Advertisement

مقالات لبنان24

من بيروت إلى عمّان ... السير بين النقاط!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
28-03-2017 | 02:08
A-
A+
Doc-P-289893-6367055255885160841280x960.jpg
Doc-P-289893-6367055255885160841280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ليست المرّة الأولى والوحيدة التي يواجه فيها لبنان موقفًا ملتبسًا كالموقف الذي سيواجهه هذه المرّة في القمة العربية التي ستنعقد غدًا في الأردن. وعلى رغم القرار الذي اتخذه كلٌ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالذهاب إلى عمّان بموقف واحد سيعبّر عنه الرئيس ميشال عون في الكلمة التي سيلقيها بإسم كل لبنان، فإن التباينات في وجهات النظر بين دول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية ولبنان على مستوى أزمة المنطقة والخيارات اللبنانية منها. وهذا ما حاول الوزير جبران باسيل من خلال إتصالاته على هامش إجتماع وزراء الخارجية العرب تلافي حصول أي تضارب في المواقف بين لبنان الرسمي وبعض الدول العربية، وذلك إنطلاقًا من الخصوصية التي يعيشها لبنان، كون "حزب الله" مكّون أساسي من مكونات التركيبة اللبنانية من دون أن يكون لذلك تأثير سلبي على علاقاته العربية، وهي من الثوابت. وقد يشكّل الموقف الموحد الذي تمّ التوافق عليه بين الرئيسين عون وسعد الحريري المخرج المنطقي لعدم تكرار تجارب الماضي حين كان يذهب لبنان إلى القمم العربية بموقفين متناقضين إنعكسا في حينه على علاقة لبنان بأشقائه العرب، من دون إغفال عامل الحفاظ على العلاقات اللبنانية – اللبنانية وحصرها في إطار اللعبة السياسية الداخلية والتوازنات الدقيقة التي تعيشها الساحة الداخلية على وقع صدى التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لأزمة المنطقة ومدى تأثيرها على الوضع اللبناني الداخلي. فمن ثوابت لبنان ألاّ يخرج عن الإجماع العربي مع الإحتفاظ بحقّه في التحفظّ على بعض البنود التي ستخرج بها القمة، والتي تتعلق بوضعية "حزب الله"، مع تشديده على ألاّ يكون لموقفه المتحفظ تأثير سلبي على علاقاته العربية، وهو عضو فاعل في جامعة الدول العربية، ويحرص على أن يكون له حضوره المميز، وأن تكون علاقاته بأشقائه العرب، وبالأخص دول الخليج، متمايزة وذات خصوصية إنطلاقًا من أرضية مشتركة غير متحركة وقائمة على مصالح مشتركة. وتلافيًا لأي موقف قد يخرج عن الإجماع اللبناني حرص الرئيس عون على إطلاع الحريري على كل كلمة واردة في الكلمة التي سيلقيها بإسم كل لبنان في الجلسة الإفتتاحية للقمة، وهي أعدّت بدقة وعناية واستلزم إعدادها الكثير من المراجعات قبل إقرارها بصيغتها النهائية، وذلك تحاشيًا لما يمكن تفسيره على غير معناه الحقيقي وعلى غير مقاصده، لأن لبنان الواقف على حافة الهاوية داخليًا لا تنقصه أزمات مع أشقائه في هذه الظروف الحرجة، التي يحتاج فيها إلى كل دعم خارجي وبالأخص الدعم العربي والخليجي على كل المستويات، وهذا ما حاول القيام به الرئيس عون في أول زيارة خارجية له، حيث كانت الرياض أولى إطلالاته الخارجية، وذلك للتدليل على الأهمية التي يوليها لبنان في علاقاته مع أشقائه العرب، على رغم ما أحدثه تصريحه المتعلق بالمقاومة من "نقزة" خليجية، وهو جاء في سياق ردّه على التهويل الإسرائيلي، وهذا ما تمّ شرحه للدول العربية المعنية، وبالأخص الرياض.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك