Advertisement

مقالات لبنان24

"الإرهاب الداعشي" الناخب الأكبر لمارين لوبان!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
24-04-2017 | 01:47
A-
A+
Doc-P-302189-6367055339108420871280x960.jpg
Doc-P-302189-6367055339108420871280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في الوقت الذي أجتازت فرنسا قطوع الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية بسلام، على رغم حادث "الشانزليزيه"، لا يزال لبنان يفتش عن قانون في ما تبقّى من وقت قبل بلوغه منتصف ايار. وعلى رغم أن تصدّر ايمانويل ماكرون لم يكن مفاجئًا لكثيرين فإن تأهل مارين لوبان شكّل صدمة للمعتدلين سواء في اليمين أو في اليسار، إلاّ إن الديمقراطية تجّلت بأبهى وجوهها، وذلك من خلال الإقبال الكثيف نسبيًا على التصويت، في الداخل الفرنسي وما وراء البحار، مما يعني أن إرادة الشعوب قادرة على التغيير، أيًّا تكن خياراتها، والتي تعبّر بحرية عبر صناديق الإقتراع عما تراه مناسبًا لوضعيتها ولمستقبل بلادها، بغضّ النظر عن توجهات كل من المرشحين المتنافسين، اللذين سينتقلان إلى الجولة الحاسمة في 7 أيار المقبل، وهما سيستفيدان من نقاط ضعف كل منهما في محاولة للتأثير على الناخب الفرنسي، وبالأخص على الفئة المتردّدة، والتي تشكّل أصواتها نسبة من شأنها أن تغّير المعادلات في نسبة الأصوات لمصلحة ماكرون أو لوبان. فلكل منهما آراءه التي يحاول من خلالها إقناع أوسع شريحة من الناخبين الفرنسيين للتصويت لمصلحته، وهي آراء باتت معروفة، بعدما أعلن كل منهما الطريقة التي سيحكم بها فرنسا للفترة الرئاسية المقبلة، علمًا أن كل من ماكرون ولوبان يقفان على حافة التناقضات في توجهاتهما السياسية، مع إختلاف واضح في الرؤية، خصوصًا في ما يتعلق بالقضايا الحساسة التي تؤثر على مستقبل فرنسا في شكل مباشر. وفي رأي بعض المتابعين أن لوبان التي تحمل لواء "تطهير" فرنسا إستفادت من المناخ السائد في العالم نتيجة ما يعانيه الغرب من "الإرهاب الداعشي" وما يشكّله من خطر محدق لتحتل بذلك المرتبة الثانية في سباقها إلى الإليزيه، وهي ستحاول تجييش الرأي العام الفرنسي لتأليبه على كل ما له علاقة بهذا الإرهاب، من قريب أو من بعيد، رافعة شعار "فرنسا للفرنسيين"، وهي بذلك تلتقي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياسته الخارجية، وبالأخصّ في منطقة الشرق الأوسط. هذا في المضمون، أما في الشكل فإن إعلان النتائج لم يستغرق ساعات، كما هي الحال في لبنان، بل جاء بعد ساعة تقريبًا من فرز الأصوات، مع الفارق الكبير في أعداد الناخبين بين لبنان وفرنسا، إضافة إلى أن الفرنسيين المنتشرين في الخارج كانت لهم كلمتهم، على عكس ما هو حاصل بالنسبة إلى اللبنانيين المغتربين، الذين يُحرمون من حقّ المشاركة في الحياة السياسية لبلادهم ويمنعون من الإدلاء بأصواتهم وإختيار مرشحيهم إلى الندوة البرلمانية، في حال قُدّر أن تجري هذه الإنتخابات في مواعيده ولم يصر إلى تمديد الولاية لمرّة ثالثة. في المختصر فإن صورة المرشحة الرئاسية مارين لوبان يوم زارت لبنان ورفضت من على باب دار الفتوى أن ترتدي منديلًا على رأسها قبل لقائها مفتي الجمهورية اللبنانية، ماثلة للعيان، وهي التي يمكن أن تترأس الدولة التي لا تزال بالنسبة إلى عدد كبير من اللبنانيين "الأم الحنون".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك