Advertisement

مقالات لبنان24

في ذكرى التحرير... متى يكون التحرير الداخلي؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
25-05-2017 | 02:07
A-
A+
Doc-P-315420-6367055436418918991280x960.jpg
Doc-P-315420-6367055436418918991280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يحتفل لبنان اليوم بالذكرى السابعة عشرة لتحرير الجنوب من الإحتلال الإسرائيلي، يوم خرج آخر جندي إسرائيلي من لبنان وأقفل وراءه مرحلة من أشدّ المراحل قساواة وإذلالًا وإغتصابًا للسيادة اللبنانية. وعلى رغم أن الإسرائيليين خرجوا من لبنان منذ سبعة عشر عامًا، إلاّ أنهم لا يزالون يخترقون السيادة اللبنانية كل يوم، جوًّا وبحرًا، في شكل سافر، مع إستمرار تهديداته بمعاودة فتح الجبهة الجنوبية، من خلال التصريحات التي يدلي بها في شكل يومي قادة العدو، مما يفتح الوضع الجنوبي أمام إحتمالات التفجير، مع ما يعنيه ذلك من إستنفار دائم وجاهز من قبل "حزب الله"، الذي يعلن بدوره عن إستعداده لتلقين العدو دروسًا لن ينساها، معيدًا إلى الأذهان مشاهد من حر ب تموز، التي كشفت هشاشة "الجيش الذي لا يُقهر". وفي موازاة هذه الإحتفالية، وفي ظل إستمرار التهديدات الإسرائيلية بإعادة لبنان إلى "العصر الحجري"، يبدو الوضع الداخلي المربك والمثقل بكّم هائل من الملفات العالقة في خرم الإبرة، على غير المستوى المطلوب لما يجري في المنطقة، إذ تظهر المشاكل الداخلية "تافهة"، قياسًا إلى حجم التهديدات الإسرائيلية من جهة البوابة الجنوبية والتهديدات الإرهابية من جهة البوابة الشرقية وفي الداخل. ففي وقت لا يزال الجدل مركّزًا على جنس القانون العتيد للإنتخابات تبدو التطورات في المنطقة، وبالأخصّ بعد زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة وما حملته من عناوين لافتة، أسرع من وتيرة التفتيش عن الظهر الإنتخابي في عزّ النهار، من دون أن تلوح في الأفق بوادر حلحلة تتماشى مع "ريتم" التطورات في المنطقة، مما يجّنب لبنان الدخول في سياسة المحاور، وهذا ما حاول القيام به الوفد اللبناني من خلال لعبة "الغميضة" التي مارسها في الرياض وفي طائرة العودة. وعلى رغم معرفة جميع الأطراف اللبنانية بخطورة الوضع في المنطقة ومدى إحتمال تأثيراته على الداخل اللبناني، وهذا ما حاول التنبيه إليه الرئيس نبيه بري أكثر من مرّة، فإن ما يصدر عن أغلبيتهم من مواقف تتعلق بمسألة بديهية وبسيطة في حال تمّ تحييد المصالح الذاتية عن المصلحة العامة، والخروج من عقدة نائب بالناقص ونائب بالزايد، والدخول في مرحلة التصفيات النهائية قبل أن يضطّر الحَكَم المجهول الهوية لإستخدام صفارته وأوراقه الحمر، بعدما استنفدت كل الأوراق الصفر. وقد يكون السؤال عن التحرير النهائي بمعناه اللبناني الداخلي فيه شيء من البراءة والسذاجة السياسية، إلاّ أن من لا يزال يؤمن بأن إمكانية التوافق الداخلي، سواء على قانون جديد للإنتخابات أو على غيره من الملفات غير المتفق عليها والعالقة عند اسوار الشخصانية المتسترة بالطائفية، يصّرون على إنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى من "عفش" البيت الداخلي، قبل أن تلتهمه نيران "الجيران".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك