Advertisement

لبنان

الإرهاب مستمر ضد المسيحيين ولبنان بمنأى عنه

Lebanon 24
28-05-2017 | 17:48
A-
A+
Doc-P-316823-6367055447365603041280x960.jpg
Doc-P-316823-6367055447365603041280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت دوللي بشعلاني في صحيفة "الديار": "لا يزال الإرهاب يضرب المسيحيين في دول المنطقة والعالم وآخره الإعتداءين في مانشستر في لندن، والمنيا في مصر ضدّ الأقباط، رغم جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على السعودية والأراضي المقدّسة والفاتيكان وبلجيكا، والتعهّد بمكافحة الإرهاب والقضاء عليه، ورغم انضمام «الناتو» الى التحالف الدولي ضدّ «داعش».. ولعلّ استمرار الإرهاب هذا وبوتيرة سريعة هو إجابة واضحة على هذه الخطوات التي تحصل على الصعيد الدولي، بأنّها لن تتمكّن من وقف التفجيرات الإنتحارية والإعتداءات الإرهابية التي تستهدف المواطنين الأبرياء أينما كان. وإذ لم تتوصّل المؤتمرات الدولية الى «إخافة» التنظيمات الإرهابية، أو على الأقلّ الى وقف البعض من مخططاتها الإجرامية، تجد أوساط ديبلوماسية متابعة، أنّ العنف لا يُقضى عليه بالطريقة نفسها، والدليل بأنّ كلّ الضربات التي طالت وتطال تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، لم تلجمه ولم تثنه عن مواصلة إعتداءاته الإرهابية في القارة الأوروبية، كما في منطقة الشرق الأوسط. والمطلوب ليس تكثيف الضربات العسكرية الجويّة على عناصره المتموضعة في دول المنطقة، بقدر ما على كبرى دول العالم التي اجتمعت في بروكسل أن تتفق على إيجاد الحلول المناسبة لأزمات العراق وسوريا واليمن والبحرين وليبيا، والتي يدخل ضمنها ملف التنظيمات الإرهابية. فاستمرار تمويل الإرهاب من قبل بعض الدول الكبرى الغربية والخليجية التي لا تعترف بذلك، والتي حاولت أخيراً رمي تهمة التمويل هذه برمّتها على إيران، يجعل الإرهاب مستمرّاً الى أجل غير مسمّى، ويُساهم في زيادة معاناة الدول التي يضربها من التوتّر الأمني والنفسي والإجتماعي. ولهذا يجب اتخاذ قراراً عالمياً وتنفيذه وهو «تجفيف منابع التمويل عن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «داعش». وفيما عدا ذلك فإنّ مسرحية ضرب التحالف الدولي للإرهاب التي بدأت في عهد الرئيس الأميركي السلف باراك أوباما، ستستمرّ خلال السنوات اللاحقة في عهد الرئيس ترامب. أمّا في لبنان فالجيش اللبناني لا يزال يقوم بعمليات إستباقية وبمداهمات لتجنيب البلاد أي خضّة أمنية تهدف الى توتير الوضع الداخلي، خصوصاً وأنّ شائعات عدّة تتحدّث عن وجود سيارات معدّة للتفجير في بعض المناطق. غير أنّ الأوساط نفسها استبعدت حصول هذا الأمر لا سيما وأنّ دول الخارج متفقة على ضرورة الحفاظ على الأمن والإستقرار في لبنان في المرحلة الراهنة، إذ يكفي هذا البلد ما يعيشه من توتّر سياسي في ظلّ عدم التوافق على قانون جديد للإنتخابات وتأجيل جلسات مجلس النوّاب من موعد لآخر، والتاريخ الجديد حُدّد في 5 حزيران المقبل. فالوضع الداخلي، على ما وصفت، ممسوك لا سيما مع جهوزية الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، على ما يظهر من خلال العمليات التي تقوم بها في عرسال ومناطق داخلية أخرى، فضلاً عن عمليات المداهمة لإلقاء القبض على كلّ العناصر التي تهدف الى توتير الأمن في البلاد. ولهذا فلا خوف على لبنان في المرحلة الراهنة، على ما أكّدت، رغم أنّ التدابير والإجراءات اللازمة للحفاظ على الهدوء مستمرّة من قبل المعنيين. ورأت بأنّ ما حصل أخيراً في بلدة رأس بعلبك في البقاع الشمالي، وقد تمكّن الجيش من كشف المخطط الإرهابي وإنقاذ البلدة من مجزرة من خلال تفكيك عبوة ناسفة بزنة نحو 3 كلغ من المتفجّرات، هو خير دليل على جهوزية القوى الأمنية وقدرتها على السيطرة على الوضع في المناطق كافة. كذلك فإنّ عملية إلقاء القبض على الإرهابي بلال إبراهيم بريدي، وهو أحد المشاركين في التفجيرات التي حصلت في بعلبك، وقد أقدم على تفجير نفسه بعد ذلك، طمأن كثيراً أهل البلدة بسهر الأجهزة الأمنية بهدف الحفاظ على سلامتهم. وتؤكّد كذلك بأنّ الحضور اللافت للجيش اللبناني في عرسال وفي مواقع السلسلة الشرقية التي غادرها عناصر «حزب الله» تُثبت بشكل يومي قدرته على ضرب الإرهاب بيد من حديد من دون أي خوف أو تلكؤ. فانتشار عناصره على طول الحدود مع سوريا يُطمئن أهالي كلّ المناطق الحدودية وصولاً الى المناطق الجنوبية، لا سيما وأنّه يمنع الإرهابيين من التسلّل الى المناطق الداخلية، على ما كانوا يُخطّطون لزعزعة الأمن في البلاد. وبالنسبة لقرب إقفال ملف عرسال، تقول الأوساط نفسها، بأنّ هذا الأمر من شأنه تخفيف الكثير من الضغط على أهالي البلدات المجاورة. كما أنّ أهالي عرسال نفسها باتوا موافقين أكثر من أي وقت مضى على ضرورة إنهاء الجيش لكلّ حالات الإرهاب التي تفشّت فيها منذ دخول النازحين السوريين بالآلاف اليها، فقد تسلّل المتطرّفون اليها في صفوف النازحين، وجعلوا منها مقرّاً لمخططاتهم الإرهابية. ومن ثمّ فعلى المجاهدين أيضاً الخروج من جرود عرسال في اتجاه سوريا أو أي وجهة أخرى وتسليم العسكريين المخطوفين لديهم منذ سنوات. فالتمنّي بالحفاظ على الأمن والإستقرار في لبنان يأتي من موفدي دول الخارج، كما يودّ اللبنانيون أن يعيشوا صيفاً هادئاً ومستقرّاً بعيداً عن التوتّرات الداخلية. أمّا الخطط الأمنية فإنّ الجيش هو الذي يُنفّذها خصوصاً بعد اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع والقرارات البنّاءة التي تتخذها بهدف الحفاظ على الأمن في البلاد. كذلك فإنّ اتخاذ الجيش لقرار تنظيف جرود عرسال من الإرهابيين يعود له وحده، وهو بالطبع يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب. وبرأيها، فإنّ دول الخارج مطمئنة خصوصاً بعد أن اتخذت قرار «الإتحاد»، إذا صحّ القول، من أجل محاربة «داعش»، علماً أنّها تعلم أنّ الأمر سيتطلّب وقتاً طويلاً، ولا يُمكن الوصول الى نتيجة نهائية، ما لم تترافق العمليات العسكرية مع إيجاد الحلّ الشامل للأزمات المنطقة لا سيما العراق وسوريا حيث يتموضع الإرهابيون، وينطلقون من مواقعهم الى الدول الأخرى في العالم. كما أنّه على الدول الأجنبية رفض عودة المتطرّفين الأجانب اليها لأنّ إقامتهم ستكون بحجّة الإستقرار فيها، فيما الحقيقة أنّهم يريدون استخدامها كمقرّات جديدة لهم ينطلقون منها لتنفيذ مخطّطات إرهابية عدّة في دول مجاورة. وهذا ما على كلّ الأجهزة الأمنية في دول العالم التحسّب منه والعمل على إحباطه إنقاذاً للأبرياء".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك