف عون أنّه استناداً إلى ثقة الناس به وتأييدهم له، فقد يخاطبهم قريباً ليضعهم في حقيقة الواقع الذي نعيش". كلام عون جاء بعد رعايته وحضوره احتفال عيد البشارة، الذي احتفلت به ظهر اليوم الرهبانية المارونية المريمية في دير "سيدة اللويزة"، الدير الأم للرهبانية في زوق مصبح. وكان عون واللبنانية الأولى ناديا الشامي عون وصلاً إلى دير "سيدة اللويزة"، الحادية عشرة قبل الظهر، حيث كان في استقبالهما عند المدخل الخارجي للكنيسة الاباتي طربيه ومجلس المدبرين في الرهبانية الذين رافقوا عون وقرينته إلى مدخل الكنيسة ودخلوا وسط التراتيل وتصفيق الحضور والزغاريد التي علت ترحيبا بهما. وترأس القداس الاحتفالي الاباتي طربيه وعاونه مجلس المدبرين والأب يوسف أبي عون رئيس الدير، والاباء في الرهبانية وامين سر السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس، وخدمته جوقة جامعة "سيدة اللويزة" بإدارة الاب خليل رحمة، في حضور الوزير بيار رفول، والنواب فريد إلياس الخازن، نعمة الله أبي نصر، يوسف خليل وجيلبيرت زوين، والوزراء السابقين زياد بارود، مروان شربل، سليم الصايغ والياس بو صعب، والنائبين السابقين: منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن، وكبار موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، ورؤساء البلديات والمخاتير في كسروان – الفتوح، إضافة إلى حشد من المؤمنين ورجال الدين. وتليت في القداس الصلوات على نية لبنان والسلام فيه وفي المنطقة. وفي ختامه، توجّه عون واللبنانية الأولى برفقة الاباتي طربيه ومجلس المدبرين إلى صالون الكنيسة حيث تبادلوا التهاني بالعيد. ثم دوّن عون كلمة في سجل الدير جاء فيها: "من عراقة هذا الدير، انطلقت شرارة النهضة الايمانية والثقافية والحضارية التي أرست أسس لبنان الكيان، وطن الرسالة والإشعاع. وفيه نمت الرهبانية المارونيّة المريميّة رسولة البشارة، في لبنان وعالم الانتشار. اليوم، إذ أشارككم، آباء وإخوة مؤمنين، فرحة عيد البشارة، أرفع دعائي إلى السيدة العذراء، شفيعتكم، لتواصل رهبانيتكم، بأبنائها والقيّمين عليها، مسيرة الامانة لرسالتها. فعلى اسمها، لكم جميعاً تقدير العائلة اللبنانية الجامعة". ثم أقيمت مأدبة غداء على شرف عون وعقيلته، رحّب في مستهلها الاباتي طربيه بعون واللبنانية الاولى والمدعويّن، وقال: "لقد حفرت زيارَتُكم على صخورِ هذا الجبل وعلى حجارَةِ هذا الدير الّذي يتربّع على مشارف نهر الكلب، أَطْيَبَ الذكريات. فالصخورُ الّتي نشاهدها بالقرب من موقعنا تحمل ذكرى أحداث تاريخيّة مرّ بها لبنان، وهي لا تُمحى. لكنّ يسوعَ، ملكَ الكون، يرتَفِعُ فوقَ هذه الصخور، لأنّه سَيِّدُ الإنسانِ والتاريخ، وهو مُخَلِّصُ الإنسانِ في تدبيره الخلاصيّ.يسوعُ نَفسُهُ يفرح اليومَ بعيد البشارةِ بالحبل بِهِ، ويبتهج بأنّنا نُكَرِّمُ أُمَّهُ الّتي بسبب جُهوزِيَّتِها الْمُطلَقَة كان لنا الخلاص. لَهُ الْمَجدُ ولأُمِّهِ الإكرامُ ما دامَ لبنانُ، بلدًا ارتبطَ بكلمة الله وبالتجسُّدِ الإلَهيّ". أضاف: "اسمحوا لي يا فخامة الرئيس أن أثير بعض النقاط المهمّة بالنسبةِ إلينا: بعد مرور مئة سنة تقريبًا على إنشاء دولة لبنان، ما زلنا نتخبّط في إنجاز بناء دولةٍ قويّةٍ، تتحلّى بالنزاهة والسيادة، وتُعنى بشؤون المواطنين، وترعاهُم وتؤمّن لهم كرامة العيش وفرص العمل والضمانات الضروريّة لقيام حياتهم. إنّنا ننتظرُ الكثيرَ منكم، يا فخامة الرئيس، لأنّكم الرجلُ القويّ الّذي يحقّق أُمنِياتِ مُعظَمِ أبناءِ الوطن الصالِحين. وعليه، نرجو منكم أن تَبقَوا على ما أنتم عليه من صلابةٍ لأجلِ الْحَقّ، وشفافِيَّةٍ وحكمةٍ وحِوار.إنّنا نجدِّدُ ثقتَنا بدور الجيش اللبنانيّ ونرجو إعدادَه وتأهيلَه ليكونَ القوّةَ الأساسيّةَ والوصِيّةَ الوحيدةَ في حِمايَةِ كُلّ أراضي الوطن الغالي من الجيوش الغريبة والإرهاب الغاشم البربريّ. أجل! وحدَهُ الجيش اللبنانيّ مع المؤسّسات العسكريّة والأمنيّة، يضمن سيادَتَنا واستمرارَ استقلالِنا وأَمنِنا.إنّنا نضع مؤسّساتنا التربويّة، لا سيّما الجامعيّة، في تصرّفكم، يا فخامة الرئيس، لإنجاز الأبحاث الضروريّة حول قانون الانتخاب، واللامركزيّة، ومسألة الطاقة المائيّة والكهربائيّة، ومواضيع البيئة وغيرها، وما تجدونه حاجةً ماسّة لإنماء الوطن. نريد وطنًا نظيفًا كنظافة منازلنا، وأن يكون لانتمائنا للوطن أولويّة، قبل أيّ انتماء آخر". وختم بالقول: "تأكّدوا أنّ هذا الصرح العريق هو بيتكم في كلّ وقت، وهو داعمٌ لكم، ما دُمتُم تضعونَ إيمانَكم أساسًا لتتميم خدمتَكم الوطنيّة، لِخيرِ الشعب وقيام لبنانَ. عُشتُم، عاشَتِ الجمهوريّةُ بمؤسّساتِها النَزيهةِ الفاعِلَة، عاشَ لبنان." وقدّم طربيه إلى عون منحوتة تمثّل وجه المسيح المتألّم، المبشّر بالقيامة، وإلى اللبنانية الأولى كتاباً تحت عنوان: "العذراء مريم في لبنان". وردّ عون بكلمة هنأ فيها اللبنانيين بالعيد وقال: "إخوتي وأحبائي، نجتمع اليوم لنصلي معا لمناسبة عيد بشارة السيدة العذراء، ويطيب لي بداية ان اعايد جميع الرهبان والمؤمنين واللبنانيين، فاليوم نجتمع جميعنا، مسيحيين ومسلمين من كافة الطوائف اللبنانية في كنيسة سيدة الجمهور، لنصلي للعذراء مريم. وفي ذلك رمز للوحدة الوطنية التي سعينا جاهدين للحفاظ عليها". أضاف: "علينا ألّا ننسى أن لبنان اجتاز منذ العام 2011 الى اليوم بأهم الازمات المتراكمة فوق بعضها البعض: اولها كانت ذات طابع عالمي تمثّلت بالازمة المالية والركود الاقتصادي العالمي وقد اثّرت علينا لأننا لسنا في جزيرة معزولة عمّا يجري من حولنا، وثانيها ازمة المنطقة والشرق الاوسط اللتين تشكّلان سوقاً اقتصادياً بالنسبة الينا. وهما أزمتان لم تنتهيا الى اليوم. امّا الازمة الثالثة، فتتمثّل بالنزوح السوري وهي مكلفة بالنسبة الينا. وقد ساهمت جميع هذه الازمات في تراجع نسبة ايراداتنا ومضاغفة نسب العجز. اضف الى ذلك، الازمة المستمرة الى اليوم والمتمثلة بالفساد في لبنان، وقد بلغت معايير غير مسبوقة وخرقت كل قياس عالمي، فتراجع موقع لبنان على مقياس الشفافية تراجعا رهيبا، حتى اجتزنا اليوم المرتبة 130 بين دول العالم. والى جانب هذه الازمات، كانت هناك الازمة الامنية، وقد بذلنا كافة جهدنا من اجل تأمين الاستقرار والامن، الى درجة انّ الوضع الامني قياسا الى ما حصل في الشرق الاوسط والدول العربية بات يعتبر مقبولاً". وقال: "لقد نجحنا في الاستقرار، ولا زلنا محافظين عليه وكذلك بالنسبة الى الامن. الآن سنعمل لكي نعود تدريجا الى حياة طبيعية والى اعادة بناء الاقتصاد. ونحن لن نوقف التنمية، لكننا سنتجه صوب موارد اخرى، ذات طابع خارجي مثل قروض طويلة الامد كي نواصل تطبيق خطتنا لانعاش الاقتصاد وليس لأي هدف آخر. وسنستخدم كافة الصلاحيات الدستورية للعمل كي لا يبقى لبنان مثلما تسلمناه". وختم عون بالقول: "هذا هو الوضع اللبناني اليوم على حقيقته. ونحن بحاجة الآن الى خطة اقتصادية هادفة الى تنشيط الاقتصاد اكثر مما نحن بحاجة الى القيام بحسابات مالية حول مدى فرض ضرائب او حجم القروض من الخارج. ولأني استند الى ثقة الناس بي وتأييدهم لي فقد اخاطبهم قريبا لأضعهم في حقيقة الواقع الذي نعيش".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك