Advertisement

إقتصاد

سياحة الولادة.. هذه تكلفة الولادة في أميركا

Lebanon 24
24-05-2017 | 02:02
A-
A+
Doc-P-314929-6367055433118858381280x960.jpg
Doc-P-314929-6367055433118858381280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في الأول من تشرين الثاني الماضي 2016 وصلت المصرية هند أحمد إلى مدينة تامبا بولاية فلوريدا (جنوب شرقي الولايات المتحدة الأميركية)، بعدما حصلت على تأشيرة B1-B2 (تعني B1 زيارة عمل، بينما تشير B2 إلى القدوم من أجل السياحة). حددت هند في بطاقة الدخول سبب زيارتها لمدينة تامبا بأنه من أجل السياحة، غير أن هدفها الحقيقي من الزيارة كان إنجاب ابنها في الولايات المتحدة وحصوله على الجنسية الأميركية، إذ كانت حاملاً في شهرها السابع، لكن إفادتها بالقدوم من أجل السياحة دفعت ضابط الجوازات إلى الختم على B2 ومنح هند 6 أشهر حداً أقصى للبقاء في الولايات المتحدة. وتمنح الجنسية الأميركية لمن يولدون على الأراضي الأميركية، ماعدا أبناء الدبلوماسيين وفقاً لما جاء في المادة 1401 من الفصل الثالث من قانون ‏المواطنة والميلاد والذي نص على أن كل من يولد ‏في الولايات المتحدة ويخضع الى الاختصاص القضائي الأميركي فهو أميركي، فيما يحمل أبناء الدبلوماسيين المولودين في أميركا شهادة ميلاد أميركية فقط، وعندما يبلغ أبناؤهم 18 عاماً يمكنهم التقدم للحصول على الجنسية الأميركية إذ لا يخضعون للاختصاص القضائي الأميركي. وشجع قانون المواطنة والميلاد العديد من مواطني الدول الأخرى ومن بينهم العرب، على القدوم في ما بات يعرف بـ"سياحة الولادة" في أميركا حتى يستفيد أبناؤهم من مزايا الجنسية الأميركية، والتي لخصها ياسر هلال، المحامي المتخصص في قضايا الهجرة في مدينة نيويورك، بقوله في إفادة خاصة لـ"العربي الجديد"، بالاستفادة من ‏مجانية التعليم، والإقامة في أميركا حيث فرص العمل والمعيشة أفضل من معظم بلدان العالم، وبالطبع إمكانية العمل في المؤسسات الحكومية، والحصول على قروض للتعليم الجامعي أو للأعمال الخاصة، بالإضافة إلى قدرة المواطن على إحضار أبويه وأبنائه وزوجته وإخوته للعيش في أميركا والسفر إلى العديد من الدول من دون الحصول على تأشيرة، وحق الانتخاب والترشح، والحماية للرعايا الأميركيين ‏عندما تواجهم مشكلة في بلدان أخرى. ولم تتناول المحكمة العليا الأميركية قضية تجنيس المواليد غير مرة واحدة، إذ حكمت في عام 1898 بأن الجنسية حق للأطفال المولودين في الولايات المتحدة لأبناء المهاجرين القانونيين الذين لم يصبحوا مواطنين بعد. نيويورك قبلة الراغبات بالوضع في أميركا بعدما بلغ جنينها شهره الثامن، وصلت يمنى خالد زوجة الطيار فؤاد محمد إلى نيويورك، بعد اتفاق زوجها مع طبيب نساء وولادة عربي لاستخراج بطاقة التأمين الحكومي، فيما رتب الزوج إقامة زوجته في شقة مفروشة في حي بروكلين النيويوركي المكتظ بالعرب، حتى وضعت مولودتها التي تكبدت وزوجها معاناة مادية كبيرة في سبيل ‏حصول المولودة على الجنسية الأميركية.وبحسب ما رصده القانوني ياسر هلال، فإن النساء العربيات يفضلن القدوم إلى نيويورك التي توجد خطوط طيران مباشر إلى مطارها "JFK" من العديد من العواصم العربية، بالإضافة إلى سهولة الحصول على التأمين الصحي فيها، والذي يغطي 100% من تكاليف الرعاية الصحية، ‏بالإضافة إلى إمكانية قبوله في جميع المستشفيات الأميركية، وتصل تكاليف الولادة الطبيعية في نيويورك إلى 8 آلاف دولار، فيما تبلغ 15 ألف دولار في حالة إجراء عملية ولادة قيصرية للأم الحامل، وتعد مشافي بروكلين وبرونكس وبلفيو وسانت جوزيف وجبل سيناء من أهم المرافق الصحية التي تلد فيها النساء العربيات، كما يقول هلال. ويرجع المحامي المختص في قضايا الهجرة تزايد عدد القادمات من الدول العربية للوضع في أميركا إلى عدم الاستقرار السياسي وقلة الفرص الاقتصادية ما دفع الكثيرين للتفكير في بدائل ‏للإقامة لهم ولأبنائهم في المستقبل، لكن المحامي هلال يتوقع أن يحدث ‏تعديل في قوانين الجنسية بالميلاد قريباً، خصوصاً مع حالة عداء إدارة دونالد ترامب للأجانب. التأمين الصحي للإعفاء من دفع التكاليف على الرغم من أن هند من عائلة ثرية في القاهرة وتستطيع تحمّل تكاليف الولادة، إلا أنها سرعان ما تقدمت بطلب للحصول على الضمان الصحي الحكومي والمسمي (Medicaid)‏ والذي يمنح مجاناً للمشردين والفقراء والأطفال والمعاقين الموجودين في الأراضي الأميركية، بذريعة أن زوجها لا يعولها، حتى لا تدفع نفقات ما قبل الولادة وما بعدها والتي تبلغ خمسة آلاف دولار للولادة العادية في مستشفى سانت جوزيف للسيدات بمدينة تامبا، فيما تصل إلى سبعة آلاف دولار للولادة القيصرية في ذات المشفى الذي زاره زوجها أحمد صفوت قبل شهرين لوضع ترتيبات عملية الولادة. وفي 4 كانون الأول الماضي وصل المهندس أحمد ‏صفوت بتأشيرة سياحة (B2) على رحله لوفتهانزا رقم (482 LH) حتى يكون إلى جانب زوجته هند أثناء الولادة، إلا أن بياناته ‏التي سبق أن قدمتها الزوجة في طلب التأمين الصحي ظهرت أمام ضابط الهجرة في المطار أثناء استكمال إجراءات دخوله إلى أميركا، وخضع للتحقيق والاستجواب لمدة 24 ساعة بعد أن تبين تناقض كلامه مع ما دونته الزوجة في طلب التأمين بأنه لا يعولها، خصوصاً بعدما تحدث إليها بالهاتف، كما لم يقتنع محقق المطار بأن زيارة أحمد الثانية في خلال شهرين كانت بغرض السياحة في المدينة نفسها خلال فترة قصيرة، وبعد انتهاء التحقيقات تم القبض على المهندس صفوت وترحليه إلى فرانكفورت في اليوم التالي من مطار أورلاندو على رحلة (LH 465). ويكفي أن تذكر السيدة الحامل في طلبها للحصول على التأمين بأن زوجها تركها ولا يعولها وأنه ليس لها مصدر دخل، وإن شهد بذلك شخص ممن تسكن معهم حتى تحصل على تأمين عاجل من البلدية إلى حين انتهاء إجراءات التأمين المقدم من الحكومة الفيدرالية وفق ما ذكرته لـ"العربي الجديد" الطبيبة في مستشفى بلفيو (bellevue hospital) في مدينه نيويورك ميلوني ابراهام. ويمكن للحامل التقدم بطلب صرف مبلغ مالي عاجل لشراء الطعام والشراب، لتمنح بطاقة بنكية تجدد تلقائيا في كل شهر بقيمة 300 دولار، وتقدم الحكومة أيضا خدمة المواصلات المجانية (logistic care) للذهاب إلى المشافي لكل من يحتاجها ممن يشملهم التأمين ‏الحكومي، بغض النظر عن قانونية وجود الشخص في الولايات المتحدة، وتؤكد ميلوني أن أعداد السيدات الشرق أوسطيات القادمات للولادة تزايد في السنوات الخمس الأخيرة، إذ لاحظت خلال عملها في المستشفى عشرات الحالات من القادمات من أجل سياحة الولادة في أميركا. وعقب الولادة يدخل الطفل تلقائياً في نظام الرعاية الصحي الحكومي، فيما يسقط التأمين الحكومي عن السيدة الحامل بمجرد أن تضع وليدها، وتضيف الدكتورة ميلوني بأن هناك مكتباً في كل مستشفى لمساعدة الحامل في إجراءات الحصول على التأمين الصحي والمعونات المالية التي تقدمها الحكومة أو الجهات الخيرية المنتشرة في أنحاء أميركا. وفي حال عدم الموافقة على طلب التأمين، وهو أمر نادر الحدوث، بحسب ما تؤكده ميلوني، فإن المستشفى تقدم نفس الرعاية وترسل فواتير المستشفى للعنوان المسجل لديها، وهو ما يحدث مع المقيمين بصورة غير قانونية، لكن ينتهي الأمر بإدراج فواتير بملايين الدولارات كديون معدومة في كل عام بحسب ميلوني والطبيب في طوارئ مستشفى لوثرن في نيويورك أيفن أمنزاي والذي رصد 60 حالة خلال مناوباته من اللاتينيات والعرب القادمات من أجل سياحة الولادة. (العربي الجديد)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك