Advertisement

مقالات لبنان24

نيران إيرانية تلسع قطر؟!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
26-05-2017 | 01:02
A-
A+
Doc-P-315807-6367055439461532991280x960.jpg
Doc-P-315807-6367055439461532991280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بغض النظر عمّا رافق قمة الرياض من قراءات وتحليلات إلا أنها ولا شك، وضعت لبنة جديدة سياسية واقتصادية وأمنية لواشنطن في منطقة الشرق الاوسط، مدججة بحصانة سعودية عربية إسلامية، وان في الشكل، سيما بعدما استطاعت بعض الدول المشاركة فيها ومن بينها لبنان التملص من الالتزام ببيانها الختامي بعد أن اسعفت وفده وعلى عجل، طائرة العودة فأتى التملص معذورا بالتزام لبنان بسياسة النأي بالنفس وببيانه الوزاري. ولكن الدخول الاميركي الآمن هذا الى المنطقة لا يعني على الاطلاق انه سيبقى بعيدا عن الاهتزاز او التوتر خاصة وانه أتى وفي جدول أعماله فتح جولة مواجهة جدية مع طهران وذلك من على منبر خصمها اللدود المملكة العربية السعودية، راسماً في المنطقة حدود حلبة هذا الصراع، مستعيدا دور المدرب الذي يوجه لاعبه ويدفعه للانقضاض على خصمه وتحمل الضربات في حين يبقى هو بعيدا عن اية ضربات. الا ان هذه المواجهة لن تكون من طرف واحد وانما يبدو انه سيقابلها مواجهات من نوع آخر وبطريقة غير مباشرة، وربما ما تبع بيان قمة الرياض الختامي من تسريبات لتصريحات صدرت عن أمير قطر "تميم بن حمد" والتي تناول فيها الاتفاقيات العسكرية التي عقدتها المملكة مع الولايات المتحدة الاميركية بالسخرية يحمل دلالات عدة، حيث دعا الاخير الى ضرورة الاهتمام بالتنمية ومعالجة الفقر بدلاً من المبالغة بصفقات الاسلحة التي تزيد من التوتر في المنطقة ولا تحقق الانماء والاستقرار لأي دولة تقوم بذلك، مضيفا بأن "قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أميركا وايران في وقت واحد نظرا لما تمثله ايران من ثقل اقليمي واسلامي لا يمكن تجاهله وليس من الحكمة التصعيد معها خاصة انها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها وهو ما تحرض عليه قطر من اجل استقرار الدول المجاورة". هذه التسريبات التي جرى نفيها بعد ساعات قليلة من نشرها عبر وكالة الانباء القطرية بذريعة تعرض موقعها الرسمي للاختراق، والردود السريعة التي تلتها والتي نَسبت الى سلطات في السعودية والامارات اعلانها حجب كافة المواقع الالكترونية القطرية، وما تبعها من تسريبات أخرى مقابلة نسبت لوزير الخارجية القطري عزم قطر على سحب سفرائها من السعودية ومصر والبحرين والامارات والكويت والتي جرى نفيها أيضا. كلها معطيات تؤكد على وجود أزمة ثقة بين الرياض بما تمثل والدوحة بشكل خاص، الامر الذي يشير الى ان نارا تحت الرماد مازالت جاثمة في بنيان مجلس التعاون الخليجي. ولكن ماذا عن صحة هذه التسريبات، وهل ستجد دوحة قطر مرتعاً مربحاً وآمنا لجذورها خارج الاستراتيجة الاميركية السعودية الجديدة في المنطقة؟ بالعودة الى بيانات النفي القطرية التي اعقبت نشر التسريبات، فانه لا شك انها جاءت خجولة ومفتقرة لأي موقف حازم وصارم يوضح بشكل لا لبس فيه موقف قطر من بيان القمة الاخير عبر التأكيد على الالتزام بمضمونه ومناصرة الرياض في موقفها في مواجهة ايران وحلفائها في المنطقة، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، لم يخرج مضمون التسريبات الاخيرة عن سياق تصريحات سبق وصدرت على لسان وزير خارجية قطر قبيل انطلاق قمة الرياض والتي اعتبر فيها ان "العلاقة الايجابية مع ايران واجبة واختلاف الرأي مع دول الخليح صحي لاثراء النقاش"، مضيفا بان "ايران جارة ويجب ان يتم التعامل معها باحترام وان يتشاركون معها بعض الموارد". الامر الذي يؤشر الى ان سحب دخان بدأت تتصاعد في أفق مسيرة العلاقة الاميركية-السعودية وذلك بنيران ايرانية، وان كانت حتى اللحظة لطيفة، الا انها مفتاحها مازال بيد اللاعب القطري الذي يبحث عن الفرصة التي تعيده الى موقع اللعب من جديد من مقاعد الصفوف الامامية وليس من مقاعد الاحتياط. خاصة وأن تصريحات أميركية اخيرة غير مطمئنة طالت مسامعه، تناولت امكانية ان تنقل الولايات المتحدة الاميركية قاعدتها في قطر الى بلد آخر وذلك اذا لم تغيرالاخيرة تصرفاتها الداعمة لجماعات متشددة على حد تعبير رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي. امام هذا الواقع، يبدو اللاعب الايراني مستعداً لفتح ورقة جديدة في مسار نتائج قمة الرياض من خلال اللاعب القطري متكلا على حقل الغاز المشترك بينهما في مياه الخليج العربي وتطوير العلاقات الاقتصادية واستنهاض الاتفاقية الامنية العسكرية التي وقعها البلدان في شهر تشرين الاول من العام 2015. لاشك ان الالتفاف الايراني لن يكون بعيدا عن دعم وتشجيع روسي، والذي من المتوقع ان يشهد تطورا كبيرا خاصة مع زيارة وزير خارجية قطر الى موسكو للقاء نظيره الروسي وما سيرتبه هذا اللقاء من خطوات متلاحقة، من ضمنها ما حكي عن عقد قمة قطرية- ايراني- روسية خلال الاشهر المقبلة، التي لاشك انها لن تكون طريقها معبدة بدون اغراءات كبيرة قادرة على الدفع باللاعب القطري للاصطفاف في المحور المقابل للمحور الاميركي- السعودي. (ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك