Advertisement

لبنان

الأرمن.. شعبٌ لا ينسى!

Lebanon 24
24-04-2017 | 04:15
A-
A+
Doc-P-302210-6367055339292997641280x960.jpg
Doc-P-302210-6367055339292997641280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
مرّ قرنَ من الزمن على المجازر الأرمنية، ولا يزال الأرمن في كل أنحاء العالم يُحييون الذكرى في 24 نيسان من كل عام.. لم يبق أي شاهد حيّ على تلك المجازر، لكن الذاكرة الجماعية للأرمن تختزن كل فصول الإبادة بحقّهم التي نفّذتها السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، يتذكرون وكأنهم شهود عيان على ما جرى، يشدّون العصب الأرمني في كل بقاع العالم، ويُعلنون الحنين إلى الوطن الأم أرمينيا بعد إستقلالها، يُبدون الإستعداد والإندفاع للدفاع عنها ضد أي عدوان يمكن أن تتعرّض له دولتهم الناشئة. المجازر التي حصلت بحق الأرمن بين 1915 و1917 لم تكن الأولى، إذ تعرض الأرمن، رعايا السلطنة العثمانية، لإضطهاد وقتل وتشريد قبل ذلك التاريخ. فبين عامي 1894 و1896، وعلى أثر مطالبة المثقفين الأرمن بالإصلاحات، أعدم السلطان الأحمر أكثر من 80 ألف من الأرمن. وفي العام 1909 هوجمت أكثر من 200 قرية أرمنية، وقتل من أبنائها نحواً من 30 ألف. أما لماذا إختار الأرمن تاريخ 24 نيسان لإحياء ذكرى الإبادة، فلأنه في هذا التاريخ من العام 1915 أعدمت السلطات العثمانية 250 من نخبة الأكاديميين ورجال الدين والقضاء ووجوه معروفة في المجتمع الأرمني. والأرمن في لبنان، إسوة بكل أبناء جلدتهم في أي دولة في العالم، تشدّهم أواصر العرق واللغة والدين. لكنهم إندمجوا في المجتمع اللبناني، إختلطوا بمواطنيهم اللبنانيين، دخلوا عالم السياسة اللبنانية، ألّفوا الأحزاب : الطاشناق والهانشاك والرامغافار، ودخلوا الندوة البرلمانية ( سبعة نواب من اصل 128) والحكومة ومؤسسات الدولة والأسلاك العسكرية..، بإختصار إنسجم الأرمن الوافدون، الهاربون من المجازر مع المجتمع اللبناني، من دون أن يشكلوا عقبة عرقية أو لغوية أو دينية أو قومية. لكن الأرمن في الوقت ذاته، حافظوا على لغتهم الأم (الأرمنية)، وعلى تقاليدهم وطقوسهم وتاريخهم، فأنشأوا لذلك مؤسساتهم ومدارسهم وجامعاتهم وكنائسهم التي تحافظ على هويتهم وأدبياتهم، ويشكلون وحدة دينية مستقلة، إذ في الطائفة الأرمنية هرمية كنسية متماسكة . يقطن البطريرك الأرمني الأرثوذكسي تقليدياً في دمشق، كذلك البطريرك الكاثوليكي (الأكثرية الساحقة من الأرمن هم أرثوذكس). في دير سيدة بزمّار للأرمن الكاثوليك (كسروان) اقدم مكتبة في الشرق تضم مخطوطات لاهوتية وأدبية ثمينة ونادرة حافظ عليها الرهبان خلال خمسة قرون على رغم الإضطهاد والخوف وصعوبة الحياة. يسكن الأرمن في لبنان في مناطق شبه حصرية لهم كبرج حمود في المتن، وعنجر في البقاع، وأحياء في طرابلس وأنطلياس وبيروت وغيرها، وهذا لا يعني أنهم يشكلون غيتوات، بل إنهم ينتقلون أغلب الأحيان إلى العيش خارج الأحياء التي تضم في غالبيتها أرمنا. حافظوا على تراثهم كي لا يندثر، فهم يعزفون الموسيقى الأرمنية، وينشدون الأغاني الأرمنية والشعر الأرمني، ويردّدون النشيد الوطني الأرمني في مدارسهم، ويعلمون اللغة الأرمنية ويحرصون على التكلم بها، كذلك يحفظون جغرافية أرمينيا ولو لم يكن أغلبهم قد زارها من قبل.لا يغفلون مناسبة إلا ويستغلونها للمطالبة بالإعتراف من قبل تركيا بالمجازر، لهذه الغاية إقتحموا المحافل الدولية، في أوروبا وأميركا والأمم المتحدة حتى أنهم إنتزعوا موافقة الإتحاد الأوروبي على الإعتراف بالإبادة ومطالبة تركيا، وريثة السلطنة العثمانية، بالإعتراف والتعويض. وقد نجحوا إلى حد مقبول في حمل أكثر من 20 دولة و43 ولاية أميركية على الإعتراف بالإبادة الأرمنية، كذلك أقرّت في العام 2000، 200 شخصية اكاديمية مرموقة من مختلف دول العالم، الإبادة بحقّ الأرمن. والأرمن يقاطعون تركيا ثقافياً وإقتصادياً وسياحياً، يرفضون شراء البضائع التركية التي تغزو الأسواق. اللبنانية، ويحضّون معارفهم وأصدقاءهم على مشاركتهم المقاطعة. بإختصار: الأرمن شعب شجاع مناضل، وفيَّ لتاريخه، أمين لشهدائه الذين يكرّمهم في كل مناسبة . يحافظ على خصوصياته وعاداته وتقاليده ولغته، وفي الوقت عينه، يندمج في المجتمع المضيف ويشاركه همومه وتطلّعاته. إنهم شعبَ لا ينسى..
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك