ردّ عنصري على حادثة "ملك الطاووق".. "كلّ الحق عالطليان"!

يتذكر الجميع حادثة التسمم التي حصلت في ذوق مصبح منذ مدة، وذهب ضحيتها شاب سوري واثنين من اصدقائه خضعا للمعالجة في المستشفى، واتهم ناشطون حينها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مطعم "ملك الطاووق" ببيع وجبات غذائية فاسدة، على اعتبار أن الوجبة الاخيرة التي تناولها هؤلاء كانت من عنده. وبعد تحقيق أجرته القوى الأمنية في الحادثة، تمّ اغلاق فرع "ملك الطاووق" في المحلة، علماً أنه من النادر أن تؤدي حالة التسمم الغذائي الى الوفاة. ردود الفعل على الحادثة تنوّعت عبر "السوشيل ميديا"، وكان منها ما هو غير اخلاقي، حيث كتب بعضهم : "ملك الطاووق تغيّر اسمو وصار ملك الموت… هيدي آخرت يلي بوظف اجانب…. كل الموظفين عندو مصريين وسوريين وبنغلادش…". يشكّل هذا الكلام، قمة في الجهل والعنصرية. غالبية المحال والمطاعم في لبنان، توظّف عمالاً أجانب، لأسباب عدة، ولكن ربط نظافة المكان مع جنسية العامل، يعتبر قمة في التمييز العنصري، أقل ما يقال فيه أنه تجاهل للحقيقة. فالمشكلة الاساسية في سلامة الغذاء، تقع على عاتق المستوردين، وغالبيتهم من اللبنانيين. واذا اتبعت الشركات اللبنانية كلها شروط سلامة الغذاء، لن يعود مهماً إن كان العمال من الاجانب او اللبنانيين!. يذكرني هذا الحدث، بوزير الطاقة الذي عزا عدم تزويد لبنان بالطاقة الكهربائية 24/7 ، الى العدد الكبير للنازحين السوريين، بينما الفساد المنتشر والصفقات والمحسوبيات تعدّ اسباباً رئيسية في ذلك، بالإضافة الى عدم قدرة المواطنين على محاسبة المسؤولين بسبب عدم اجراء الانتخابات النيابية لمدة 9 سنوات. كما أود ان استذكر، قصة اخرى تتلخص في أن أحد أصحاب قطعان الماشية، قام بتعليق أجراس في رقاب "الطليان" في قطيعه، حتى لا تخرج عن القطيع وتضيع، وكلّف راعياً بأخذها إلى المرعى. وفي أحد الأيام استغرق الراعي في النوم، فأكل الذئب احد الحملان، وعندما لامه صاحب القطيع على ذلك قال: "إن السبب هو الأجراس المعلقة في رقاب الطليان، لأن صوتها لفت النظر!". كللّو الحق على الحملان الطليان..