Advertisement

مقالات لبنان24

أنوثتي ميّزتني.. رنده بدير: ابداع وتفوّق وبصمة في عالم المصارف

Lebanon 24
29-03-2017 | 09:27
A-
A+
Doc-P-290815-6367055261223673721280x960.jpg
Doc-P-290815-6367055261223673721280x960.jpg photos 0
PGB-290815-6367055261239689061280x960.jpg
PGB-290815-6367055261239689061280x960.jpg Photos
PGB-290815-6367055261231781501280x960.jpg
PGB-290815-6367055261231781501280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم تتوقع شيئاً ولم تنتظر شيئاً، بل آمنت دائماً ... كل شيء أتاها صدفة وأجمل الأشياء تلك التي تأتي فجأة، عملت، درست، اجتهدت، ثابرت واجهت، كافحت، وابتكرت، وهي تؤمن بأن الانسان لا يخطط مستقبله ولكن "الصدفة" هي التي تأخذه من مكان الى آخر، لم تسع للدخول الى عالم المال والمصارف ولم تعلم أن اسمها في لبنان سيرتبط عملياً ببطاقات الإئتمان، تملك الطاقة والديناميكية، أعطت بشغف وخلقت وسائل ساعدت حركة الشراء بواسطة البطاقة، برعت وأضافت لمستها الأنثوية على كل منتوجاتها وتركت بصمتها، تألقت، تميزت وتمايزت وتربعت حيث هي، سيدة البطاقات الأولى التي أطلقت "الكريديت كارد" في لبنان. "الغورو" هو أعز لقب أطلق عليها.. إنها رنده بدير، رئيسة مجموعة حلول الدفع وخدمات البطاقات الإلكترونية، ومساعدة المدير العام في مجموعة بنك عودة. بطاقة حياتها ولدت رنده بدير في سوريا، من والد صناعي وأم محامية، في عمر الأربع سنوات، هاجرت الى الأردن حيث عاشت مرحلة الطفولة والمراهقة هناك، بعدها قصدت لبنان حيث تلقت دروسها الثانوية في مدرسة Evangelical School، تعرفت الى زوجها القادم من الولايات المتحدة الأميركية وهي بعمر 17 سنة عن طريق أهله الذين كانوا يخططون لزواج ابنهم، كان شرطها أن تكمل دراستها، وقبل الشاب الطامح بالشرط لأنه منفتح العقل، حتى أنه دعمها وساندها في إكمال تحصيلها العلمي. تزوجت في سن مبكرة جداً( 17عاماً)، تقول بدير: "هذا الزواج منحني الفرصة لأكبر برفقة بناتي الأربعة، ومع زينا، لانا، آية ودانيا، تابعت تحصيلي الجامعي، فكنت أنفرد في غرفتي لأدرس وابنتي تدرس في غرفة أخرى، ومما ساهم في بناء شخصياتهن القوية إصراري على أن تتكل كل منهن على نفسها في دراستها" إذا جاءت ابنتي تطلب مساعدتي كان جوابي..." كما أنا أدرس بدون مساعدة أحد يمكنك ذلك، اتكلي على نفسك" والنتيجة كانت أربع مهندسات متفوقات، إحداهن آية، التي تملك شركة "ليتل بيتس" في نيويورك، وقد أدرج اسمها كواحدة من أهم 30 مخترع في العالم". تروي رنده بدير عن شغفها بالدراسة وحب المعرفة والعلم، لم تكتف بالشهادات التي حصَلتها، إذ تستمر حتى اليوم في طلب العلم عبر سفرها الى جامعة ستانفورد الاميركية وحضور"اكزيكوتيف بروغرام" الذي يغطي كل المجال. تتحدث بحنين وفخر عن ماضيها قائلة:"أنجبت بناتي الأربعة وأنا أدرس في الجامعة متخصصة في مجالين في الماجستير، أحدهما إدارة البنوك في الجامعة الأميركية في بيروت، إذ إن وقت الدراسة المرن هو ما سمح لي بإنجاب الأولاد وتربيتهن والدراسة في الوقت نفسه والإعتناء بالمنزل، في عصر كانت فيه المرأة للعمل المنزلي فقط. لم تدخل بدير مجال العمل إلا بعدما كبرت بناتها، فكانت بداية مغامرتها في مجتمع ذكوري، وعالم المصارف، تستذكر بدير أنها "كلفت بالعمل على النقد الإلكتروني الذي لم يكن موجوداً يومذاك أي في عام 1994 ليعتمده لبنان، "لم أشعر يومها بمنافسة زملائي الرجال لي لأنهم لم يأخذوا المشروع على محمل الجد، في حين كان لدي تصوّر في شأنه"، تقول بدير، شقت بدير طريق النجاح، من دون ان تستسلم على الرغم من الصعوبات والتحديات. أهمية الدفع الالكتروني واللمسة الأنثوية تتحدث بدير عن أهمية الدفع الإلكتروني قائلة: "إن الخبرة التي اكتسبتها على مر السنين في مجال الدفع الالكتروني لا يتم تعليمها في الجامعات ولا الكتب، إنما من خلال ممارسة المهنة عبر الوقت، وتطلعنا على سرّ نجاحها في هذا المجال الذي يكمن في لمستها الأنثوية وأحاسيسها المرهفة: "استخدم نظرتي كإمراة في طريقة عرض المنتوج واختيار الألوان، طريقة تسويق الغرض والدعاية، مستخدمة كل ما تحبه المرأة، فأثناء تحضير الهدايا لزبائني، ألحق الموضة في التوضيب. "هناك بطاقة أطلقت عليها اسم "شاين" من ماستر كارد، وهي عبارة عن مرآة وهي الوحيدة الموجودة في العالم، تستطيع المرأة استعمالها لوضع أحمر الشفاه ومن ثم استخدامها للدفع. وقد حزنا جوائز عدة لأننا ربطنا بين البطاقة والمرآة، ولكوني امرأة. الحاجة تمدني بالأفكار، فكنت أرى أن ثمة نساء يستعملنا سكين قطع الأجبان لوضع أحمر الشفاه في المطاعم، فقلت لم استخدام السكين؟ فلنستخدم البطاقة لتكون رفيقة المرأة. هذه البطاقة موجودة منذ عام 2006 هناك البطاقة "اللبنانية" أيضاً، وهو اختراع هام جداً إذ تفوح رائحة الأرز من الشريط الممغنط عند حكّه، وقد أطلق ضمن حملة "خلي الليرة ترجع تحكي"، وقد صممنا هذا المشروع لتذكير الشباب المغتربين بأنّ رائحة بلادهم تفوح من هذه البطاقة. وهذا ما جعل البطاقات تأخذ جوائز، لاحتوائها الرسائل الوطنية. هي، إذا"، ليست عبارة عن بطاقة بلاستيك للدفع فقط. فما جعلني أنجح أكثر هو كوني امرأة ذات إحساس، وغالباً ما تكون أحاسيس المرأة مرهفة أكثر من الرجل"، تؤكد بدير. بدير اليوم هي عضو مجلس إدارة في شركة ماستر كارد منذ عام 2000، وهي أوّل مرأة عربية تدخل مجلس إدارة شركة: "لهذا المنصب يختارون عادة رؤساء مجلس إدارة المصارف، ولكنهم اختاروني لكوني أملك مهارات في هذا القطاع". ينظر الجميع لبدير في القطاع المصرفي كإنسان ناجح وليس "كامرأة" ناجحة. وتشير إلى أنّه، إضافة إلى أمها وعائلتها وبناتها الذين دعموها خلال مسيرتها، لم يتركها زوجها يوماً فكان "من الأشخاص الذين ساندونها لأنه أعطاها حريتها ولم يضغط عليها"، فتقول: "بفضل الحرية التي أعطاني إياها برعت". وقد وجدت هذه الحريّة أيضاً لدى مديرها في فرنسبنك ومديرها في بنك عوده اللذان آمنا بها، وهي تتحدث عن التحديات التي تواجهها يومياً "أعيش في التحديات وعلى الرغم من ذلك تمكنت من النجاح، فنجاحي لم يصلني على طبق من فضة. فمثلاً، عندما دخلت السوق اللبنانية، كنت أدخل بنفسي المتاجر لأقنع التاجر بوضع الماكينة. وفي السوق السورية أيضاً كان صعباً عليّ الشرح لإقناع التجار بالأمر، ولكننا أخذنا حصة كبيرة من السوق السورية قبل الحرب". تقول بدير إن لها مركزها اليوم في العالم الالكتروني "وأنا سباقة، اعدّ من السباقين. فالتنفيذ أهم من التنظير". برأي بدير، تبرع المرأة في تعدد المهمات "في تربية الأولاد والطبخ وإدارة المنزل ... المرأة طاقة من العمل. وكما تعطي المرأة منزلها وأولادها من وقتها وجهدها عليها أن تعطي مجتمعها ومحيطها". "وأنا أحض النساء أن يصبحن مثالاً لأولادهن، لأنه يجب تربية الأولاد على مبدأ القدوة. فعندما تكون الأم متعلمة وناجحة في حياتها، تؤثر في الآخرين وهذا ما لاحظته شخصياً في أولادي إذ تجلى ذلك في نجاحهن. فإضافة إلى تحقيق ذاتي كمسؤولة وعاملة أعتبر أنني حققت نفسي كأم لأنني تمكنت من تربية أولاد بارعين وناجحين". عن القطاع المصرفي والضغوطات التي يتعرض لها تقول بدير: "القطاع المصرفي في لبنان هو العمود الفقري للاقتصاد، وهو الذي يقيم الوطن من عثرته، يساعد في ذلك، وجود شخص مثل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.. يريدون تحميل المصارف أعباء الديون التي نتجت عن الفساد الحكومي وهذا تجن على القطاع، إذ يقتضي أولا مكافحة الفساد وذلك عبر تنفيذ: الحكومة الالكترونية، حيث تتم كل مدفوعات الدولة عبر النظام الالكتروني وهكذا تزول الرشاوى. كما يمكن الدفع بواسطة البطاقات وعبر الانترنت لتسهيل أعمال المواطنين وللقضاء على العمولات والرشاوى التي يتقاضاها العاملون في الإدارات". تلخص بدير انجازاتها المهنية بإدخال اختراعات جديدة في عالم الدفع الالكتروني مثل الدفع اللمسي (كونتاكت لاس بايمنت) والدفع عبر الموبايل عن طريق ال(كلاود بايمنت) والدفع عبر السوار والساعة مستعملين ال(ن ف سي) تكنولوجي وتعتبر موقعها القيادي في القطاع المصرفي انجازاً أيضا. تنصح بدير المبتدئين كي يتقدموا بنهل العلم وعدم التوقف عند نيل الشهادات، بل البقاء على الاطلاع اليومي بالتطور العلمي، احترام الآخرين مهما كان الاختلاف معهم، وتقبل النصائح والإرشادات وحتى الانتقادات الموضوعية. وفي الختام، تضيف بدير: "على الإنسان أن يعمل بجهد لكي يترك بصمته على المجتمع وعلى عائلته التي وحدها تبقى بعد رحيله عن هذه الدنيا". رندة بدير اليوم مثال يحتذى به، هي رمز للتفوّق والنجاح. لا تنافس المرأة في نجاحها الرجل ولا تهدد مكانته أو نفوذه أو رجوليته، فلكلّ واحد دوره في المجتمع وخصوصياته ومميزاته. ولا تعني المساواة بين الرجل والمرأة، تهميش الرجل لأنه ركن أساسي في الحياة والمجتمع، والفاعل والمساعد في تحصيل حقوق المرأة. يجب فقط إعطاء المرأة حيّزاً من الاهتمام والحرية لتبرع وتتميز مهنياً و اجتماعياً ودعمها ومساعدتها للنهوض بالوطن، فلبنان يرتقي بنسائه أيضا. (شانتال داغر)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك