Advertisement

لبنان

بين المرعبي ومياه الجومة.. "مش رمانة قلوب مليانة"!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
22-07-2017 | 10:01
A-
A+
Doc-P-339993-6367055619007437431280x960.jpg
Doc-P-339993-6367055619007437431280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
غرائب هذا البلد لا تعدُّ ولا تُحصى.. آخر فصولها يتكشّف من محافظة عكار الشمالية، حيث شكلّت أزمة المياه المتراكمة والمزمنة غطاءً لشكلٍ جديد من أشكال المحسوبية والفساد المستشري في الدولة! تبدأ الرواية، من كتابٍ وجهه وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي الى وزير العدل سليم جريصاتي، طالباً منه احالته الى النيابة العامة التمييزية للادعاء على رئيس مجلس ادارة مؤسسة مياه لبنان الشمالي جمال كريّم، متهماً اياه بالتحريض الطائفي، والكلام الفتنوي، على خلفية اتصالٍ هاتفي جرى بين كريّم ورئيس اتحاد بلديات الجومة فادي بربر. وكما هو معروف في منطقة عكار، فإن أزمة شحّ المياه تطاول كل البلدات وسكانها، وهو ما تعمل مؤسسة مياه لبنان الشمالي على معالجته منذ زمن، لا سيما في فصل الصيف، فتعمل على توزيع الموارد المائية بالتساوي على أكبر عدد ممكن من البلدات، الا أنه، وبحسب مصادر مطلعة على الملف،فإن اتحاد بلديات الجومة يرفض توزيع المياه المسحوبة من منطقته على سائر البلدات، وهو ما برره الوزير المرعبي بكتابه بالقول: "إن مؤسسة مياه لبنان الشمالي لم تجد حلاً بديلاً للبلدات الواقعة خارج منطقة الجومة وذلك في سبيل تخفيض عملية السحب من الآبار الجوفية في منطقة الجومة" (..) وخصوصاً أن السحب المتواصل أدى الى تجفيف مياه الينابيع والآبار الارتوازية في المنطقة". وبناء على ذلك، فإن الحديث يدور هنا عن استراتيجية ادارة موارد المنطقة المائية، وهو امرٌ تعنى به الجهات المختصّة من وزارة الطاقة والمياه، ومؤسسة مياه لبنان الشمالي التي هي الأدرى بما يجب فعله في هذا الشأن.. واذا سلّمنا جدلاً أن الاتصال دار "فعلاً" بين مدير عام مؤسسة مياه لبنان الشمالي جمال كريمّ ورئيس اتحاد بلديات الجومة فادي بربر، وأنّ الأخير تضرر من الاتصال، فلماذا لم يتقدم بنفسه بالدعوى ضدّ كريّم.. الّا اذا كان ما يُخفى أكبر من أزمة مياه! على العموم، فإن أهالي المنطقة يعرفون جيداً أنّ ما بين الوزير ومدير عام مؤسسة مياه لبنان الشمالي.. "مش رمانة بل قلوب مليانة"، وأن انخراط الوزير بمثل هذا الفعل، رغم عدم ارتباطه شخصياً بالموضوع، ليس الا دليلاً اضافياً على الهوة العميقة التي سقط فيها لبنان منذ زمن طويل! وفي محاولة لمتابعة الموضوع، اتصل "لبنان 24" بكريّم لاستمزاج رأيه، الا ان الأخير رفض التعليق على الموضوع، مشدداً على "أن القضاء هو الفيصل، وأنه لن يصّرح ما دام لم يحصل على اذن من وزير الطاقة والمياه"، خاتماً بالقول: "طالما أن الأمور وصلت الى هذا الحدّ فالكلام ليس لي.. بل للقضاء". يشار الى أنه منذ مطلع التسعينات، تعاني منطقة عكار من نقص هائل في البنى التحتية المائية، وتسعى مؤسسة مياه لبنان الشمالي منذ انشائها الى تأمين اسس علمية لتحديد حاجات المنطقة المائية، واعداد مخططات مجدية لتأمين مياه الشرب لا سيما لمنطقة عكار التي أنهكتها أزمة شحّ المياه.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك