Advertisement

صحافة أجنبية

مفاوضات جنيف «لعب في الوقت الضائع»... وتركيا تُنهي عملية «درع الفرات»

Lebanon 24
29-03-2017 | 18:11
A-
A+
Doc-P-290985-6367055262531926761280x960.jpg
Doc-P-290985-6367055262531926761280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يقرّ طرفا النزاع السوري بأنّ جولة المفاوضات الراهنة في جنيف أشبَه بـ»لعب في الوقت الضائع» في انتظار بلورة الإدارة الاميركية موقفاً واضحاً إزاء سوريا، إنطلاقاً من أنّه لا يمكن إنضاج أي تسوية سياسية للنزاع بمعزل عن واشنطن، وهو ما دفع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الاعلان أنّه لا يزال من الممكن تجديد التعاون مع الولايات المتحدة بشأن تسوية الأزمة السورية، بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أنّ بلاده أنهَت الآن عملية «درع الفرات» العسكرية التي بدأتها في سوريا في آب الماضي. نُقل عن لافروف قوله في مقابلة نشرت في موقع «ذا ناشونال إنترست»: «الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنّ محاربة الإرهاب هي هدفه الدولي الأول، واعتقد أنّ هذا طبيعي تماماً. سنشترك في هذا النهج بالتأكيد». وقال الوزير الروسي إنّه لا يزال يجري مناقشات بشأن اجتماع محتمل مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون. في المقابل، شددت نيكي هيلي، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، على انّ الرئيس السوري بشار الأسد يشكّل «عقبة كبيرة في محاولة المضيّ قدماً» لوضع نهاية للصراع المستمر منذ 6 سنوات في سوريا. وقالت هيلي: «هذا واحد من تلك المواقف حيث يمكن بالتأكيد للولايات المتحدة وروسيا الحديث بشأنها وقول... «حسناً كيف يمكننا التوصّل إلى حل أفضل؟ لكن قضية الأسد ستظل قائمة». توازياً، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أنّ بلاده أنهَت الآن عملية «درع الفرات» العسكرية التي بدأتها في سوريا في آب الماضي. وقال يلدريم في مقابلة مع تلفزيون «إن.تي.في»: «إنّ العملية كانت ناجحة»، مضيفاً: «إنّ أي عمليات أخرى ستنفّذ باسم مختلف». وبدأت تركيا العملية في شمال سوريا قبل أكثر من 6 أشهر لطرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بعيداً عن حدودها ومنع تقدّم المقاتلين الأكراد. في غضون ذلك، أشار وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى انّه سيبحث مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون الوضع في سوريا وترحيل رجل الدين التركي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، والذي يُلقى باللوم عليه في محاولة الانقلاب الفاشل في تموز الماضي، عندما يزور تيلرسون أنقرة الأسبوع الجاري. وقال في مقابلة مع قناة (تي.أر.تي خبر): «سيتمّ بحث القبض على مسؤول تنفيذي ببنك خلق الحكومي التركي في نيويورك بتهم تتعلّق بخَرق العقوبات الأميركية على إيران». وبعد نحو أسبوع من انطلاق جولة المفاوضات الخامسة في جنيف، يقتصر التقدّم الذي يحرزه المتفاوضون على مضمون النقاش مع الأمم المتحدة حول جدول الاعمال المؤلّف من 4 عناوين رئيسية، هي: الحكم والانتخابات والدستور ومكافحة الارهاب. ويتبادل طرفا النزاع الاتهامات بعدم إظهار الجدية اللازمة لإحراز تقدّم في العملية السياسية، على رغم قناعتهما بصعوبة تحقيق أيّ اختراق حقيقي. ويقول عضو مفاوض في وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية لـ»وكالة الصحافة الفرنسية» رافضاً الكشف عن اسمه: «المحادثات أشبه بلعب في الوقت الضائع... يدرك الطرفان أنّ الجولة الحالية ستنتهي كما بدأت، لكنّ أحداً لا يريد حزم حقائبه والمغادرة، وبالتالي تحمُّل تبعات انهيار المفاوضات». في المقابل، يصف مصدر سوري مواكب للوفد الحكومي ما يجري في جنيف بـ»عَض على الأصابع»، لكنّه يشدد على انّ «خيار الدولة السورية هو الاستمرار بالمشاركة في مسار جنيف». وعلى رغم دخول النقاشات في عمق جدول الاعمال، لكنّ الطرفين يعتبران أنّه في غياب مفاوضات مباشرة، تبقى هذه المحادثات أشبَه بتبادل وجهات نظر مع المبعوث الدولي الخاص ستافان دي ميستورا. ولا يتوقع الكثير من مفاوضات جنيف قبل ان ترسم الولايات المتحدة ملامح سياستها إزاء الملف السوري، من ضمن الاستراتيجية التي تعمل على إعدادها لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية. ويقول الأستاذ الجامعي ومدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس كريم بيطار: «إنّ جولة المفاوضات الراهنة بدأت مع توقعات منخفضة جداً، ويكاد المرء يشعر بأنّ مسار جنيف يستمر بفِعل التدخل الإنعاشي، بينما تُعيد القوى الإقليمية والدولية تحديد سياساتها وتحاول التغلّب على خلافاتها». ويضيف: «بانتظار ان تتّضِح معالم التسوية الموقتة بين روسيا والولايات المتحدة، لا يمكن توقّع تحقيق اختراق كبير». وبالأمس، بحث نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتليوف في جنيف مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات المُمثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، تفاصيل جولة المفاوضات الراهنة، وتعزيز وقف النار في سوريا على وَقع الخروقات المتصاعدة. وقال غاتيلوف للصحافيين بعد لقائه وفد أبرز ممثلي المعارضة السورية في مقرّ الأمم المتحدة في جنيف: «خَلصنا إلى استنتاج مشترك حول تأييدنا المطلق في أن تكون لهذه الجولة نتائج إيجابية واستمرار المناقشات حتى تحقيق هدفها بوحدة الأراضي السورية واستقلالها والدولة التعددية». وأضاف غاتيلوف الذي تعدّ بلاده أبرز حلفاء دمشق وإحدى الدول الراعية لوقف النار في سوريا: «إنّ نظام وقف الأعمال القتالية لا يزال قائماً»، رافضاً وصفه بأنّه «مخيّب للآمال»، لكنّه قال: «إننا نحتاج هنا الى دعم وانخراط كل الاطراف» من أجل تثبيت وقف النار. من جهته، وإثر الاجتماع مع غاتيلوف، قال الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط للصحافيين: «إنّ هدف جولة أستانا المقبلة وفق الروس هو التمهيد لنجاح ما يحدث هنا في جنيف»، مُوضحاً انّ الوفد عرض أمام غاتيلوف «الخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار من جانب النظام بالاضافة الى الوجود الإيراني في سوريا»، وطالبه بإحراز «تقدّم على الأرض» حتى تقرّر الفصائل موقفها من المشاركة. وفي ما يتعلّق بمفاوضات جنيف، قال المسلط: «أبلغناه أنّ وفدنا جاء لينخرط بشكل كامل وجدّي في المفاوضات... لكن لا يوجد أيّ خطوات عملية وفعلية من الطرف الآخر». واستهلّ المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا، الذي عاد أمس الى جنيف من عمان حيث التقى وزراء خارجية الدول العربية وأطلعهم على تطورات مفاوضات جنيف، اليوم السادس من المحادثات بلقاء مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات، ليلتقي بعدها الوفد الحكومي السوري. وقال رئيس الوفد نصر الحريري للصحافيين: «إنّ النقاش تطرّق الى مسألة العملية الانتخابية وكيف يمكن لهيئة الحكم الانتقالي، بعد تشكيلها وأثناء المرحلة الانتقالية، أن تتخذ الخطوات، والبرنامج الزمني الذي يسهّل عليها القيام بالانتخابات». الوضع الميداني تمّ الاتفاق على إخلاء 4 بلدات محاصرة منذ أكثر من عامين في سوريا من قبل الفصائل المقاتلة، أو من القوات النظامية خلال وقت قريب، وذلك ضمن سلسلة اتفاقات تمّ التوصّل اليها من أجل وضع حد لمعاناة السكان. وسيسمح الاتفاق الذي، تمّ التوصّل اليه مساء الثلثاء الفائت، لسكان الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق بالخروج منهما، في مقابل إجلاء سكان الفوعة وكفريا المواليتين للنظام والمحاصرتين من فصائل مقاتلة في محافظة إدلب (شمال غرب). وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن انّه تمّ التوصّل الى الاتفاق بمبادرة من ايران الحليف الرئيسي لسوريا وقطر التي تدعم المعارضة، مشيراً إلى أنّ الجهاديين في شمال غرب ادلب وقّعوا الاتفاق. على صعيد آخر، قال مصدر عسكري سوري أمس إنّ القوات الحكومية السورية استعادت بلدة دير حافر الصغيرة شرقي مدينة حلب من تنظيم الدولة الإسلامية، أمس، في إطار عملياتها لتشديد قبضتها على المنطقة ودفع التنظيم المتشدّد للتراجع. وأشار المصدر العسكري السوري إلى أنّ البلدة كانت تضمّ مقر قيادة مهماً للتنظيم، ومركزاً للقيادة والتحكم بالإضافة إلى مصنع للأسلحة ومستشفيات ميدانية وتحصينات محكمة. وحاصرت القوات السورية البلدة قبل أيام في إطار حملتها لاستعادة المناطق الواقعة إلى الشرق من حلب، بما في ذلك محطة مهمة تزوّد المدينة بالمياه سَبق أن سيطرت عليها في وقت سابق من هذا الشهر، فضلاً عن قاعدة جوية عسكرية. ويأتي تقدّم القوات السورية في إطار 3 عمليات عسكرية متنافسة لاستعادة مساحات واسعة من الأرض من الدولة الإسلامية في شمال سوريا في الأشهر القليلة الماضية. وفي وقت سيطرت الفصائل المسلّحة المعارضة للنظام والمدعومة من تركيا على جَيب عند الحدود مع تركيا إلى الشمال من دير حافر، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، على عدة أراض شرقي نهر الفرات، وتعمل على عزل الرقة التي تشكّل معقل الدولة الإسلامية الرئيسي في سوريا، على أن تبدأ الحملة لاستعادة المدينة في أوائل نيسان. (وكالات)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك