Advertisement

مقالات لبنان24

عن نقابة المهندسين.. بعد هدوء عاصفتها

كلير شكر

|
Lebanon 24
10-04-2017 | 04:41
A-
A+
Doc-P-296311-6367055297945497521280x960.jpg
Doc-P-296311-6367055297945497521280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا يمكن المرور مرور الكرام على استحقاق نقابة المهندسين في بيروت، للنتائج المعبّرة على أكثر من مستوى، ولكون النقابة بحدّ ذاتها ميزاناً لطالما يؤخذ بحرارته لقياس المزاج العام وميولها السياسية ولا سيما لدى الطبقات المتوسطة، التي تُعتبر دينامو الرأي العام ومحرك توجهاته. ولمّا أصرّ "التيار الوطني الحر" على خوض معركة النقيب (مع أنّ مرشح "القوات" سابق بالزمان لمرشح "التيار")، فهو لإدراكه تماماً أنّ الانتصار في هذه المعركة حاجة ماسة وضرورية، سيكرس حضور "التيار" في الشارع المسيحي كقوة أولى، ويسقط كل الشكوك التي راحت تلاحقه منذ مدة، بدأت أولاً بسبب الخلافات داخل "البيت البرتقالي"، ولم تنته بتصويب أسهم الانتقادات ربطاً بأدائه الحكومي. ولهذا كان لا بدّ من رفع شارة النصر فوق نقابة المهندسين لاستعادة تلك المكانة ووضع قطار "انتصارات" باسيل على السكة، ما اضطر قيادة "التيار" الى تعريض العلاقة مع الحليف الجديد أي "القوات" لهزة، وهي أصلاً صارت مصابة بالكثير من التصدعات والضربات... هنا، يمكن الاستفاضة في الكلام عن تردي العلاقة بين الحليفين الجديدين اللذين اعتقد كل منهما، أنّ بمقدوره استثمار هذا التحالف على طريقته وبغض النظر عن مصلحة الشريك الآخر... واذ بهما يصطدمان عند كل استحقاق. ومع ذلك فإنّ هذه العلاقة ستبقى قائمة ومحصنة، ولو بالشكل، الى حين يقضي أهل الربط والحل، قانونا انتخابيا هو سيحسم مصير التحالف الثنائي. ولكن بمعزل عن تأثير الشظايا التي لحقت بالتحالف بين "التيار الوطني الحر" و"القوات" والتي دفعت "القاعدة القواتية" الى التصويت لصالح جاد تابت (كما يبرر بعض القواتيين) ما أدى الى سقوط مرشح "التيار" بول نجم، يمكن قراءة هذا الفوز على الشكل الآتي: - هي المعركة الانتخابية الأولى التي يخوضها عهد الرئيس ميشال عون وقد حصلت في نقابة معروف عنها أنّها بمثابة مرآة للمزاج المسيحي العام، ولـ"التيار الوطني الحر" بشكل خاص أرضية حضور وازنة فيها. مع العلم أنّه سبق لـ"التيار" أن خاض معركة عضوية نقابة محامي بيروت على مسافة أيام من انتخاب عون رئيساً، وقد مني "التيار" بالخسارة أيضاً. بينما كان الاعتقاد سائداً أنّ بمقدور "التيار" بعد تحالفه مع "القوات" أن يفرض موجة تأييد عارمة أشبه بتسونامي جديد يضعف من خلالها كل القوى المسيحية الأخرى، خصوصاً أنّ العهد لا يزال في انطلاقته، ويفترض بديهياً أن يكون وقع حضوره بين الناس قوياً جداً. - يعتبر فوز تابت هو الفوز الأول للمجموعات المسماة "مجتمع مدني" وغير المؤطرة. وهو دليل ساطع على حالة التراجع الجماهيري للأحزاب أمام مجموعات المجتمع المدني. ويمكن لهذا الفوز أن يتحول الى كرة ثلج اذا لم تتداركه الأحزاب، خصوصاً أنه يسجل عشية الانتخابات النيابية، التي ستحصل عاجلاً أم آجلاً. وإن دلت هذه النتيجة على شيء، فهي تدل على حال "الاعتراض الشديد" لدى الرأي العام اللبناني من القوى السلطوية، ورغبتها بالتغيير ما دفعها الى أحضان قوى غير مؤطرة، وغير واضحة المعالم والأفكار والمشاريع... ولكن رغبة بالانتقام والتغيير.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك