Advertisement

لبنان

الإرهابيون يعملون للتحرك في رمضان

Lebanon 24
28-05-2017 | 17:54
A-
A+
Doc-P-316825-6367055447375812851280x960.jpg
Doc-P-316825-6367055447375812851280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب جورج عبيد في صحيفة "الديار": "بدأت مسيرة القضاء على التكفيريين في جرود عرسال تتوضّح شيئًا فشيئًا من واجهتين وفقًا لمصدر أمنيّ: 1-واجهة الجيش اللبنانيّ بمساعدة حزب الله، وهو قد بدأ بعملية تطهير الجرود من تلك المحتويات المتوحّشة المعيثة موتًا وخرابًا في تلك الجرود والمهددة للأهالي وعيشهم الكريم في البقاع الشمالي. فالقرار قد أخذ من الجيش وقد بدأت المعركة تتجلّى وتتوضّح بأهدافها ومعانيها في لحظة حبلى باشتباك متوتّر بين السعوديّة وإيران، وتتماهى آفاقها بمسرى يشتد فيه خلط الأوراق كلّها استتباعًا لما هو ظاهر جديدًا في المنطقة. 2-واجهة بنيويّة تختصّ بالصراع القائم في جرود عرسال بين تنظيم داعش وجبهة النصرة، ويشير مصدر مواكب، بأنّ هذا الصراع البنيويّ صدى كبير للاشتباك السياسيّ بين السعوديّة وقطر، ذلك ان قطر مصرّة على استكمال اتفاقها مع إيران من الزبداني إلى جبال القلمون وصولاً إلى جرود عرسال، وهي عاكفة على التعاطف مع إيران، وتسهيل اللاقات وتسييل الجمود فيها بفعل جموح السعوديين وجنوحهم أكثر فأكثر نحو التطرّف في الاشتباك والاحتراب معها. تعتبر أوساط سياسيّة بأن مشيئة الحسم لم تنكشف من جراء حادث رأس بعلبك، فهؤلاء موجودون وتخشى تلك الأوساط من تفرّعهم وتوزّعهم في مناطق واحياء محدّدة، وما اجتماع المجلس الأعلى للدفاع أمس إلاّ بسبب ورود معلومات تشير إلى التوزّع المتعمّد لإستكمال مسلسل الفوضى والإرهاب في شهر رمضان الكريم وعلى أبواب الصيف. لقد قرأت تلك الأوساط بأنّ ثمّة مخطّطًا يقوم على استغلال الفراغ الانتخابيّ في لبنان، والجدال المصاحب له في ظلّ عدم الاتفاق على قانون واضح، وفي ظلّ استفحال الاشتباك في المنطقة، لقيادة لبنان من الاستقرار إلى الانفجار. من هنا، وبحسب هؤلاء، إنّ معركة جرود عرسال تعتبر بفعلها وثقلها استراتيجيّة بكلّ ما للكمة فتسحق الأفعى من رأسها وليس من ذنبها، ومتى سحقت من رأسها سهل بترها بأسرها. المسألة الدقيقة والحساسة، بأنّ الحسم اللبنانيّ قد بدأ فعلاً، لكن ماذا عن الحسم السوريّ، وماذا عن الواقع المصريّ بفعل المجازر المتكررة على أقباط مصر الأبرياء، وما هي الآفاق المحجوبة خلف إهراق الدماء؟ لقد لفت نظر المراقبين موقف رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، خلال قمّة الرياض العربيّة-الأميركيّة، وقد كان واضحًا وشفّافًا في دعوته إلى عدم تخصيص الإرهاب بل تعميمه وتسمية الدول الراعية له. يملك السيسي وبحسب أوساط مصريّة معلومات تفيد بأنّ مخابرات إحدى الدول الخليجيّة متداخلة في تمويل وتموين تنظيم وتحريضه على العمليات الإرهابية في مصر وضدّ الأقباط بشكل متعمّد بالذات، ورأى السيسي بأن تلك المخابرات تتماهى مع المخابرات الإسرائيليّة في توسيع رقعة العمليات نحو سيناء، وكأن الإرادة أخذ مصر إلى انشطار طائفيّ كما السودان فيسهل على القوى التكفيرية وعلى الإخوان في مصر الانقلاب على الدولة في ظلّ فوضى عارمة وأخذ مصر إلى التقسيم. هذه العمليات عينًا هي ما دفعت رئيس مصر إلى خطابه في الرياض، وقد لاحظ مراقبون، بأنّه وبعيد موقف السيسي أيضًا الشهير في قمّة عمان بأسبوع ويوم أحد الشعانين تمّ تفجير كنيستين في الإسكندريّة وطنطا وأهرقت الدماء، والعمليات الإرهابية تكررت وتتكرّر بناءً على ثلاث أسباب موجبة: 1-خطابه العقلانيّ والراقي في القمة العربيّة في عمّان، وقد اختلف جوهره عن الجوهر الذي كان بعضهم هناك يحاولون التسويق له، أي استكمال العداء لسوريا ونبذها ورفضها من قلب البيئة العربيّة، وتصنيف حزب الله وتوصيفه بالإرهابي، وقد كان له موقف متميّز وفيه دعا إلى ترسيخ الحوار العربيّ-العربيّ وإيجاد الحلول، كما أنّه تكلم على الوحدة الوطنيّة في مصر، معتبرًا الأقباط جزءًا من هذا النسيج. بعد أسبوع من خطابه كانت مجزرة الكنيستين. 2-زيارة البابا فرنسيس إلى القاهرة، وقد شكّلت زيارته مناسبة لاجتماع مسيحيّ-مسيحيّ، ومسيحيّ-إسلاميّ، كان فيه الرئيس المصريّ الحريص على تمتين اللقاء المسيحيّ-الإسلاميّ ودفعه من أرض النيل ليكون أنموذجًا ورسالة للعيش والتسامح والمواطنة لدولة تتكوّن بهذا المنطق عينًا، والرئيس السيسي مقدّر للدور الذي مثّله بابا الأقباط تواضروس، وفي لحظات الشدّة كان البابا رفيقه وداعمًا له. 3-خطابه في القمّة العربيّة-الأميركية في الرياض، وقد دعا إلى عدم تخصيص الإرهاب بجهة واحدة، وقد جاء موقفه ردًّا على منهجيّة التخصيص التي اعتمدت في خطاب الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب حين سمّى حزب الله، وفي الخطاب السعوديّ. وخبرة الرئيس المصريّ في مصر دلّت بصورة واضحة على أنّ أجهزة عربيّة تقف خلف هؤلاء من الحدود الليبيّة المصريّة، وقد قصفت مواقع الإرهابيين بالطائرات إلى الحدود المصريّة-الإسرائيليّة وبخاصّة في موقع سيناء. ولا يخفى عن العالم أيضًا بأنّ ثمّة رئيسًا إخوانيًّا مخلوعًا محبوس في السجن هو محمد مرسي، وقد كان جزءًا من أنظومة حاولت السيطرة على مصر بين قطر وتركيا. مصر في ظرفها السياسيّ الواقعيّ، والتي تعيش أزمة معيشيّة وماليّة، جزء من صراع أمميّ، أي صراع قطريّ-تركيّ من جهة وسعوديّ من جهة أخرى، ومصر الصديقة لروسيا، والسيسي الصديق لبوتين في مواجهة واضحة لهجمة داهمة وطاغية. وتظهر رؤى بانّ ثمّة سعيًا يبدو جليًّا لتقارب مصريّ-سوريّ، برعاية روسيّة، وقد تتوسّع إلى قيام جبهة جديدة قوامها قطر ومصر وإيران بحال نجح الإيرانيون والروس في جعل التقارب ممكنًا بين مصر وقطر وبين سوريا وقطر أيضا. هذا فيما خصّ مصر، امّا فيما خصّ سوريا، فترى مصادر مواكبة هناك، بأنّ الرئيس السوريّ بشار الأسد متجه وبعد قمّة الرياض إلى التشديد على منطق الحسم لا سيما في الخطّ الممدود من تدمر إلى الرقة فالتنف، ومنع قيام الدويلة الكردية أو مناطق عازلة. وتستند تلك المصادر إلى ان النظرة التوحيديّة باتت خطًّا أحمر وذات قيمة استراتيجية وحقيقة وجوديّة في سوريا ولا غنى عنها، وبدؤها قمع الإرهاب من جذوره واقتلاعه ورميه في قمامة التاريخ. وتقول معلومات وفقًا لأوساط دبلوماسيّة، بانّ روسيا تسعى جاهدة لفتح تواصل استراتيجيّ وفعّال بين مصر وسوريا في محطّة أولى وفي محطة ثانية بين مصر وقطر. وتستنج تلك الأوساط بأن بيان استنكار قتل المواطنين المصريين من قبل وزارة الخارجية السوريّة مؤشّر يقود نحو الانفتاح بين مصر وسوريا، وفي الوقت نفسه قرأت أوساط إيرانيّة موقف السيسي في الرياض بالإيجابيّ. كلّ هذا يقود إلى أن معارك التصفية بين قطر والسعودية قد بدات في سوريا وعلى جرود عرسال، تصاحبها معركة الضغط على مصر لإخضاعها فيما رئيسها مصرّ على الاعتدال وعلى ضرب الإرهاب من جذوره، الأميركيون استلبوا 380 مليار دولار ثمنًا للأسلحة وغادروا ولن يتدخّلوا وتركوا الخليجيين والعرب إلى تمزقهم وقادوهم إلى المواجهة مع إيران لوحدهم. لكنّ الحسم في سوريا وجرود عرسال كفيل بقلب موازين القوى وتبدلها وهي صائرة إليه... واللعبة مفتوحة على احتمالات شتى ومنتظرة".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك