باسيل و"حزب الله"... على عون حلّ الإشكالية

لا يزعج "حزب الله" تقارب "التيار الوطني الحرّ" مع "القوات اللبنانية" بقدر ما يزعجه التناغم مع تيار "المستقبل"، ويرى أن في هذا التقارب روابط مصلحية تتمتّن مع كل يوم مشترك في السلطة، خاصة في ظل التنسيق العالي المستوى بين رئيس التيار الوزير جبران باسيل والقيادي في "المستقبل" نادر الحريري. فـ"حزب الله" منزعج فعلاً من باسيل، على رغم معرفته المسبقة أن "التيار" لديه هامش كبير من التباين مع مواقفه، وهذا ما بدا في خلال أكثر من محطة سياسية. كان الحزب يظن أن تأييد الرئيس ميشال عون للمقاومة وإعطاءها غطاءً شرعياً لبنانياً يكفيه، أما باقي التفاصيل فليس لها أهمية.. لكن الأمر لم يكن كذلك. بدأ باسيل بالتحالف مع الحريري "حربه" ضدّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي على كل المستويات، لكنه لم يعرف أين هي الخطوط الحمر والتوازنات السياسية والطائفية، إذ إن عزل برّي عن دوائر ومؤسسات الدولة المدنية والأمنية الذي بدأ في الثانية، رأه الحزب إعادة الزمن إلى الوراء وعزلاً للطائفة الشيعية، وهذا ما لن يقبل به. كما سعى تحالف باسيل – الحريري سابقاً إلى الفراغ في المجلس النيابي، وهذا ما أبلغ "حزب الله" عون بأنه تجاوز لأكبر الخطوط الحمر، "فالمعركة مع برّي يجب الاّ تصيب الحزب وموقع إمتيازات الطائفة الشيعية في الدولة اللبنانية". من هنا ترى مصادر مطلعة أن تصويب العلاقة بين الحزب وباسيل يجب أن يرعاه عون الذي لا يزال حتى اللحظة ضمانة "حزب الله" الوطنية، في وجه ما يتعرض له من حملات، وما يمكن أن يواجهه في المستقبل، في ضوء التطورات الأخيرة والعقوبات الأميركية في حق عدد من أعضائه.