Advertisement

لبنان

فقط في لبنان.. "حقّك رصاصة"!

سمر يموت

|
Lebanon 24
11-07-2017 | 10:03
A-
A+
Doc-P-335010-6367055582866284441280x960.jpg
Doc-P-335010-6367055582866284441280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
آلاف المشاهدين تسمروا مساء أمس أمام شاشات التلفزة، لمتابعة برنامج "#هوا الحريّة" على شاشة الـ"LBCI". ورغم أنّ "قلبي من الحامض لاوي" ولم أعدّ أحتمل أن أتقبّل سماع أي خبر عن جريمة ما لأنّني بتّ أشعر "بالقرف" من واقعنا السيئ، إلّا أنني وجدت نفسي معنية بموضوع الحلقة مثل أي أمّ أو أخت أو ابنة فُجعت بمقتل أحد أفراد عائلتها بسكين أو مسدس، بصورة مقصودة أو غير مقصودة. لقد أعادت الحلقة إلى ذاكرتي "المكتظّة بالجرائم"، أبرز أحداث القتل التي وقعت في السنوات الأخيرة والتي لم تصل بعد إلى مرحلة النطق بالحكم. فامتزجت في ذهني عشرات الحوادث التي وثّقتها كاميرات المراقبة التي كانت شاهدة على فظاعتها. ولو تسنّى لتلك الكاميرات أن تفعل شيئا، لكانت قفزت من مكانها ودافعت عن الضحية التي تنطفئ قبالتها، ربّما في "نخوة" يفتقدها الكثير من المسؤولين في بلاد الأرز. تذكّرت روي حاموش، سارة سلمان، اليان الصفطلي، جورج الريف، يارا عبيد، أمل خشفة، يارا عبيد، ايف نوفل وغيرهم وغيرهم. يعتصر القلب أمام صرخة "برنار"، الأخ الذي خسر شقيقه ايلي نعمان منذ 5 سنوات، وأمام دموع والدة "اليان" ونحيب إبنة "ضحيّة النسكافيه"، فتشعر وكأنّ الجريمة تمّت منذ لحظات وأنّ الأيام ليست كفيلة بإطفاء غضب المُصاب. رجعت بي الذاكرة، إلى يوم أنهيت فيه دراستي الجامعية في كليّة الإعلام والتوثيق. حينها راح شقيقي الذي يعمل في الولايات المتحدّة الأميركية يُقنعني باللحاق به للعمل هناك. تردّدت يومها لأنّ تعلّقي بوطني كان فوق كلّ اعتبار. أردت ان أكون في لبنان.. في لبنان فقط. اليوم ومع بزوغ كلّ فجرٍ جديد، واستيقاظنا على فاجعة جديدة، بتّ أشعر بأنّ الإنسان لا قيمة له، في وطنٍ يتناسى مسؤولوه أبسط واجباتهم، بتّ أحسّ أسوة بالجميع، أنّ الأمان لا يخرج عن حدود جدران بيتي. كنّا نظن أنّه في لبنان فقط، يتلقّف اللبناني المصيبة في يمينه ويرميها في يساره، يحزن صباحاً ويسهر مساءً. اليوم بتنا على يقين أنّه في لبنان فقط "حقّك فنجان نسكافيه أو شهادة رسمية أو "Mood" (مزاج) شي إنسان تاني معصّب. فقط في لبنان يطالب الوزير بالثورة في حال إطلاق النار إحتفالاً بالنجاح في الإمتحانات الرسميّة في وقت يكون فيه هو مسؤولاً عن حفظ الأمن. فقط في لبنان نُصدر أحكاماً بالإعدام لا تُنفّذ، في حين يُطلِق أي مواطن غاضب حكم إعدامه على أخيه المواطن ويقوم بتنفيذه في وضح النهار. فقط في لبنان، الدولة تأخذ حقّها من الشعب فيما هو ينتظر أن يأخذ حقّه من الله، وأن ينال العدالة من رب السماوات والأرض.. فقط في لبنان.. "حقّك رصاصة" طايشة أو مقصودة لواحد "مبسوط" أو "غضبان".. نعم.. في لبنان فقط !!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك