Advertisement

أخبار عاجلة

حروب سرية ضد "داعش".. قصة عمليات الكوماندوز الأميركي في سوريا

Lebanon 24
26-06-2017 | 01:07
A-
A+
Doc-P-328564-6367055531723465151280x960.jpg
Doc-P-328564-6367055531723465151280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في شهر نيسان 2017، اعترضت قوات الكوماندوز الأميركية، المنقولة جواً على متن طائرة هليكوبتر، طريق عربة في جنوب شرقي سوريا، يستقلّها أحد المساعدين المقرّبين لزعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أبو بكر البغدادي. وكان هذا المساعد، المعروف باسم عبد الرحمن الأوزبكي، صيداً نادراً قضت القوّات الأميركية الخاصّة شهوراً تتعقبه، وفقاً لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الأحد 25 حزيران 2017. وأشارت الصحيفة إلى أن الأوزبكي عميلٌ موثوق وإن كان متوسّط الرتبة، وخبيرٌ بشؤون جمع المال، ونقل قادة التنظيم خفية خارج الرقّة، عاصمة "داعش" المُحاصرة في سوريا، والتخطيط لشنّ الهجمات في الغرب. ووفقاً لموقع "بي بي سي"، فإن الأوزبكي اضطلع بدور رئيس في الهجوم الذي استهدف مهلى ليلي في إسطنبول عشية عيد الميلاد الماضي، وأسفر عن مقتل 39 شخصاً. حروب سرية واعتُبر الأوزبكي بمثابة منجم ذهب استخباراتيّ لو كان قد قُبض عليه وهو حي، إلا أنه بمجرد أن انقضّت قوات الكوماندوز على العربة، اندلعت معركة إطلاق نار بين الطرفين، وقُتِل الأوزبكي، المحارب القديم المخضرم الذي شارك في الحروب السرّية بسوريا وباكستان، ما خيّب آمال الجيش الأميركي في انتزاع أيّة معلوماتٍ من الأوزبكي عن عمليّات تنظيم داعش، وقادته، واستراتيجيته. وحينها، قال الكولونيل جون توماس المتحدث باسم القيادة العسكرية المركزية الأميركيّة، إن القوات الأميركية قتلت الأوزبكي قرب مدينة الميادين التابعة لدير الزور في 6 نيسان 2017، بحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية. وكان الأوزبكي قد نقل لتوَّه قائداً ذا رتبةٍ أعلى بصفوف التنظيم إلى مدينة الميادين، وكان في طريقه للعودة إلى الرّقة عندما نصبت قوّات الكوماندوز كميناً له. وقالت "نيويورك تايمز" إن عملية الكوماندوز ضد الأوزبكي، وعملية أخرى مشابهة تعود لشهر كانون الثاني الماضي بغرض القبض على عميلٍ آخر لـ"داعش"- تعطي لمحة نادرة عن أسرار المداهمات عالية الخطورة التي تنّفذها قوات الكوماندوز في الحرب السريّة التي تشنُّها أميركا ضد التنظيم على الأراضي السورية على مدار الأعوام الثلاثة الماضية. ورغم خسارة كنز المعلومات الذي كان بحوزة الأوزبكي، فإن الهواتف الجوالة والمواد الأخرى التي حصلت عليها القوّات الخاصة مواد قيِّمة للمداهمات المُقبلة، رغم أنَّ المهمّات المذكورة لم تحقق أهدافها بالقبض على الزعماء الإرهابيين وليس قتلهم، وهو ما كان سيمكِّن القوات الأميركية من الحصول على معلوماتٍ جديدة ومستقاة من مصادرها الأولى عن الدائرة الداخلية للجماعة ومجلس الحرب فيها، وفقاً للصحيفة الأميركية. كيف وصل للتنظيم؟ ديل دايلي، وهوّ قائدٌ متقاعد من قيادة عمليّات الجيش الأميركي الخاصة، ورئيس مركز محاربة الإرهاب بالأكاديمية العسكرية الأميركية "ويست بوينت"، يقول: "إذا استطعنا القبض على أحد هؤلاء حياً، ومعه هواتفه الجوالة ويوميّاته، فإنَّ هذا قد يُعجّل بهلاك جماعة إرهابية مثل داعش". ويحذّر مسؤولو الجيش والاستخبارات الأميركية من أنَّ شوطاً كبيراً ما زال يفصل بين "داعش" والهزيمة، وخاصةً في ظل تسلّحها بجهاز دعاية مُعقّد يستمر بإلهام، وفي بعض الحالات يمكّن مريديها عبر العالم من تنفيذ هجماتٍ إرهابية. عمليات الكوماندوز ووفقاً للقائد ويليام ماركس، المتحدثٌ باسم وكالة الاستخبارات الدفاعية: "بينما تتعرّض الرقة والموصل لضغطٍ متزايد، شهدنا انتقال بعض عناصر داعش إلى منطقة وادي الفرات على مدار الأشهر الأخيرة". وظهر هذا النموذج من العمليّات للقوات الأميركية بسوريا لأول مرة في أيار عام 2015، عندما دخل 24 عنصراً من قوّات الكوماندوز "دلتا" إلى الأراضي السورية على متن مروحيّات بلاك هوك وطائرات في-22 أوسبري قادمة من العراق، وقتلوا أبو سيّاف، الذي لقّبه المسؤولون الأميركيون بـ"أمير النفط والغاز الطبيعي في داعش". وقدَّمت المعلومات التي استخرجتها القوّات من الحواسيب المحمولة، والهواتف الجوالة، والموادِ المأخوذة خلال تنفيذ العملية، معلوماتٍ مهمة تتعلق بهيكل القيادة داخل تنظيم داعش، وعملياته المالية، وإجراءاته الأمنية. وفي تطوّرٍ على الدرجة نفسها من الأهمية، قال المسؤولون الأميركيون إنَّ زوجة أبو سيّاف التي قُبِض عليها في المداهمة، أمُّ سياف، قدّمت معلوماتٍ للمحققين على مدار عدة أسابيع، قبل أن يسلّمها الأميركيون للسلطات العراقية. هجمات سريعة وآنذاك، كانت المهمة المسنودة لقوّات الكوماندوز، التي كان قوامها في البداية 100 جُندي وضمنهم طاقم الدعم، شبيهةً بتلك التي أُسنِدت إليهم تزامناً مع زيادة أعداد القوّات الأميركية الموجودة بالعراق في عهد الرئيس الأميركي جورج بوش الابن عام 2007. وهُناك نفّذت قوات الكوماندوز سلسلة من الغارات الليلية سريعة الإيقاع للقبض على، أو قتل، مقاتلي تنظيم القاعدة وجماعاتٍ أخرى كانت تتبع حزب البعث في العراق. وعلى مدار الأشهر الأخيرة، زادت قوة الاستهداف من كثافة الهجمات التي شنّتها الطائرات بلا طيّار التابعة لها، ومن غاراتها في سوريا ضد مدبّري العمليات الخارجية في صفوف "داعش"، والذين قدّموا الإلهام، والدعم، والتوجيه اللازم لتنفيذ الهجمات خارج حدود خلافتهم المزعومة في الدولِ الغربية. (هافينغتون بوست)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك