Advertisement

مقالات لبنان24

"الهيبة" خطر على الصحة؟!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
23-06-2017 | 05:46
A-
A+
Doc-P-327611-6367055524593567371280x960.jpg
Doc-P-327611-6367055524593567371280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
الفرصة ذهبية واستثنائية أمام "عليا". في يدها جواز سفر ابنها "جبل"، والوصول إلى المطار سهل. "نحنا بأي Gate ماما"، يسألها الصغير. الدمع المتساقط على "غمازتين" يُعلن بداية مرحلة "التحوّل". "عليا" تقرر: لن تعبر إلا "بوابة" جبل شيخ الجبل. وهناك، في قلبه، ستقطن. في غرفة النوم، الحدث الأبرز. يبدأ المشهد ببعض الملامح العنفية. جبل لا يرتضي الخيانة والطعن بالظهر. ثقته من كرامته. "يستلّ" فرشاة الشعر من يد "زوجته" ويمررها على رأسها بقسوة، فلا نعرف إن كان من فرط الحبّ، أو الغيرة، أو الكرامة الممسوسة. الوقت ينساب، فحانت لحظة المواجهة والمصارحة. "خلص التمثيل"، كلمتان محوريتان. ما بعدهما ليس كما قبلهما. جبل "ينهار" على أرض الغرام... "#الهيبة بلَّش يصير ضارّ على الصحة! #خلص_التمثيل"، تغريدة للإعلامية ريما نجيم من بين آلاف تغريدات المشاهدين التي تتناول مسلسل "الهيبة" منذ حلقته الأولى. العمل الدراميّ أسر قلوب المواطنين وعقولهم، وحبسهم في منازلهم أمام الشاشتين، الكبيرة حيث يتفاعلون شعورياً أمام المشاهد، والصغيرة حيث يتفاعلون كتابياً أمام التفاصيل. ولعلّ ما فُهم من تغريدة نجيم، يتعلق بـ "ضرر" الحبّ و"خطورته" حين يعصف. قادرٌ هو الحب، على مصارعة الطبيعة حدّ "هدّ" الجبال، لا هزّها وحسب. قادرٌ على تغيير المعادلات وقلب الأدوار واجتراح المعجزات وفكّ "الشيفرات" أو ابتداع أخرى. يفعل ذلك في الدراما وفي الواقع. هو، إعجاز... "ضرر الهيبة على الصحة"، إشكاليّة طرحتها نجيم من باب المجاز والتعليق التفصيليّ على مشهد "خلص التمثيل". لكنّ المسلسل تعرّض في الحقيقة منذ انطلاقته، لجملة انتقادات واتهامات بتأثيراته السلبية على "صحة" المجتمع ككلّ، إذ اعتبر مسوّقاً للسلاح واستخداماته العشوائية، ومعززاً للعقيدة العشائرية، ومُجمّلاً تجارة الممنوعات وحياة العصابات، ومبرزاً الخارجين عن القانون أبطالاً تفيض منهم النخوة والقيم والكرم...والأحاسيس المرهفة والحبّ. ثمة من سأل بصراحة: أي رسالة يريد المسلسل إيصالها إلى المجتمع؟ التخوّف من تماهي المواطنين مع أبطال "الهيبة" وأحداثه، كان واضحاً، لا سيّما في ظلّ تفلّت السلاح في لبنان وتفاقم جرائم الثأر والغدر وحروب المافيات وغياب الدولة. العتب على إظهار الأخيرة في موقع الضعف والخنوع، كان أيضاً جليّاً، حتى كاد البعض يطالب "بحماقة" المنع والرقابة. إبداء الرأي طبعاً حق مقدّس. الخوف من بشاعة المشاهد الجرمية اليومية مفهوم ومحق. لكن، من قال حقاً أن على الدراما إيصال الرسائل "التوعوية" دائماً إلى المجتمع؟ ومن قال أنه عليها لعب دور القاضي، أو المرشد الاجتماعي، أو الطبيب النفسي، حينما تتجرأ على تجسيد واقع معيش؟ ولماذا التصويب على "الهيبة" واستثناء بقية الأعمال الدرامية بمواضيعها "الخطيرة" كافة، من الخيانة إلى القتل إلى الاغتصاب إلى نحر الرقاب؟ لا حاجة ربما للتذكير بملايين الأعمال الدرامية على مرّ التاريخ و"الجغرافيا"، والتي تناولت قضايا "شائكة" بأسلوب وحبكة ونهايات لا "تُرضي" القيم وقواميس الخير والعدالة والمنطق. هذه هي الدارما. كوكب مختلف تضمحل فيه القواعد والقيود. لا يمكن "الهيبة" أن يكون مضرّاً بالمجتمع. التماهي مع الأعمال الدرامية والشخصيات أمرٌ بديهي وطبيعيّ ومرحليّ ومحدود. أما إذا تخطّى الحدود، فعلينا أن نبحث عن المشكلة في مكان آخر. الرأي العام الواعي و"المثقف" يُتقن الفصل بين الدراما والواقع. فلنبحث عن المشكلة في مكان آخر. في المجتمع بحدّ ذاته مثلاً. أو في الدولة. لن يتسبب "الهيبة" بمزيد من تفلّت السلاح والعشائرية .غياب الهيبة...سيفعل!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك