Advertisement

مقالات لبنان24

عن زواريب النسبية وفذلكاتها

كلير شكر

|
Lebanon 24
26-06-2017 | 04:43
A-
A+
Doc-P-328674-6367055532531639201280x960.jpg
Doc-P-328674-6367055532531639201280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
سيحتاج اللبنانيون الى فترة زمنية لن تكون قليلة كي يدركوا قواعد القانون الانتخابي الجديد ومفاعيله. هؤلاء الذين اعتادوا ثقافة التشطيب وتركيب اللوائح والتذاكي على سائقي المحادل والبوسطات الانتخابية من خلال اللعب بمكوناتها واعادة عجنها من جديد، سيكونون بعد أقل من عام أمام مشهد مختلف كلياً تفرضه النسبية الوافدة حديثا الى ملعب استحقاقنا، ولو أنها فُرضت على الطريقة اللبنانية، مصحوبة ببعض الشوائب والتشوهات. من اليوم فصاعداً، سيتركز اهتمام الناخبين على قدر المرشحين والأحزاب والقوى السياسية، على دراسة خارطة الزواريب التي يخبئها النظام النسبي وأصواته التفضيلية، لدوزنة موازين القوى التي سينتجها صندوق الفرجة يوم الاستحقاق. انه فعلاً عالم جديد بكل ما للكملة من معنى. صحيح أن لبنان لم يرتق الى مستوى نظام الأحزاب السائد في الدول المتقدمة، والتي تجعل من النسبية ميزان ذهب بين أحزاب تتبارى حول مشاريع متكاملة سياسية اجتماعية واقتصادية فتأخذ من البرلمان على قدر حصتها من الجمهور المؤيد لها، وقد لا يرتقي أبداً بفعل المذهبية الملقّنة على منابر القوى الطائفية... لكن اعتماد هذا النظام سيغيّر حتماً قواعد اللعبة الانتخابية. وهذه عينة عن بعض المتغيرات كما يصفها بعض العاملين في هذا الشأن: - يفترض على كل مرشح منضو ضمن لوائح ويطمح الى الحصول على لقب السعادة ألا يتكل على عضلات قائمته الانتخابية كي يفوز باللوحة الزرقاء، وعليه أن يكون في طليعة قائمته بمعنى تحصيل نسبة عالية من الأصوات التفضيلية في قضائه ليكون من أول الفائزين في لائحته، وأن يكون أيضاً من أوائل الفائزين من أبناء طائفته كي يحجز مكاناً بين الرابحين. - قد يلعب الحظ دوره في هذا النظام أيضاً، بحيث أن آخر اللوائح المتأهلة أي بنسبة عدد الأصوات التي نالتها من المقترعين، قد يسند اليها مقعد لمرشح ليس الأول بين رفاقه وليس الأول بين أبناء طائفته ولكن الحظ وقع عليه فقط لأنه يمثل المقعد المتبقي في الدائرة، ولائحته لم تحصد سوى هذا المقعد فيصير نائباً. وهذه الحالة قد تسري على مقاعد الأقليات. - ستشكل الانتخابات تحدياً تنظيمياً صعباً للأحزاب الكبيرة التي ستعمل على توزيع أصواتها التفضيلية على مرشحيها ضمن الدائرة الواحدة، وهي مهمة لن تكون سهلة على معظم الأحزاب، إن لم نقل جميعها، بسبب الفوضى التنطيمية التي تسودها وقد تحول دون العدالة في التوزيع، خصوصاً أن أبناء الصف الواحد سيدخلون عنوة في مطحنة البحث عن الصوت التفضيلي وسنشهد حروب أخوة قد تكون أقسى من حروب الخصوم. - قد يكون الاقتراع مبدئياً وفق النظام النسبي، سياسياً لأن الناخب سيختار وفق قناعاته السياسية، وهذه ميزة هذا النظام الذي يجعل من الاستحقاق استفتاء سياسياً لحضور كل فريق، ولكن الصوت التفضيلي قد يجعل من المعركة معركة أفراد، وقد تتغلب في بعض المطارح على الخيار السياسي، خصوصاً أن الاصطفاف السياسي قد خفت وطأته بعد سلسلة التفاهمات التي شهدتها الساحة الداخلية، الأمر الذي يحّول النسبية من استفتاء سياسي الى معركة أفراد وخدمات أو... نكايات!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك