Advertisement

مقالات لبنان24

هل حصل النظام السوري على أوراق لعب جديدة وماذا عن الورقة اللبنانية؟

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
21-07-2017 | 00:34
A-
A+
Doc-P-339326-6367055614702214111280x960.jpg
Doc-P-339326-6367055614702214111280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يبدو ان الخطة الاسرائيلية لحل النزاع في سوريا، والتي كشفت عنها احدى صحف العدو الاسرائيلي في شباط الماضي تسلك طريقها نحو التنفيذ وان على طريقة سياسة "القضم". والخطة تتلخص بنقاط ثلاث وهي: منع النفوذ الايراني في سوريا واعادة اعمار الاخيرة والاستحصال على اعتراف دولي بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان. قد يرى البعض ان هذه الخطة لم يجر طرحها او تبنيها بشكل جدي من رأسي طاولة التفاوض الاميركي والروسي، الا ان الخطوات الاخيرة التي شهدتها الساحة السورية من بوابة الاعلان عن اتفاق اميركي -روسي على وقف اطلاق النار في الجنوب السوري وصولاً الى خفض دائم للتصعيد في هذه المنطقة وانشاء منطقة آمنة على الحدود الواصلة بين الجولان المحتل وسوريا والاردن، شكل هدف استراتيجي كبير صب في جميع الاحوال في صالح الخطة الاسرائيلية الساعية لمنع التمدد الايراني نحو حدودها الشمالية المحتلة، هذا من جهة، ومن جهة اخرى اطلق صفارة بداية العد العكسي لادخال التغييرات التي تطلبها المرحلة المقبلة على الكيان والتركيبة والنفس الاستراتييجي لسوريا وحتى نظامها. ويبدو ان الاعلان عن الهدنة الثانية لوقف اطلاق النار بات قريبا. فمن المتوقع ان يحصل في منتصف آب المقبل حيث سيشمل مناطق "معقدة للغاية" وفقا لتصريح جاء مؤخرا على لسان الرئيس الاميركي "ترامب". ذهاب الميدان السوري نحو وقف ممنهج لاطلاق النار لم يستطع غبار عجلات الساعين اليه اخفاء ما يجري من ورشة عمل لاعادة الاعمار حيث تتسمر انظارمعظم الدول النافذة في المنطقة للانخراط فيها عتادا وعديدا لاهداف قد تتجاوز لدى بعضها مسألة الانعاش الاقتصادي. وما يؤكد ذلك ما كشفته تسريبات عدة اكدت على ان خطورة ما يجري في الحلبة السورية لا يمكن اختصاره بتطورات المعركة العسكرية الدائرة فيها في محاربة الارهاب فقط، وانما ما يجري زرعه في بنيانها الاقتصادي والأمني لا يقل خطورة عنه. ودلالات ذلك نوجزها بما يلي: - مصادقة البرلمان الروسي على البروتوكول الملحق بالاتفاقية الروسية السورية الخاصة بنشر مجموعة من القوات الجوية الفضائية الروسية في الاراضي السورية لمدة 49 عام قابلة للتمديد، هذا عدا عن ما نشر عن اجبار روسي للشيشان المسلمين الروس لاعادة اعمار سوريا في اطار مساعيها لتحسين صورتها في العالم الاسلامي، على ما يحمل هذا التطورين من ابعاد ونتائج سيكون لها بالغ تأثير على مستقبل سوريا. - زرع اللاعب الاميركي عدداً من القواعد العسكرية في مناطق سورية مختلفة وفق ما كشفته وكالة الاناضول التركية،ابرزها قاعدة عسكرية هائلة في شمال سوريا بالقرب من مدينة "عين العرب" وذلك بقصد ان تصبح القاعدة اللوجستية الاهم للجيش الاميركي في سوريا. - تسلل ايراني مباغت على اللاعبين الاميركي والروسي عبر توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية الهامة مع النظام السوري والاشراف على عدد من المشاريع بشكل يسمح له في المقابل ، تثبيت اقدامه اقتصاديا وأمنيا فيها ، وابرز المشاريع ما جرى تداوله إعلامياً عن المنشأة التي يجري تشييدها في وادي سحيق في ريف طرطوس وذلك لتطوير وانتاج الصواريخ البعيدة المدى تحت اشراف ايراني مباشر والتي من المتوقع ان يتم افتتاحها نهاية العام الجاري. امام هذا الواقع، يبرز تساؤل كبير عن المنحى السياسي الذي سيسلكه النظام السوري بعدما اصبح أمر وجود رأسه من عدمه مسألة هامشية طالما طريق الدول الكبرى سالكة نحو تحقيق مصالحها! ما بات اكيدا حتى تاريخه هو تخلي واشنطن عن رأس النظام بشار الاسد وربط مصيره بالارادة الروسية وفق ما عبر عنه وزير خارجيتها ريكس تيلرسون مؤخرا.بما يحمل ذلك من تفسير يفيد تمكن واشنطن وموسكومن التوصل لاتفاق على الخطوط الاستراتيجية العريضة للتسوية السورية على ان ما تبقى منها يبقى في خانة التفاصيل التي تركت واشنطن تولي أمرها للدب الروسي مع ثقتها الكاملة بقدرة الاخير على اتخاذ ما يلزم بحق رأس النظام من قرارات تتماشى وبنود الاتفاق الاميركي الروسي. والذي ليس مستبعدا تضمينه بند حساس ودقيق الا وهو اعادة احياء مفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل،مما سيفتح باب جهنم كبير على النظام ورأسه لن يسلم من نيرانه الروسية من جهة ولا من نيرانه الايرانية من جهة اخرى . ولكن ماذا عن تداعيات هذا المشهد على الواقع السياسي اللبناني الذي هو ايضا بدوره لم يسلم حتى الساعة من محاولات ربط مساره ومصيره بالمسار والمصير السوري! لاشك ان التصريحات الأخيرة التي صدرت عن قيادات في حزب الله والتي طالبت فيها الحكومة اللبنانية التفاوض مباشرة مع الحكومة السوربة لمعالجة ملف النازحين ،كشفت عن وجود مساعي جدية لاعادة ربط اصطناعي بين المسارين اللبناني والسوري وبأية وسيلة وذلك من ضمن المحاولات لقطع الطريق على اي مسعى من شأنه سلخ الكيان اللبناني عن المحور السوري الايراني وتعرية ظهير الاخير، وبالتالي قطع الطريق على اي اتفاق او قرار دولي سابق او لاحق من شأنه ان يودي احياءه او اصداره الى تفكيك كيان حزب الله ونسف مخطط ايران ويسهل بالمقابل الطريق نحو اهداف العدو الاسرائيلي في المنطقة . من هنا يبدو ان الواقع السياسي اللبناني مؤهل للاتجاه نحو مزيد من الارتباك الذي قد يصل فيما بعد الى حد الاشتباك في حال عاد منطق تشبث بعض قواه باتخاذ المواقف والقرارت بديلا عن خيار تقديم التنازلات. (ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك