Advertisement

لبنان

الحريري يعمل بنسخة جديدة معدلة

Lebanon 24
28-05-2017 | 18:50
A-
A+
Doc-P-316824-6367055447370808031280x960.jpg
Doc-P-316824-6367055447370808031280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت ابتسام شديد في صحيفة "الديار": "يحاول سعد الحريري السير بين النقاط في الأزمات الداخلية هو قرر منذ التسوية الرئاسية التي اوصلت خصمه السابق الى قصر بعبدا وأعادته الى السراي ان لا يقع الخلاف مع احد وان يرمم الجسور التي نسفها الحريري بنفسه في الحقبات الماضية الماضية وقد تموضع الحريري داخلياً وهو اكثر المرتاحين وفي حين يتعرض العهد للانتقاد ويوضع تحت المجهر فان رئيس الحكومة هو اقل إحراجاً من رئيس الجمهورية واقل عرضة للحملات السياسية، فالحريري انجز داخلياً كل مصالحاته إلا مصالحات محددة بقيت مصالحات من «البعيد الى البعيد» والمقصود بها العلاقة مع حزب الله التي رممها رئيس الحكومة لكن لا يزال ينقصها خطوات تجميلية كثيرة لاعادة تركيب المشهد بصورة جمالية اكثر، فزعيم المستقبل نادراً ما ينتقد حزب الله او لم يعد يفعل ذلك، في ذكرى 14 آذار اكتفى ببيان مقتضب وخجول يناسب تموضعه السياسي الجديد وانتقاله الى حياة سياسية مختلفة عن تلك التي غاص بها منذ اغتيال والده، وها هو يتعايش مع ميشال عون في كادر غير مألوف في حياة الجمهورية اللبنانية بين الرئاستين، ويكاد لا يرفض طلباً لسيد القصر والأمر معكوس من قبل بعبدا باتجاه السراي.. فرئيس الحكومة سعد الحريري يحاول ان يتناسى الحقبة السوداء في العلاقة وفي حياته السياسية بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وتأسيس 14 آذار ومن ثم انهيارها وخروجه من الحكم الى الخارج، وأكثر من ذلك فان رئيس الحكومة الذي عاد الى طاولة الحوار مع حزب الله قبل التسوية الرئاسية يحاول ان يتفادى اليوم وهو في رئاسة الحكومة اي خلل جديد في العلاقة مع الضاحية ولذلك فان الملفات السياسية الساخنة مع حزب الله موضوعة «على الرفوف» او مخبأة حتى لا تسبب وجع الرأس واي خلل في المرحلة السياسية الجديدة التي ارتضاها وارادها الحريري وبدون شك فان مواضيع الساعة الخلافية تغيرت في الأولويات وتكاد تختصر بالقانون الانتخابي التي يحاول المستقبل ان ينسحب منها ويضعها عند غيره، ولم يعد سلاح حزب الله ومشاركته في الحرب السورية شأناً ذات أهمية لبنانية او أولوية في أجندة رئيس الحكومة، فالخلاف مع حزب الله ممنوع في المرحلة الراهنة والهدف المشترك لكل مكونات السلطة اليوم بات المصلحة الوطنية والسلم الأهلي والنأي بالبلاد عن خطر الارهاب والدخول بالبلاد الى عهد التغيير والاصلاح، فرئيس الحكومة يلامس خطابه خطاب الضاحية في موضوع التهديدات الإسرائيلية للبنان، فالواضح ان الحريري قرر التمايز عن المرحلة الماضية، ويريد «الهدنة» مع حزب الله التي تريحه من اجل الحكم والحكومة، الواضح ايضاً ان لا كلام عن مشاركة حزب الله في الحرب السورية يصدر في الداخل اللبناني ، ولا كلام ايضاً حول شرعية سلاح حزب الله ولولا ان رئيس الجمهورية قبل زيارته الى مصر اعلن دعمه للمقاومة لكان السلاح صار من الذكرى السياسية ايضاً، المحكمة الدولية لم يعد احد ايضا يذكرها، فالوزير سليم جريصاتي ابرز القانونيين المشاكسين ضد المحكمة بات حاضراً في الصف الأول في 14 شباط، هذا يؤشر الى قرار بغياب خطابات التحريض والتجييش والتركيز على قانون الانتخاب وعلى حل المشاكل السياسية اليومية. رئيس الحكومة حريص جدا هذه الفترة سواء كان يقبل او يرفض السياسات القائمة في لبنان على عدم اغضاب حزب الله. ومن هذه الزاوية نأى بنفسه عما صدر في القمة الأميركية السعودية في الرياض لأن اي دعسة ناقصة في اتجاه التخندق او الذهاب مباشرة او غير مباشرة نحو المحور الأميركي السعودي سوف يعرض الحكومة للاهتزاز وربما لاستقالة بعض أعضائها، مما يفتح المجال امام واحد من احتمالين، اما احتمال بلوغ البلاد أزمة حكومية طويلة يصعب الخروج منها في المستقبل او الاحتمال الآخر ان تكون عودة الحريري الى الحكومة مستحيلة وهذا يعني انه يكتب نهايته السياسية بيده بعدما تبين له ان الأرض باتت مختلفة شمالاً وبقاعاً وفي العاصمة بيروت الأرجحية الشعبية له، لكن الغالبية العظمى لم تعد معقودة اللواء في الشارع السني للمستقبل كما كانت منذ سنوات. من هنا انطلاقاً من اعتبار ان الحريري لا يستطيع تشكيل حكومة من دون المكون الشيعي وان الرئيس بري لا يستطيع التفرد بالتمثيل الشيعي اذا كان حزب الله ممتنعاً ولأن التيار الوطني الحر لا يخوض مغامرة اغضاب المكون الشيعي بالسير مع الحريري وفي ظل الحظر الجنبلاطي الدائم وعدم ثقته بما ينشأ من محاور تشكل واشنطن احد اضلاعها فان الحريري يؤثر ابعاد كأس نتائج قمة الرياض عنه انقاذاً لرأسه مع انه يتعاطف ضمناً وفريقه السياسي مع لهجة التحدي التي حفل بها البيان ضد ايران والنظام السوري والمكون الشيعي في المنطقة. ومن هنا ينطبق على الحريري بعد عودته من المملكة انه «ظفر بالغنيمة بالإياب»، وان هذا التصرف هو قاد نصرالله الى وصف موقفه بالمقبول، والإعراب عن ارتياحه لهذا السلوك ولو انه اختص جبران باسيل بالإشادة لأنه قرأ الاوضاع جيداً وتصرف بذكاء. وهذه نقطة ايجابية للأخير بعدما راجت ألأخبار عن سوء علاقة بينه والحزب بسبب تباين الموقف من قانون الانتخاب والتنسيق القائم مع نادر الحريري ليتبين فيما بعد ان ما يجمع بين بعبدا او التيار الوطني الحر وحارة حريك ابعد من اللقاءات التكتيكية، لذلك فان فرضية احتمال وقوع أزمة حكومية على خلفية التطورات الإقليمية المحيطة ليس وارداً على الاطلاق بل هناك ارادة مشتركة لدى الجميع باستئناف التعاون الحكومي حول الملفات الداخلية بعدما جرى تنحية الملفات الخارجية جانباً ونزع عناصر التفجير والتصادم".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك