Advertisement

صحافة أجنبية

بين خطاب القمة والرسالة الخماسية التسوية الداخلية تتعرض لنكسة

Lebanon 24
29-03-2017 | 17:25
A-
A+
Doc-P-290970-6367055262463361031280x960.jpg
Doc-P-290970-6367055262463361031280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ما زالت تداعيات الرسالة التي وجهها خمسة رؤساء سابقين إلى القمة العربية تتفاعل وتشغل الوسط السياسي بين مؤيد ومعارض في السويمة على شاطئ البحر الميت غرب عمان وقف الرئيس ميشال عون امام الملوك والرؤساء العرب في قمتهم الثامنة والعشرين، حاملاً راية السلام وداعياً الدول العربية إلى وقف الحروب فيما بينهم واعتماد الحوار بدل السلاح الذي يفتك بشعوبهم ولا نهاية له، وإلى التمسك بميثاق جامعة الدول العربية، ولافتاً القمة العربية إلى الصعوبات التي يواجهها لبنان نتيجة الحرائق المشتعلة حوله والذي ما زال حتى الان بمنأى عنها والى ما سببته له من ازمات، لا سيما منها أزمة النزوح السوري والفلسطيني الذي تجاوز نصف عدّة أهله ومواطنيه. وفي السويمة تحاشى الرئيس اللبناني الدخول ولو تلميحاً إلى ما تضمنه خطاب القسم من تمسك لبنان بالمادة الثامنة من ميثاق الجامعة العربية ولا من الخلاف اللبناني حول سلاح حزب الله، واشتراكه في الحرب الدائرة في سوريا من دون موافقة الدولة الشرعية ولا اي من سلطاتها الدستورية، مستبدلاً ذلك بالوجدانيات التي غلبت على خطابه، وبالدعوات إلى المجتمعين في قمّة الثماني والعشرين للابتعاد عن العنف، واعتماد الحوار والحلول السياسية لا العسكرية. والملاحظ في الخطاب الوجداني أن الرئيس عون تجنب أيضاً الطلب من القادة العرب التضامن مع لبنان لاستعادة أرضه التي ما زالت تحتلها إسرائيل أو مساعدته لمواجهة ازمة النازحين السوريين التي تثقل كاهل لبنان وشعبه، ولا يقوى على تحملها من دون مساعدة الدول العربية، تاركاً ذلك إلى القادة العرب الذين اخذوا عليه كلامه عن «حزب الله» وانه مكمل للجيش اللبناني الذي لا يزال ضعيفاً، كما اخذوا عليه سكوته وحكومته عن الحملات التي يشنها «حزب الله» على المملكة العربية السعودية، وعلى دول الخليج، ودعمه المطلق للحوثيين في اليمن وللنظام السوري الذي يفتك بشعبه وللتدخل الايراني المكشوف في الشؤون الداخلية للدول العربية وعملها الدؤوب لزعزعة الأنظمة فيها. في الداخل اللبناني ما زالت تداعيات الرسالة التي وجهها خمسة رؤساء سابقين إلى القمة العربية تتفاعل وتشغل الوسط السياسي بين مؤيد لما تضمنته هذه الرسالة، وبأنه يعكس الإجماع اللبناني سواء لجهة التزام لبنان بانتمائه العربي وبميثاق جامعة الدول العربية وبالمواثيق والقرارات الدولية لا سيما منها القرار 1701 أو لجهة الالتزام بسياسة النأي بالنفس وعدم الدخول في المحاور العربية التي أقرّتها بالاجماع هيئة الحوار الوطني وتبنتها الأمم المتحدة، أو لجهة الالتزام بسيادة الدولة المطلقة على كل الاراضي اللبنانية ورفض اي سلاح غير شرعي، وبين منتقد ومعارض؟! وقد تصدّر قائمة المعترضين على هذه الرسالة حليف «حزب الله» الرئيس نبيه برّي ونعتها بأبشع النعوت، وألمح إلى انها أظهرت لبنان امام القمة العربية بمظهر المنقسم على نفسه، ومشيراً الى انها لا تتماشى مع قرارات عربية اتخذت في 13 قمّة أكدت على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وعلى تحرير الجنوب، هذا في الوقت الذي وصفها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار بأنها عبوة خبيثة من «خمسة عبيد زغار» وذات منشأ خارجي، وعلى اللبنانيين أن يعوا من هو مع لبنان ومن هو مع السفارات. وفي الوقت الذي تعرّضت فيه الرسالة الخماسية إلى هذه الحملة من فريق 8 آذار ومن الثنائي الشيعي تحديداً استغرب فريق 14 آذار مثل هذه الحملة على رسالة وجهها الرؤساء الخمسة إلى القمة العربية تحمل الثوابت اللبنانية إن لجهة انتمائه العربي والتزامه ميثاق جامعة الدول العربية والمواثيق والقرارات الدولية لا سيما منها القرار 1701 أو لجهة التزامه سياسة النأي بالنفس وعدم الدخول في المحاور العربية، وتلك كلها تعبّر عن الإجماع اللبناني ولا تتناقض مع خطاب القسم لرئيس الجمهورية الذي عبّر بشكل أو بآخر عن التمسك بها وعدم الخروج عنها، وهو ما عبّر عنه النائب السابق فارس سعيد باسم لقاء سيّدة الجبل بوصف الرسالة الخماسية بأنها غير استفزازية لأية جهة داخلية لانها اكدت على الشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف وعلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي آخر ولاحترام قرارات الشرعية الدولية لا سيما القرار 1701، وبالتالي فان أي وثيقة سياسية سواء كانت رسمية او غير رسمية تصدر عن اللبنانيين ليست وثيقة أو مذكرة انقسام بين اللبنانيين، لا بل على العكس، فان مضمونها يحوي نقاطاً مشتركة بين الجميع لأن الجميع سبق أن وافق على ما تضمنته. وتعتبر مصادر سياسية واسعة الاطلاع أن تداعيات الرسالة الخماسية وتجاهل الخطاب الذي القاه الرئيس عون في القمة العربية لمضمونها، سترتفع نبرتها بعد عودة الوفد الرئاسي من عمان، ولا تستبعد هذه المصادر انعكاسها على مجريات الاتصالات الجارية على قدم وساق للوصول إلى اتفاق على قانون جديد للانتخابات مما يؤدي الى تعليق هذه الاتصالات ودخول الانتخابات النيابية في النفق المجهول، فضلاً عن انعكاساتها ولو بشكل نسبي على الانسجام الهش داخل الحكومة، خصوصاً إذا ما قرّر وزراء الثنائي الشيعي إثارة الرسالة الخماسية في مجلس الوزراء.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك