Advertisement

لبنان

هل لقسم اليمين مدّة صلاحية؟

Lebanon 24
29-05-2017 | 04:38
A-
A+
Doc-P-316994-6367055448800477271280x960.jpg
Doc-P-316994-6367055448800477271280x960.jpg photos 0
PGB-316994-6367055448809185641280x960.jpg
PGB-316994-6367055448809185641280x960.jpg Photos
PGB-316994-6367055448804881481280x960.jpg
PGB-316994-6367055448804881481280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يكن أي من الضباط والرتباء الذين أنشأوا حركة العسكريين المتقاعدين، يتوقع أن يصل بهم المطاف إلى هذا العدد الهائل من المتعاطفين مع قضيّتهم من عسكريين سابقين وذويهم، ومدنيين مؤيدين لهذا الحراك. إنها سلسلة الرتب والرواتب التي أحالتها الحكومة إلى مجلس النواب بموجب مشروع القانون رقم 10416 ضمّنته السلسلة، حيث تبيّن الإجحاف الكبير بحق الذين أعطوا زخم شبابهم وتعبهم ودمائهم للجيش الذي يعتبرونه "البي والأم" و "لحم كتافنا منّو".. لكن السلطة السياسية خذلتنا، كما قال أحد الضباط المنظّمين للحراك، فلم يُعطونا إلا الفتات، في حين كنا طيلة عقود، حماة الوطن ورجاله الأشدّاء، ولا زال عدد كبير منا في وضع الإحتياط، جاهز لتلبية نداء قيادة الجيش في اي وقت تقرّر إستدعاء الإحتياط. الحركة الإحتجاجية للعسكريين المتقاعدين بدأت في 16 آذار الفائت، وذلك على شكل إعتصام في ساحة سمير قصير في الاشرفية، حضره نحو 100 ضابط متقاعد من مختلف القوات المسلحة، ثم توالت الإتصالات ليقيم المتقاعدون أول إعتصام حاشد لهم في ساحة الشهداء في 7 نيسان، حضره أكثر من 7 آلاف من العسكريين المتقاعدين، من مختلف القوى الأمنية والمناطق، ثم تم تنظيم الحراك على شكل لجنة مركزية تضم ضباط ورتباء تكون بمثابة قيادة للحراك، ونُظّم العسكريون في المناطق على شكل مجموعات على تطبيق الواتس آب، فلكل منطقة جغرافية: قضاء، مدينة، مجموعة قرى، غروب على الواتس اب، يضم العسكريين المتقاعدين ويوحّد الإتصالات فيما بينهم، وتم إنشاء "غروب خاص للمسؤولين في كل مجموعة( Admin)، يتصل بقيادة الحراك للنقاش وأخذ التعليمات، وقد نجح هذا الاسلوب، إذ أقيم خلال أقل من شهرين، حوالي 100 غروب، يضم كل منها 100 أو أكثر من المشتركين العسكريين بحيث يصل عدد الذين إشتركوا في الحراك لأكثر من 10 آلاف عسكري متقاعد، كما أنشأت صفحة خاصة على الفايسبوك لقدامى القوات المسلحة، يتابعها حتى اليوم نحو 14000 مشاهد، من عسكريين متقاعدين وعائلاتهم، وعائلات الشهداء، وهذا بحد ذاته ظاهرة يقتضي التوقف عندها: أحد الضباط في قيادة الحراك يقول: في أقل من شهرين، تبرز مجموعة مطلبية وتُنظّم صفوفها وتحشد الآلاف، واللافت ان العسكريين المتقاعدين نظموا أنفسهم بسرعة، أمنوا وسائل النقل على حسابهم الخاص، كذلك الأعلام واليافطات والقبعات ووسائل العزل من عوائق وأسلاك، والمنصّات وأجهزة الصوت، كل التكلفة تقاسمها العسكريون فيما بينهم بكل رحابة صدر، وعند سؤالهم عن مصدر دفع النفقات كانت الإجابة دائماً: ما في شي حرزان نحنا عسكر قدّمنا دمّاتنا فدى الجيش والوطن، مش كتير ندفع حقّ علم.. أو أجار بوسطة... عن المحرّك الأساسي لهذا الحشد الكبير في وقت قياسي، يجيب أحد ضباط الحراك: لقمة العيش، وحق العسكريين المتقاعدين في حياة كريمة، ويجب ألّا ننسى أن ذوي الشهداء، يُصنّفون إدارياً في خانة المتقاعدين، وهذا دافع رئيسي لرفاق السلاح الذين يُقدّسون الشهادة ويحييون بفخر ذكرى رفاقهم الشهداء. عن التنظيم ودقة التحرّكات وسرعة الحشد، والإنضباط قال أحد الرتباء الناشطين: نحن عسكريون، تربينا على الإنضباط، لا زلنا نحترم التراتبية العسكرية فيما بيننا، مع أنه في التقاعد، التراتبية غير ملزمة قانوناً، لكننا نثق بقيادة الحراك، وهم يناقشوننا ويعتبروننا أخوة وزملاء لهم، وهذا ما يزيد في عزيمتنا.. التدخّلات السياسية في الحراك واردة كما في كل حراك مطلبي أو سياسي، لكن قيادة الحراك والمسمّاة الهيئة الوطنية للعسكريين المتقاعدين، نأت بنفسها عن اي تدخل في السياسة، ولم تسمح للسياسة بالتدخّل في شؤونها، مع أن وفوداً من الحراك قد زارت كل المرجعيات السياسية والحزبية وكل النواب تقريباً، وأودعتهم مذكرة بالمطالب التي يطالبون الحكومة والمجلس النيابي بتحقيقها، لكن هذا لا يمنع أننا لا نُدخل السياسة في مطالبنا، ولا نسمح بأن يُستغلّ الحراك من قبل أية جهة سياسية، على حد قول أحد الرتباء المنظّمين بلهجته الطرابلسية المحبّبة. هل أنتم قوة منعزلة عن رابطة قدماء القوات المسلّحة؟ يجيب أحد قياديي الحراك من الرتباء: كلا، نحن والرابطة ننسّق في الخطوات، فالرابطة تقوم بزيارات رسمية للمسؤولين من أجل المطالبة بإزالة الغبن اللاحق بنا، ونحن نتحرّك على الأرض للضغط على الحكومة لنيل المطالب، لأن المتتبّع لتاريخ الحركات المطلبية من الإتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية، ونقابة الأساتذة وغيرها، يُلاحظ أن الحكومة لا تُعطي الحق لأصحابه إلا بالضغط الشعبي، لذلك فالرابطة تفاوض، ونحن نتحرّك في الشارع ، فكلانا يُكمل الآخر. أنا مسرور جداً، يقول أحد الضباط الذي لا زالت آثار الإصابات ظاهرة في وجهه وجسده: وأشكر الحكومة التي ظلمتنا، لأننا في هذا الحراك نلتقي يومياً عبر الواتسآب ودورياً وجهاً لوجه، مع رفاق إفتقدناهم، ولم نجتمع مع بعضنا منذ زمن بعيد، كما أننا نتعرف على رفاق جدد لم نلتق بهم قبلاً، فنحن جيش الأمة، ما يربطنا ببعضنا اقوى من اي رابط: الدم، رفاقنا الشهداء، حياتنا العسكرية المشتركة بحلوها ومرارتها، عدنا نتلاقى وأقول بكل ثقة: إن تحقّقت مطالبنا أو لم تتحقّق، فالذي ربحناه هو وحدة الدم والهدف والمصير، نحن قوة لا يستهان بها، نحن الجيش الرديف لجيشنا الذي نفتديه، ألم نقسم بالله العظيم أن نقوم بواجبنا كاملاً دفاعنا عن علم البلاد وذوداً عن الوطن؟ وهل للقسم مدّة صلاحية ..؟
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك