Advertisement

إقتصاد

كيف تحوّل الإحباط بين الموظفين إلى طاقة إنتاجية؟

Lebanon 24
05-07-2017 | 08:39
A-
A+
Doc-P-332449-6367055562356441371280x960.jpg
Doc-P-332449-6367055562356441371280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تمثل بيئة العمل في كل المجالات أحد العناصر الرئيسية التي يتوقف عليها نجاح الموظفين في تحقيق كل ما هو متوقع منهم، وبالتالي زيادة الإنتاجية وتحقيق النجاح لمكان العمل بشكل عام. وبطبيعة الحال، يجد الموظفون في مختلف القطاعات أنفسهم تحت تأثير مشاعر سلبية مثل القلق والتوتر والإحباط التي قد تتولد نتيجة ضغوط العمل والحياة اليومية. ومن المثير للدهشة أن هذه المشاعر السلبية التي قد يعاني منها بعض الموظفين يمكن تحويلها إلى طاقة إيجابية من شأنها تحسين إنتاجيتهم وخلق بيئة عمل أكثر راحة، وفق ما يكشفه بحث جديد أصدرته "كلية لندن للأعمال". ويوضح البحث الجديد الذي أجراه مايكل بارك الأستاذ المساعد في السلوكيات التنظيمية لدى كلية لندن للأعمال، أن الشركات لا تدرك مدى الخسارة التي تتكبّدها نتيجة لتكتّمها على المشاعر السلبية بهدف الحفاظ على الهدوء في بيئة العمل، وأنها تضيّع على نفسها الكثير من المنافع الإيجابية إثر ذلك. وبالرغم من أن معظم الموظفين يفضلون العمل في بيئة عمل مريحة وهادئة، إلا أنهم غالباً ما يميلون إلى كبت الغضب والمشاعر السلبية تجنباً لإفساد علاقات العمل مع زملائهم. يقول بارك: "يسعى معظم الناس إلى تسليط الضوء على المشاعر الإيجابية فقط، ما قد يترتب عليه عواقب سلبية، وذلك لأن عدم قدرة الفرد على التعبير عن مشاعره الحقيقية يجعله مضطراً لإخفاء ذاته الحقيقية، وهو ما قد يؤدي إلى الإحباط، وبالتالي يؤثر سلبًا على حوافز العمل، حيث أن التهذيب والسعادة المصطنعين قد يتسببان بشروخ كبيرة بين زملاء العمل، على العكس مما يظن معظمنا". وأشار الباحث إلى أن المشاعر السلبية قد يكون لها آثار مفيدة، إذ أن التوتر والإحباط والغضب هي مشاعر بمثابة أجراس إنذار تلفت النظر إلى الجوانب التي تستوجب العناية فعلاً. وأضاف: "إن الشعور بالخطر أو القلق أو الشبهة ضمن حدود معقولة من شأنه مساعدتنا على الانتباه لما يستدعي الاهتمام في بيئة العمل، ولاسيما ضمن المؤسسات التي تتعامل مع المخاطر دومًا مثل الشرطة وشركات الأمن". وقد يكون الإحباط إيجابيًا ضمن المؤسسات التي تسعى للتحفيز على التغيير، نظراً لإمكانية تحويله إلى عنصر مفيد من خلال المصارحة بين زملاء العمل. وعلّق بارك بالقول: "إن التعبير الصريح عن المشاعر السلبية يشجّع على الإبداع والابتكار، ويرفع سوية الإنتاجية في العمل، كما أنّه قد يعزّز النمو عن طريق المنافسة. وعلى سبيل المثال، قد يكون التعبير عن الإحباط بمثابة إشارة إلى وجود خللٍ في علاقات العمل، ما يمثّل حافزًا لتوفير المزيد من الموارد التي قد تعزّز الابتكار بدورها". وبالمقابل أكّد بارك بأن الأمر ليس بهذه السهولة، وإنما يتطلب إدارة جيّدة للمشاعر السلبية على الصعيدين الفردي والمؤسسي، وهو ما يقتضي من القادة بذل قصارى جهدهم لبناء بيئة من الانفتاح بما يعزّز الصراحة بين الموظفين. وقال بارك في هذا السياق:"على القادة السعي لبناء بيئة عمل تجريبية وصريحة، بغض النظر عمّا إذا كانت هذه الصراحة إيجابية أم سلبية، وهو ما يتطلب التزاماً طويل الأمد من أجل إرساء الأسس التي تشجّع على الانفتاح في العمل. كما ويتوجب على القادة أن يكونوا مستعدين للتعامل مع هذه المشاعر عندما يبدأ الموظفون بالتعبير عنها، وفي هذا الإطار تعتبر جلسات التغذية الراجعة الصريحة فرصة رائعة لممارسة مشاركة المشاعر الحقيقية دون أي تزييف او تكتّم".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك