Advertisement

مقالات لبنان24

لا Despacito في ساحة النجمة.. وهذه النتائج

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
21-07-2017 | 07:00
A-
A+
Doc-P-339591-6367055616472809891280x960.jpg
Doc-P-339591-6367055616472809891280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يصل "وباء" أغنية Despacito إلى البرلمان اللبناني، فقد اكتسب مناعة قويّة بعد ثلاثة تمديدات فاضحة وفاقعة وشرسة، واستحالت "بكتيرياته" مقاومة لكلّ المضادات الحيوية والمشاعر الحيائية (من حياء)، فاستحلّت وتمادت في الالتصاق. وعنوان الأغنية التي اجتاحت العالم من القطب إلى القطب، يعني بالإسبانية "ببطء" (أو رويداً أو على مهل). وإذا كان "لويس فونسي" قد غنّى العلاقة الجنسية ورومنسيتها فأراد "التغلغل" في الحبيبة على مهل ورويّة، فإن نوابنا الممددين لأنفسهم غنّوا على ليلاهم الحالك، وشعروا بالإثارة فاستعجلوا ضرب المواطنين بواحد مضاف إلى القيمة المضافة، وبرفع اليد الخجول والسريع، أقرّوا الضرائب ليموّلوا السلسلة التي كانوا قد "شلحوها" في الجارور لسنوات وسنوات! في الجلسة "المضروبة" الأخيرة المنعقدة تحت قبة البرلمان، أحد هياكل الدستور على ما يُفترض، غابت Despacito، فهنا وفي تلك اللحظات، أي تأخير أو استمهال أو تعمق مطوّل من شأنه إفساد الطبخة. طبخةُ كانت تُحضّر وتُغلى على نار هادئة مرئية أحياناً وخفيّة في أحيان أخرى، طوال السنوات الماضية، وما حان موعد تقديمها إلى الناس في أطباق شهيّة ولكن مُزيّفة، وعلى طريقة الـ Fast food، إلا قبيل الانتخابات النيابية المرتقبة! هكذا، وفيما كان الرأي العام اللبناني والجسم الإعلاميّ وكذلك الحقوقي منهمكٌ في فيديو اعتداء شبان لبنانيين على لاجئ سوري بطريقة همجية، ومنهمك في كلّ ما سبقه من مقاطع مصوّرة فتنوية راحت تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي وصولاً الى الإعلان عن تظاهرة "ضدّ الجيش"، أقرّت السلسلة التي كانت حتى الأمس القريب في خانة "المستحيلات"، من دون أي إصلاحات أو إجراءات بديهية وطبيعية وسهلة الوضع والتنفيذ، بل عبر فرض ضرائب تطال الأفراد كما المؤسسات، موّظف القطاع العام كما الخاص، الفقير والغني وبنسبة متساوية! اللجوء إلى خيار الضرائب هو طبعاً هروب إلى الأمام، بل إمعان في نسف المفاهيم والحقوق والقوانين! فأي بلد في العالم يدعي وجود دولة قانون ومؤسسات فيه يفرض على شعبه ضرائب إضافية لتمويل رواتب العاملين في القطاع العام، في وقت لا يحصل الجميع على الحقوق والخدمات الطبيعية من كهرباء ومياه وطبابة وتعليم...؟! وفي أي بلد في العالم، تُقرّ الضرائب بعشوائية ومن دون أي مبرر أو دراسة علمية تلحظ الأسباب والتداعيات؟! وفي أي بلد في العالم يُخرق نظام المجلس فيُستعاض عن التصويت عبر المناداة بالاسم برفع اليد؟! وفي أي بلد في العالم، يقبض العكسريّ الذي يحمل دمه في يده على الحدود وفي الداخل على راتب لا يكفي لجولتي تسوّق في السوبرماركت، فيما ينال مدير سكة الحديد غير الموجودة في لبنان راتباً، يحلم مهندس ميكانيكيّ من أصحاب الخبرة بالحصول عليه؟! وبقدر ما هذه الأمور مستغربة ومُستهجنة، بقدر ما هي "طبيعية" ومتوقعة. في بلد مثل لبنان، يحصل هذا وأكثر. والآتي أعظم. كيف لا يكون طبيعياً إقرار السلسلة (المحقة) على غفلة، ومن دون أي يُشرح للشعب "شو عدا ما بدا"، وفرض الضرائب بعشوائية تفوّقت على "شخابيط" الأطفال على الجدران والدفاتر، وخروج النواب من المجلس متباهين بإنجازاتهم وممننين الناس، واستمرار الحياة اليومية بشكل اعتياديّ في المناطق اللبنانية كافة مع ما يعني ذلك من زحمة سير ونفايات مكدسة وروائح وهموم ونراجيل وCandy crush وinsta وأخواتهما....كيف لا يكون كل ذلك طبيعياً في ظلّ غياب الدولة غياباً صارخا وفاضحاً. نعود إلى اللازمة نفسها: هاتوا الذاكرة. فلنوقف نزفها وتوّسع ثقوبها. هاتوا الذاكرة لنرصد "أمّ المشاكل"، ونفهم أنّ كل ما يحصل اليوم طبيعيّ جداَ. كيف لا تكون "كارثة" الضرائب والسلسلة الآيلة الى الفرط لا محال، ومجلس النواب الحاليّ ممدد لنفسه ثلاث مرّات في ظلّ صمت الشعب الصارخ؟! وكيف لا تكون فيديوهات تحرّض السوريين على اللبنانيين والعكس صحيح، في وقت أمعنت الدولة في التنصل من مسؤولياتها تجاه قضية اللجوء السوؤي منذ بدايتها؟! أيها اللبنانيون...كلّ ما يحصل طبيعيّ. وفي الوقت الذي ستُفرغ جيوبكم أكثر فأكثر وبسرعة قياسية، استمرّوا في الغناء.ستكونون بأمس الحاجة إلى الصراخ: Despacito!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك