Advertisement

أخبار عاجلة

"سرّي للغاية".. تجارب نووية تشيرنوبيليّة قرب المدنيين!

Lebanon 24
28-03-2017 | 08:45
A-
A+
Doc-P-290144-6367055257524030411280x960.jpg
Doc-P-290144-6367055257524030411280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في واقعة تاريخية، قام الاتحاد السوفياتي بإخفاء المفاعيل الصحية لتجاربه النووية التي فاقت كارثيتها تشيرنوبيل بـ"أربعة أضعاف" على مستوى التسمم النووي الحادّ. وكتب الصحافي المتخصص بالشؤون البيئيّة والعلميّة فريد بيرس المقيم في لندن، في مجلّة العلوم نيو ساينتست الأميركية، أنّ "موسكو نجحت في التعتيم على تلك الكارثة وإبقائها سرية "حتى الآن". ويضيف: "علمنا أنه في آب سنة 1956، سقطت جزيئات مشعّة من اختبار أسلحة نووية في سيميبابلاتينسك – كازاخستان، واجتاحت المدينة الصناعية الكازاخية أوست-كامينوغورسك ووضعت أكثر من 600 شخص في حالة مرض إشعاعي لكنّ التفاصيل كانت ضئيلة". "بعد رؤية تقرير كُشِف حديثاً، يمكن لنيو ساينتست الآن تبيان أنّ بعثة علميّة (أرسِلت) من موسكو بعد عاقبة الكارثة المطموسة كشفت تلوثاً إشعاعيّاً على مدى واسع وأمراضاً إشعاعيّة عبر السهول الكازاخية". وأشار بيرس إلى أنّ العلماء حينذاك تعقبوا التداعيات فيما استمرّت التجارب على القنابل النووية – "من دون إخبار الأشخاص المصابين أو العالم الخارجي". تقرير العلماء من معهد البيوفيزياء في موسكو وُجِد في أرشيف معهد العلم البيئي والطب الإشعاعي في مدينة سيمي بكازاخستان. "لعدّة سنوات، هذا كان سرّاً" يقول مدير المعهد كازبيك أبساليكوف الذي وجد التقرير وأعطاه لنيو ساينتست. علموا بالتداعيات وغطّوها! وأجريت تجارب نووية في سيميبالاتينسك "أكثر من أي مكان في العالم خلال خمسينات وبداية ستينات" القرن الماضي. ونقل صحافيون غربيون منذ سقوط الاتحاد السوفياتي التأثيرات الصحية الظاهرة على المزارعين الذين كانوا قريبين من مواقع التجارب. فيما استطاعت دراسات حديثة الإشارة إلى التلوّث الإشعاعي من خلال الكشف على مينا الأسنان. التقرير الذي كُشف حديثاً والذي يلقي الضوء على "نتائج الدراسات الإشعاعية في منطقة سيميبالاتينسك"، والمصنّف بأنّه "سري للغاية"، يظهر للمرّة الأولى المقدار الكبير لمعرفة العلماء السوفيات في ذلك الوقت حول الكارثة الصحية ومدى تغطيتهم هذا الأمر. أعلى ب 100 مرّة إنّ التقرير يظهر كيف أنّ الباحثين السوفيات وضمن ثلاث بعثات إلى أوست-كامينوغورسك وجدوا تلوّثاً إشعاعيّاً مستمراً للتراب والغذاء في تلك المنطقة وعلى امتداد بلدات وقرى شرق كازاخستان. في أواسط سبتمبر 1956، وبعد شهر على إحدى التجارب، بقيت نسبة الإشعاعات أعلى ب 100 مرّة ممّا هو مسموح به وممّا هو آمن بحسب اللجنة الدولية للحماية من الأشعاع النووي. رقم 4 في سنة 2002 أظهر الباحث قسطنطين غورديف من معهد البيوفيزياء في موسكو، خريطة تظهر غيمة إشعاع نووي توجهت مباشرة فوق زنامينكا وأوست-كامينوغورسك في 24 آب 1956. وفي 12 أغسطس سنة 1953 أرسَلت تجربة نووية غيمة مشعة على امتداد كايرول والتي قالت بعثة 1956 أنّها كانت "خطرة على الصحة". إحدى نتائج البعثات العلمية كانت إنشاء عيادة خاصة تحت إشراف موسكو مهمتها تعقب الإشعاع النووي وتأثيراته الصحية. وسجّلت حوالي 100 ألف شخص تعرّضوا للاختبارات. وعُرفت هذه العيادة الخاصة بمسمّى مكافِح الحمّى المالطيّة- مستوصف رقم 4 لإبعاد الشبهة عن النشاط الحقيقي الذي كان يحصل آنذاك. كذلك صُنّف على أنّه في "غاية السرية" حتى سنة 1991 بحسب ما قاله أبساليكوف للمجلّة. لا أحد يعلم عدد الذين قضوا حين سقط الاتحاد السوفياتي في تلك السنة، أصبح المستوصف نفسه معهد العلم البيئي والطب الإشعاعي. لكن وفقاً لكبير العلماء فيه، بوريس غوسيف الذي عمل بداية في المستوصف في أيار 1962، أُخِذت عدة تقارير في أرشيفاته إلى موسكو أو دُمّرت قبل التسليم. ويقول إنه في أحد التقارير تمّت معالجة 638 شخصاً بسبب "التسمّم الإشعاعي" بعد اختبار 1956. "كان ذلك أكبر بأربع مرّات من الحالات الإشعاعية الـ134 التي تمّ تشخيصها بعد حادثة تشيرنويبل. لا أحد يعلم عدد الذين قضوا". إنّ التقرير الذي نُشر مؤخراً عن بعثات 1956 و1957 كان واحداً من بين قلّة تفادت الرقابة السوفياتية التي دَمّرت أو هرّبت تقارير أخرى من البلاد. إنّ أشخاصاً تسرّبت إلى أجسامهم جزيئات نووية في أوست-كامينوغورسك كان يُظهرون نتائج أفضل بعد حوالي خمسة أيام على عدم تناولهم لغذاء محلي والاستعاضة عنه بطعام مستورد. ودعت البعثة حينئذ إلى التوقف عن أكل الحبوب المحلية، واقترحت أنّه "من غير المناسب إجراء تجارب نووية (خصوصاً عبر التفجيرات الأرضية) قبل الحصاد الكامل للحقول". لكن لم يُعمل بهذه التوصيات بحيث استطاع غورديف مسح إشعاعات نووية صادرة عن تجارب كبيرة في أغسطس 1957 و 1962. لن تعود أبداً إلى طبيعتها واستخفّ التقرير بالأخطار الصحية الأخرى، لافتاً إلى أن التغييرات المختلفة في الجهاز العصبي للأشخاص أو الدورة الدموية "لا يمكن اعتباره كتغييرات تنبع فقط بسبب تأثير إشعاعي إيوني". وذهب لإلقاء اللوم على عدم مراعاة الأصول والأنظمة الغذائية الصحية إضافة لإرجاعه السبب إلى أمراض أخرى كالسل والحمّى المالطيّة وغيرهما. توقفت التجارب في سيمينبالاتينسك سنة 1963. الكثير من تلك المناطق باتت آمنة للعيش فيها، "لكنّ بعض المناطق لن تعود أبداً إلى طبيعتها" بحسب ما ينقل بيرس عن أبساليكوف. (24)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك