Advertisement

مقالات لبنان24

دماء غزيرة في المناطق اللبنانية، ما سببها؟!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
26-05-2017 | 11:44
A-
A+
Doc-P-316084-6367055441323416201280x960.jpg
Doc-P-316084-6367055441323416201280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يكاد لا يمرّ أسبوع على لبنان من دون أن يُسجّل وقوع جريمة واحدة على الأقلّ. لا حاجة ربّما في الإستعانة بأرقام الإحصاءات لتحسس هول الواقع، فما تحمله الأخبار اليوميّة عن جرائم من هنا واعتداءات عنفية من هناك، بات يُحتّم علينا التوّقف مليّاً أمام سيول الدماء السائلة في مختلف المناطق اللبنانية، علّنا نفهم المسببات ونجترح بعض الحلول. بحسب الطبيب والمعالج النفسي مرام الحكيم، فإنّ "الجريمة تتأثر بشكل عام بعوامل فردية وأخرى اجتماعية ومعيشية". يقرّ، في حديث لموقع "لبنان24" بأنّ "الضغوطات الإجتماعية في لبنان تتفاقم بشكل مطّرد، ونسبة الجرائم التي تقع هي، من دون شكّ، ملحوظة بالنسبة إلى هذا البلد الصغير". لا يسع الحكيم إلّا أنّ يشير بداية إلى "أزمة في التربية"، قد تكون مسبباً لزيادة الضغوطات على أفراد العائلة: "علينا ألا ننسى أنّ الضغوطات التي تركتها الحرب على الأهل قد تؤدّي إلى تربية غير سليمة، ما يغيّر في شخصية الطفل سلباً فيصبح سريع الغضب والإنفعال". هذا الأمر إضافةً إلى ما يعايشه الفرد في الفترة الراهنة من ضغوطات اجتماعية واقتصادية وتضخّم سكانيّ، قد يُفسّر وجود هذه الظواهر العنفية. علمياً، يمكن ملاحظة أربع فئات من الأشخاص الذين يقومون بجرائم، ومنها القتل. يشرح الحكيم: 1- يمكن أن يكون الشخص طبيعياً (أي أنّه لا يعاني من أيّ مرض نفسي أو ذهنيّ)، لكنّه يرتكب جريمة في ظروف معيّنة نتيجة كميّة كبيرة من الغضب. 2- يمكن أن يكون الشخص الطبيعي تحت تأثير الكحول والمنشطات التي تعمل على إفقاده الإدراك، ما يدفعه إلى القتل أو العنف. 3- يمكن أن يكون الشخص مصاباً بأمراض نفسية مثل القلق، النرجسية، اضطراب الشخصية، البارانويا... وهو في هذه الحال سريع الإنفعال والغضب، وقد تصل به الأمور في ظروف معيّنة إلى ارتكاب الجرائم. 4- يمكن أن يكون الشخص مصاباً بأمراض عقلية، وهي أمراض نفسية تصيب الدماغ، وفي هذه الحال يتوّهم المصاب بأنّ أحدهم يلاحقه أو يسمع أصواتاً غير موجودة في الحقيقة أو يظنّ بأن زوجته تخونه... بحسب الحكيم، فإنّ "المحرّك الذي يحضّ الشخص على القيام بسلوك عنفي أو القتل يختلف بين فئة وأخرى، فالأشخاص الذين لا يعانون من أمراض نفسية وذهنية وليسوا تحت تأثير الكحول أو المنشطات، يستلزمهم الكثير من الشعور بالغضب والإهانة قبل ارتكاب جريمة، علماً أنّ الظروف الإجتماعية تلعب في كلّ الأحوال دوراً هاماً في مفاقمة الحالة". ويشدد الحكيم على أنّه ليس بالضرورة أن تؤدّي هذه الحالات بالأشخاص إلى ارتكاب جرائم، فقد يكون أحدهم مصاباً بمرض نفسيّ أو ذهنيّ من دون أن يقتل. وعن حدّية الجريمة و"فظاعتها" وما إذا كانت تختلف بين فئة وأخرى، يشرح الحكيم أنّها مرتبطة بكميّة الغضب وطريقة تلقّف الإستفزاز والإهانة. وعليه، قد نرى أنّ أشخاصاً طبيعيين قد يلجأون إلى القتل بطريقة شنيعة وقويّة، وهذا مرّده، كما سبق وذكر، إلى "مخزون" الغضب. وقد يشعر المصاب بمرض ذهنيّ بخوف شديد نتيجة وهم يراوده عن وجود خطر محدق به، فيلجأ بدوره إلى ارتكاب جريمة شنيعة. ماذا عن "القاتل – المنتحر"؟ يشير الحكيم إلى أنّ ثمّة جرائم تُسمّى بـ"الجرائم المزودجة" (شخص يقتل عائلته ومن ثمّ ينتحر)، هي نتيجة إصابة "القاتل" باكتئاب شديد يدفعه إلى إنهاء حياته، لكنه "حماية لعائلته" وخوفاً عليها من ما تحمله الحياة، أو لعدم قدرته على الإبتعاد عنها، يقومم بقتل أفرادها. هذه الجرائم ليست ناتجة من كراهية أو سلوك عنفيّ، بحسب الطبيب النفسيّ. في المقابل، "يلجأ" الأشخاص إلى قتل أنفسهم فور ارتكابهم جرائمهم، إمّا نتيجة شعور بالذنب، أو نتيجة غضب كبير أو خوفاً من العواقب الآتية. أمّا أولئك الذين لا يقتلون وكأن شيئاً لم يكن، فهم إمّا مصابون بمرض ذهني أو بشخصية عديمة الضمير. هل من مؤشرات تظهر على الأشخاص - "مشاريع القتلة"؟ بحسب الطبيب والمعالج النفسي مرام الحكيم، لا يمكننا معرفة ذلك مع أشخاص غرباء، ولذلك لا بدّ من اتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن المشادات والخلافات. في المقابل، إذا كنا نعرف مسبقاً أنّ تاريخ "فلان" متصف بالسلوك العنفي، أو بأنه "قلبو طيّب لكن عصبيّ شوي"، فيجب أيضاً اتخاذ الإجراءات اللازمة، وعلى رأسها مساعدته على تلقي العلاج المناسب، وطبعاً عدم استفزازه أو إغضابه. إذاً، العوامل الفردية المتمثلة بالحالات النفسية للأفراد تلعب دوراً هاماً في حصول الجرائم. فماذا عن العوامل الإجتماعية؟ ما هي سبل الوقاية، وما علاقة الدولة بكلّ ذلك؟ يتبع...
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك