الاستقرار هدف لداعش المحاصرة

كتبت هيام عيد في صحيفة "الديار": "قرأت أوساط ديبلوماسية مطّلعة، في العملية الأمنية الإستباقية التي نفّذها الجيش في مخيمات عرسال، أكثر من مؤشّر سياسي وأمني في آن، إذ أن إطباق الجيش على خلايا إرهابية نائمة، يؤكد مدى فاعلية الأمن الوقائي الذي تنفّذه مخابرات الجيش مع الأمن العام وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، كما أن توقيت العملية العسكرية يرتدي أهمية بالغة كونه تزامن مع انتهاء عطلة عيد الفطر، وفي الوقت الذي يتتالى فيه التأييد الغربي، وخصوصاً الأميركي، للجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب. وكشفت هذه الأوساط أن ما تواتر من معلومات حول خطط الإرهابيين لتنفيذ عمليات إنتحارية ضد مواقع أمنية وفي مناطق سكنية، يشير إلى أن الساحة اللبنانية تشكّل هدفاً لدى تنظيم «داعش» الذي يحاول تخطي الحصار المفروض عليه في الرقّة من خلال التوسّع نحو مخيمات النازحين أولاً، وتجنيد نازحين واستخدامهم في عمليات إرهابية كافة. وفي سياق متصل، ربطت الأوساط الديبلوماسية ما بين العملية النوعية التي نفّذها الجيش في عرسال والقرار لإنهاء نفوذ التنظيمات الإرهابية في جرود البلدة، لافتة إلى التنسيق المتواصل مع التحالف الدولي في المعركة المعلنة على تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة». ويندرج في هذا الإطار الإعلان الأميركي عن استمرار الداعم للجيش اللبناني، والذي كرّره أكثر من مسؤول سياسي وعسكري أميركي في الفترة الأخيرة، وذلك على الرغم من الحديث عن تراجع المساعدات الأميركية للبنان. وأضافت أن القضاء على تنظيم «داعش» والذي دخل مرحلة مفصلية في الأيام الماضية، سيرتّب تداعيات على أكثر من ساحة مجاورة لمناطق تواجده، خصوصاً وأنه بات محاصراً على كل المستويات. ومن هذا المنطلق، فإن الإستقرار في لبنان بات في دائرة استهداف الإرهابيين الذين يعملون على التمدّد باتجاه مناطق مجاورة لمواقعهم في الجرود في عرسال والجوار، وذلك من خلال عمليات تفجير ينفّذها انتحاريون ينتشرون في أكثر من منطقة، ويستغلّون ظروف النزوح الصعبة في المخيّمات المزدحمة، وذلك بدلالة ارتفاع أعداد الموقوفين المتهمين بالتعاون مع إرهابيين، وتأمين الحماية لهم والدعم اللوجستي لمواقعهم".