Advertisement

مقالات لبنان24

عن جرائم القتل والذبح.. كيف نعيد السكينة للمجتمع؟

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
26-05-2017 | 02:10
A-
A+
Doc-P-315840-6367055439856911681280x960.jpg
Doc-P-315840-6367055439856911681280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ثمة شيء يحصل في المجتمع، يعكس خللاً عميقاً يتجاوز في ردة الفعل المطلوبة ثنائية الاستنكار أو التعاطف. في جردة سريعة، استفاقت مدينة صور أمس على جريمة مروعة، رجل يقتل زوجته وابنته الشابة وينتحر بعد ذلك بساعات. قبل ذلك بأيام، وفي المدينة عينها رجل يذبح زوجته ويفرّ. وفي بلدة هادئة، عاملة منزلية تطعن مخدومتها الحامل 36 طعنة.. وتذبح نفسها أما عيون المتفرجين وتموت غريبة في بلاد أتتها طلباً للرزق! أيضاً وأيضاً، قبل أسبوعين شاب متهور يقتل شابين بسبب كوب "نسكافيه"، وآخر يقتل شابة جامعية بسبب خلاف على أفضلية مرور، وبالتوازي تحصل 3 عمليات انتحار في بلدة واحدة، و6 عمليات محاولة انتحار في منطقة أخرى؟! لا تخلو المجتمعات، مهما كانت مستوى رفاهيتها أو تخلفها الاجتماعي والاقتصادي من حصول الجرائم على أنواعها، لكن الخطورة في ما ذكر أنه عينة حصلت في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الشهر في بلد يعتبر صغيراً وفق المقاييس المعتبرة لمؤشرات حصول الجرائم قياساً على عدد السكان ولا يعاني حرباً أهلية، وبالتالي يعكس خللاً اجتماعياً أولاً، ثم نفسياً سلوكياً عند مرتكب الجريمة نفسه ثانياً. لماذا ترتكب الجرائم، ولماذا ارتفع مؤشرها بشكل كبير، من هو المجرم الكامن، وهل للأمر علاقة بالإدمان أو اليأس أو التهميش، ما هو دور الوزارت المعنية والأجهزة الأمنية، أو المؤسسات الدينية؟ في الغالب لا تقيم أنظمتنا أي اعتبار للأمن الاجتماعي، ولا تنتهج سياسات تعلي من قيمة الانسان. هي ترى في ذلك ترفاً لا تستحقه الشعوب، لكن ذلك لا يلغي مسؤولية التأمل الدقيق والتحليل العلمي من قبل الجهات المعنية أولاً من وزارات وأجهزة أمنية، ثم من القطاعات المدنية والدينية والخبراء، بأسباب ما يجري، فالأمر خطير ويحتاج نقاشاً علمياً وصحياً ونفسياً واجتماعياً للوصول إلى خلاصات يجري تحويلها إلى برامج وسياسات عامة تعيد للمجتمع أمنه العميق المفقود. لا يصلح التنكر لهذه المسؤوليات بادّعاء الانشغال بأمور هي من نوع البحث في جنس الملائكة. لا يجوز لحكومة أن تفشل في كل شيء، من أزمة النفايات وصولاً إلى قانون الانتخاب، فيما أخبار الصفقات والسمسرات تتواتر هنا وهناك. لسنين عديدة، عاشت مجتمعاتنا مستقرة متفائلة ومتماسكة، رغم التعثرات الاقتصادية والأزمات الحياتية وضيق الأحوال، حتى في فترات الحرب، حافظ المجتمع على تماسكه وتقاليده وقيمه الروحية، وبعد مضي عقود على الانتهاء النظري للحرب تعود ظواهر استسهال الخروج على الانتظام، وتفشي السلاح، والتسرع بالقتل، واحتقار قيمة الانسان؟!! آن أوان استعادة السكينة للمجتمع، وترميم التشوهات التي طرأت على النسق الاجتماعي وعلائق الناس ببعضها، وأخلاقيات التعامل. حق الحياة وصيانة الأنفس والعقول قيم كبرى لا يجوز بأي حال انتهاكها أو التقليل من شأنها في أي مجتمع يريد الاستمرار والبقاء.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك