Advertisement

مقالات لبنان24

مراسم دفن "الستين".. من سيعلنها؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
27-05-2017 | 00:42
A-
A+
Doc-P-316234-6367055442271123911280x960.jpg
Doc-P-316234-6367055442271123911280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يبق من عمر المجلس النيابي المُمدّد له مرتين، من دون وجه حقّ، سوى أيام قليلة قبل أن تدخل البلاد مرة جديدة في التجربة المرّة للفراغ، ولكن هذه المرّة على مستوى السلطة التشريعية، التي لن تقبل أيًّا تكن الظروف بتغييب نفسها، خصوصًا أن الرئيس نبيه بري، وهو على رأس هذه السلطة، لن يسمح بسقوط شرعية المجلس، حتى ولو أضُطرّ الأمر إلى تمديد ثالث بغير مفهومه التقني، وهو ما يعارضه رئيس الجمهورية ومعه "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب"، أي الأحزاب المسيحية الأساسية، مما يعني أن البلاد، في هذه الحال، وهي مستبعدة، ستكون على موعد مع مشكلة جديدة كانت قائمة قبل تعليق عمل المجلس لشهر بالتمام والكمال، مع ما يحمله هذا الإحتمال من مفاجآت غير سارّة، يتوقع البعض أن تُترجم في الشارع، الذي يقابله شارع آخر. ولأن هامش المناورة أصبح ضيّقًا، بعد إستحالة توافق الأطراف السياسية على قانون جديد غير القانون النافذ، وهم الذين لم يتوافقوا على مدى سنوات، في ضوء تمسك كل فريق بما يراه مناسبًا لوضعيته التمثيلية، مما يعني أن هناك إستحالة في التوصل إلى قواسم مشتركة لمصالح متضاربة، سياسيًا وإنتخابيًا، إذ أن لكل الأفرقاء تقريبًا خصوصية مناطقية يصعب معها التوفيق بين المشاريع المطروحة، بإعتبار أن ما يصحّ في هذه المنطقة يبدو متعذرًا في منطقة أخرى، خصوصًا إذا لم تكن وحدة المعايير هي التي تسيّر منطق وحدوية جغرافية متكاملة، شكلًا ومضمونًا، تقدّم الطرح النسبي الكامل مع 15 دائرة، وهذا ما طرحه النائب جورج عدوان على الرئيس بري في آخر إجتماع بينهما، والذي بقي بعيدًا من الإعلام، وقد لاقى تجاوبًا من رئيس المجلس، على أن توضع اللمسات الأخيرة عليه، وبالأخص في مسألة الصوت التفضيلي، الذي يرجح أن يساير"حزب الله" الوزير باسيل فيه، فيصبح على أساس القانون الإرثوذكسي، قبل الإعلان عنه بالتزامن مع فتح دورة إستثنائية لمجلس النواب. وبإستثناء المناورة الأخيرة لرئيس الجمهورية، والتي أحدثت صدمة إيجابية، فإن "حزب الله" الذي أعلن بلسان أمينه العام السيد حسن نصرالله، في عيد التحرير والمقاومة، جدد رفضه الفراغ والتمديد وقانون الستين، ويجاريه في هذه "اللآت" الثلاث الرئيس بري، وكذلك معظم الأطراف، بعدما كان هذا "البعبع" الذي إسمه "الستين" مكروهًا في العلن، ومرغوبًا من تحت الطاولة، لأن في إعتقاد البعض أن من شأنه أن يعيد القديم إلى قدمه، ويحافظ على "ستاتيكو" معين يؤمّن بعض التوازن في ميزان القوى، بحيث تُستبعد فكرة الأكثرية والأقلية بمعناه الحصري، مما يعني إبقاء الوضع على مراوحته. إلاّ أن ما ورد في كلام نصرالله عن "معلومات جديدة يمكن أن توصل الجميع إلى قانون جديد"، فتح المجال واسعًا لإستنتاجات قد يغلب عليها الطابع التفاؤلي المشوب بالحذر، لأن الشياطين تتربص بالتفاصيل، وهي قادرة على نسف الجهود المبذولة في آخر لحظة، وإن كان نسبة التفاؤل هي المرجحة قبل موعد جلسة الأثنين الحاسمة. فهل يُدفن "الستين" ويُقام على قبره حراس، في ما تبّقى من وقت، أم أنه سيبعث حيًّا، بإعتبار أنه يبقى "الشرّ" الذي لا بدّ منه، تلافيًا للفراغ والتمديد؟ الأجواء توحي بأن "الستين" سيدفن إلى غير رجعة، ولكن يبقى السؤال من سيعلن مراسم الدفن وتوقيتها؟
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك