Advertisement

مقالات لبنان24

"أوعى خيّك"... ليس مجرد أغنية!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
11-04-2017 | 02:18
A-
A+
Doc-P-296696-6367055300798930401280x960.jpg
Doc-P-296696-6367055300798930401280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
الزمان: 18 كانون الثاني 2016. المكان: معراب. المناسبة: تكريس المصالحة المسيحية – المسيحية. العنوان: دعم "القوات اللبنانية" ترشيح العماد ميشال عون رسميًا لرئاسة الجمهورية. فمنذ أن خطرت الفكرة ببال رئيس جهاز الإعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" آنذاك (الوزير) ملحم الرياشي وطرحها على رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع فلاقت منه ترحيبًا، وإن أرفق هذا الترحيب ببراغماتية جدلية، وهي من الصفات التي يعتبر مقربون من معراب أنها تميّز "الحكيم" عن سواه. وبراغماتية "الحكيم" إنطلقت من الواقع الذي كانت تعيشه الساحة المسيحية نتيجة تراكمات عمرها سنوات، وهي ليست بنت ساعتها، وأرخت بثقلها على العلاقة المتوترة بين "القواتيين" و"العونيين"، والتي لها إمتدادات غير مشجعة إنعكست تصادمًا متواصلًا في كل الميادين، السياسي منها والإجتماعي والطالبي والنقابي. عندما طرح الرياشي هذه الفكرة على "الحكيم" لم يتفاجأ لسببين: الأول أنه كان سمعها من أحد الإعلاميين، وكان جوابه حينها: شو نحن عم نلعب. نحن عم نشتغل سياسة. والسبب الثاني أنه يعرف جيدًا كيف يفكّر الرياشي، خصوصًا أن له علاقات طيبة مع أكثر من ناشط عوني وتربطه بالنائب ابراهيم كنعان صداقة مناطقية (الأثنان من المتن الشمالي). ما قام به جعجع في وقتها لم يكن ترحيبًا مشوبًا بالتفاؤل، لأنه يدرك حجم المشكلة، ولم يكن أيضًا تثبيطًا للعزائم "علّه وعسى". فالخطوة بما تحمله من إنفراجات منتظرة تستأهل السير بها من دون شروط مسبقة ومن دون وضع العصي في الدواليب. من هنا، بدأ المشوار بين معراب والرابية وبدأت مسيرة إختصار المسافات وردم الهوّة. وبإعتراف جميع من واكبوا الخطوات الأولى للقاءات شبه الرسمية بين الرياشي وكنعان، فإن المهمة لم تكن مجرد نزهة، بل هي مهمة شاقة استلزمت عقد إجتماعات متواصلة من التفكير الجدّي وتهيئة الأرضية "العونية" و"القواتية" على مستويين، القيادي من جهة والقاعدة من جهة أخرى، وهي الأصعب، نظرًا إلى عمق الهوة التي تفصل بين الطرفين. وعلى رغم إدراك كل من الرياشي وكنعان مدى صعوبة المهمة المقبلين عليها استمّرا في المحاولات، الواحدة تلو الأخرى، حتى وضعت الخطوط العريضة لمسودة إتفاق المصالحة، الذي أحتاج إلى الكثير من التنقيح والمراجعة والتدقيق والتوقف مليًّا عند كل فاصلة ونقطة. وقد واكب عمل الرياشي وكنعان عمل موازٍ على الأرض تمهيدًا لترطيب الأجواء ولكي يأتي الإتفاق نتيجة قناعات مشتركة وليس مجرد شكليات. وهذا ما حصل يوم زار جعجع العماد (الرئيس) ميشال عون في الرابية في 21 تشرين الأول 2016، وكان إعلان "بيان النيات". وقد ترك مشهد وضع جعجع يده على كتف "الجنرال" إرتياحًا في الوسط المسيحي، وبالأخص لدى الحزبين المسيحيين الأقويين. وقد تكرّست هذه المصالحة في لقاء معراب، الذي كان الخطوة الأولى للعماد عون في مسيرة الألف ميل الفاصلة بين الرابية وبعبدا. وبوصول العماد عون إلى قصر بعبدا رئيسًا للجمهورية إكتملت حلقات المصالحة المسيحية فكان أن ارتضت "القوات" بثلاثة وزراء وتخلت عن حقيبة وزارة الأشغال تسهيلًا لمسيرة العهد. وعلى رغم حرص الطرفين على تدعيم مبدأ المصالحة قبل الرئاسة وبعدها حصلت أمور لم تكن في الحسبان، بدأت بتماييز موقف "القوات" من موضوع تخصيص الكهرباء، ما ترك إنطباعًا لدى القاعدة العونية بأن ثمة ما وراء الأكمة ما وراءها، وبالأخص مع ما رافق هذه الأجواء غير المريحة من بلبلة في إنتخابات نقابة المهندسين، وخسارة مرشح "التيار العوني"، فكانت الطامة الكبرى، صاحبتها حملة شرسة على مواقع التواصل الإجتماعي ذكّرت التعابير التي استخدمت فيها بمرحلة سابقة سوداء من العلاقة المتوترة بين الطرفين. وعلى رغم اللهجة القاسية التي استعملت في التراشق الكلامي العالي السقف فإن كل من القيادتين تحركتا من أجل وضع حدّ لهذه الموجة التي تضّر ولا تفيد ووضع النقاط على الحروف وإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي، خصوصًا أن ثمة شعورًا بالغبن لدى "القواتيين" وأنهم طلعوا من "المونة بلا حمّص"، مع الأخذ في الإعتبار أن الإستحقاق الإنتخابي بات وشيكًا، آجلًا أم عاجلًا، مع ما يعنيه ذلك من حاجة مشتركة للطرفين بأن يكونا في خندق إنتخابي واحد، من دون أن يؤثر ما حصل من تراشق كلامي على مبدائية "أوعى خيّك"، التي تعبّر بوجدانها عن حتمية التلاقي المستمر وغير الظرفي.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك