Advertisement

لبنان

دريان: من العار التهديد بتعطيل البرلمان أو الحكومة

Lebanon 24
23-04-2017 | 06:02
A-
A+
Doc-P-301886-6367055336964968071280x960.jpg
Doc-P-301886-6367055336964968071280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة الى اللبنانيين، بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، قال فيها: "ما تعلمنا لا من مأساة فلسطين، ولا من مأساة سورية، ولا من مأساة العراق. فحيث ينقسم الداخل في الدول العربية، يتصاعد الخطر الخارجي، وتزداد المشكلات وتتعقد. ولست أدري بالفعل، لماذا استغرق الأمر سنتين ونصفا، حتى انتخبنا رئيسا، وتشكلت حكومة. لكننا نقف من جديد أمام مشكلات تبدأ ولا تنتهي. فحلولنا واتفاقاتنا موقتة وعارضة، وخلافاتنا دائمة ومستمرة. لقد قلنا دائما إنها حروب الآخرين على أرض لبنان". وتابع: "في أزمات السنوات الأخيرة، والأزمة الحالية، لست أرى أحدا خارجيا أو إن الخارج يقول لنا: ساعدوا أنفسكم لكي نتمكن من مساعدتكم! عندنا الآن أمران عاجلان: قانون الانتخابات، وهذه الإنذارات والتحذيرات بالعودة الممكنة للاضطراب إلى الجنوب الحبيب. وإلى هذين الأمرين الخطيرين، هناك الأزمة الاقتصادية، وهناك الأعباء المتضخمة للجوء السوري. لقد عدنا نسمع عن انشلال النظام! فما هو هذا النظام الذي لا يحل أي مشكلة للبلاد والمواطنين، وما هو النظام الذي يجلب المشكلات بدلا من مجابهتها. كنا نشكو من تعطيل منصب الرئاسة، فلا نريد أن نشكو من جديد من تعطل مجلس النواب أو الحكومة. لأنه ليس من حق فريق مهما بلغت أحقية مطالبه أن يعطل مؤسسة دستورية تهز النظام، وتزيد الأمور سوءا وضنكا وضياعا وانقساما". وأضاف: "إن كل خلاف جائز إلا في ثلاث قضايا: العيش المشترك، والمؤسسات الدستورية، والتلاعب بأمن الجنوب. نستطيع تحمل أي عبء إلا عبء زعزعة العيش المشترك. والذي أراه أن ما يقال عن التأهل الطائفي أو المذهبي، يخل بالدستور وبالعيش المشترك. وإنه لعار كبير على أي فريق سياسي التهديد بتعطيل البرلمان أو الحكومة بعد السنوات العجاف خلال الحرب الداخلية وبعدها. نحن نريد مؤسسات دستورية منتظمة. وحكومة عاملة. ومجلس نواب شغال بقانون انتخابات لا يخل بالعيش المشترك. وعندنا قاعدة فقهية تقول: (من ترك شيئا من أمور الشرع أحوجه الله إليه) . لقد تركنا الطائف والدستور، وها نحن محتاجون إلى كل مادة من مواده، لكي يبقى الوطن ويبقى النظام. وقد بلغنا القرار الدولي رقم 1701 بعد حرب إسرائيلية مدمرة. فلماذا هذه العنعنات وخلق الذرائع للعدو، ثم يقال: لكن إسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع، وأنا أقول: ونحن لا نحتاج إلى دماء وتهجير وتخريب، نقول بعدها إننا انتصرنا، وما دمنا قد انتصرنا على الأعداء ألف مرة، فالذي أريده أن ننتصر على أنفسنا ومطامحنا ومطامعنا ومكائدنا ولو مرة واحدة. عودوا يا إخوتي إلى الجهاد الأكبر، جهاد النفس، بعد أن طوفتم شرقا وغربا، ألم تسمعوا قول السيد المسيح لمارتا: تسألين عن أشياء كثيرة، والمطلوب واحد! المطلوب أن نتقي الله في أوطاننا وأرواحنا وأرزاقنا، وأطفالنا واستقرارنا وعيشنا المشترك". وأردف دريان: "لقد انعقد بدار الفتوى في الأيام القريبة الماضية، مؤتمر التقت فيه شخصيات دينية كبرى من مصر والأردن ولبنان، لتدارس تجارب وإمكانيات مؤسساتنا الدينية في نشر رسالة السلام والحوار. السلام الذي يخرج من الاضطراب الديني والسياسي. والحوار الذي يخرج من القطائع والخصومات والتعصب والتبعيات. والرسالتان، رسالتا السلام والحوار، تحتاجان إلى شراكات. فنحن لا نحاور أنفسنا، بل نتحدث إلى شركائنا في العيش الوطني، والعيش المشترك، ونتحدث إلى رفقاء الدين والثقافة والمصالح، وسائر الفئات بالداخل والخارج، حيث نشعر بالحاجة الإنسانية، والاحتياجات المصلحية. والهدف بلوغ تسوية صلبة من التعارف والاعتراف، والتفاهم والتشارك، وصنع الجديد المتقدم في حياتنا، وفي الجوار من حولنا. ما أشد حاجة العالم العربي إلى السلام الذي ما استطاعت أن تعطيه إياه أو تقدمه له لا المؤسسات الدينية ولا المؤسسات السياسية. كيف يمكن التصديق أننا - شعوبا وحكومات ومجتمعا دوليا - لا نستطيع إيقاف القتل والتهجير للأطفال والنساء وسائر فئات المدنيين، وأن دولا تدمر، وديموغرافيا يجري تبديلها. ونحن نشكو من الاستيطان الإسرائيلي، فممن وإلى من نشكو من الاستيطانات الحاصلة، ولمن يشكو ملايين الناس في سورية والعراق وليبيا واليمن، والذين فقدوا ديارهم، وأعزاءهم، وقد لا يرون أوطانهم مرة أخرى؟! وقال: "بمقتضى فهمنا لوحدة الدين ووحدة الدار، وحق العبادة لكل المؤمنين، نأبى أن يستأثر ببيت المقدس، وأن تتهدد قدسيتها ويتهدد سلامها". وختم: "أيها العرب، أيها المسلمون، أيها المسيحيون: لن نقبل أن تضيع الصهيونية انتماء فلسطين وهويتها ومعناها، بالتهجير للعرب، مسلمين ومسيحيين، وبالتهويد القسري، وبالمستوطنات المفترسة. وقد تقدم العرب ومنذ العام 2002 بخطة للسلام، هي الحد الأدنى الذي يمكن قبوله. وما عاد الصبر ممكنا على ما يصيب فلسطين والفلسطينيين، سجنا وتهجيرا وتقتيلا. ومع كل إدارة أميركية جديدة، تتصاعد آمال لا تلبث أن تتضاءل وتزول، ويبقى الاحتلال والإحلال والظلم. فلنعتمد على أنفسنا، ولنلحظ المعنى الكبير لفلسطين، والخطر الباقي والمتصاعد على البشر والحجر والانتماء والمستقبل".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك