داعش يتقلص في سوريا.. الدفاع عن الفرات أولية

يتقدم الجيش السوري بشكل مستمر على مختلف الجبهات التي يقاتل فيها تنظيم "داعش" إن كان في تدمر ومحيطها وريف حلب الشرقي وريف السويدا الشمالي وريف دمشق الغربي، وأن قرب خناصر في ريف حلب الجنوبي. ولا يتأتى تقدم الجيش السوري من قدرته على فتح كل هذه الجبهات والإنتصار فيها فقط، بل لقرار إتخذه "داعش" بضرورة الإنسحاب من مواقعه في أطراف سوريا تخفيفاً للضغط، وفي محاولة لمنع تشتت قواته، خاصة بعد إقتراب معركة الرقة التي تتنافس كل من موسكو وواشنطن على السيطرة عليها. آخر إنسحابات "داعش" كانت من ريف السويدا الشمالي الغربي، حيث إستطاع الجيش السوري السيطرة على أكثر من 300 كلم2 بعد إخلاء التنظيم الإرهابي لمواقعه في تلك المنطقة. في المقابل يستمر التقدم في ريف حلب الشرقي على رغم سحب الجيش السوري لكثير من قواته من تلك المنطقة إلى ريف حماه الشمالي، إذ إن مقاتلي "داعش" ينسحبون بشكل بطيء من شرق محافظة حلب بهدف التوجه إلى الرقة للدفاع عنها. في ظل كل هذا المشهد، بدأت أسئلة تطرح عن إمكانية أن يشمل الإنسحاب الداعشي ريف حمص الشرقي، في محيط تدمر، إذ إن هكذا إنسحاب سيعني أن الجيش السوري سيستعيد معظم حقول النفط في تلك المنطقة مما يعزز وضع النظام الإقتصادي، ويساهم في رفع الليرة السورية مجدداً، وخاصة إذا ما ترافق هذا الأمر مع عملية عسكرية جدية في إتجاه ريف حماة الشمالي الغربي، حيث السهول الزراعية التي بدأ النظام ينظر إليها بعين الحاجة الإقتصادية التي لا يمكن تجاوزها في المرحلة المقبلة. ويستمر "داعش" بتقليص منطقة سيطرته بغية الدفاع عن محافظتين أساسيتين يسيطر على غالبيتهما العظمى، الرقة ودير الزور، لكن فقدان التنظيم الإرهابي لعمقه الحيوي في سوريا، خاصة في البادية سيكون مفيداً في الدفاع عن دير الزور مثلاً؟ أم أنه سيفتح الطريق أمام قوات الجيش السوري لفك الحصار عن المدينة والتقدم نحو مدينة البو كمال المحاذية للحدود العراقية لملاقاة الحشد الشعبي العراقي الذي يتحضر لإغلاق الحدود مع سوريا بشكل شبه نهائي.