Advertisement

مقالات لبنان24

أيها اللبنانيون إبقوا في منازلكم... إن لم!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
26-04-2017 | 03:20
A-
A+
Doc-P-303210-6367055346083801451280x960.jpg
Doc-P-303210-6367055346083801451280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بكل بساطة وبكل وضوح نقولها بالفم الملأن،وضميرنا مرتاح مئة في المئة: أيها اللبنانيون لا تذهبوا إلى أشغالكم وأبقوا قابعين في منازلكم لمتابعة أحوال الطرق، المقطوع منها والمزدحم إلى حدّ الإختناق، وذلك إراحة لأعصابكم لأن ما فينا مكفينا. فمع كل طلعة شمس نستفيق على خبر من هنا وفلاش من هناك عن قطع طريق من قبل بعض المعترضين على إجحاف يطاولهم وينتقص من حقوقهم المشروعة، وكأن هذه الطرقات أصبحت المتنفس الوحيد والوسيلة المتاحة اليتيمة لأسماع صوت الذين لا صوت لهم، بعدما غابت الصحيفة التي كانت ترفع هذا الشعار. هكذا، وبكل بساطة يُحاصر المواطنون على طرقات العذاب لساعات طويلة حتى تتدخل القوى الأمنية لإعادة فتحها، بعد أن يكون قد طفح كيل الصابرين والقابعين في سياراتهم، ومن بينهم من يقصد المستشفى للمعالجة، وقد لا تسمح لهم حالهم الحرجة بالإنتظار، ومنهم من ينوي السفر، ومنهم من كبار السنّ ممن لا يستطيع المكوث طويلًا من دون قضاء حاجته، فضلًا عن الذين سيواجهون ربّ عمل لا يرحم، وهو المسموح له أن يتأخر عن عمله من دون أن يحاسبه أو يوبخه أحد. كل هذا يحصل في بلد ممنوع على ناسه أن يمارسوا حقّهم الطبيعي في إختيار من يجب أن يكون ممثلهم في السلطة التشريعية من خلال صندوقة الإقتراع، وفي يوم الحساب. كل هذا يحصل في شوارعنا التي اصبحت مرأبًا للآف السيارت، وهي المقدّر لها أن تستوعب أقل من عشرة في المئة من هذه الأعداد الآيلة إلى الإزدياد، لأن لا شيء في لبنان إسمه تخطيط لأبعد من الأنوف، وفي غياب الإرادة في تنظيم نقل مشترك لائق كما في سائر الدول المتحّضرة، والتي تحترم حكوماتها ناسها وتعمل من أجل مصلحتهم وليس من أجل أي مصلحة أخرى، وهي في الغالب بعيدة عن مصالح الناس بعدَ الشمس عن الأرض. كل هذا يحصل وحقوق العمال والموظفين والأجراء والمياومين مهدورة ومعلقة بسلسلة رتب ورواتب لم تبصر النور منذ ما يقارب الأربع سنوات، وهي لا تزال تدرس، وعلى الأرجح لن يطلع عليها صبح الأنفراج، هذا ما صار اللعب على الأحرف ورادًا في أجندات البعض. كل هذا يحصل والحكومة غائبة عن السمع وكأن لا شيء تغيّر، وكأن البلاد لا تزال في حال من الفراغ، وهي الساعية إلى إستعادة ثقة الناس، الذين بات اليأس يسكنهم من رأسهم حتى أقدامهم. كل هذا يحصل على شوارعنا المستباحة لكل أنواع الإغتصاب في وقت نواجه خطرًا يوميًا على أيدي إرهابيين يتحينون الفرص المؤاتية للإنقضاض، من دون أن يتمكّنوا حتى الآن من تحقيق حلمهم القديم بفضل رجال بواسل يقفون لهم بالمرصاد بشدّة وحزم، وهذا ما يعطي اللبنانيين بعضًا من أمل، وإن كان هذا الأمل في مكان آخر أصبح عملة نادرة. أيها اللبنانيون أبقوا في منازلكم إن لم تقرروا أن تتمردوا وتكسروا الخطوط الحمر، وما أكثرها في وطن نجوم الظهر.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك