إطلاق "السّيرك السياسي" في بيت الدين

بعد "هشّك بشك "و"بار فاروق" يقدّم مترو المدينة "السيرك السياسي" من إنتاج لجنة مهرجانات بيت الدين في تجربة غير مسبوقة وإخراج هشام جابر، العمل الذي سيعرض على مدى ثلاث ليال في بيت الدين، عبارة عن عرض غنائي استعراضي ضخم بمشاركة أكثر من سبعين فناناً، يجسّدون مهرجاناً إنتخابياً تمتزج فيه فنون السيرك والمسرح والسحر والموسيقى مع فنون وجنون السياسية، تدور أحداثه في "خربة الأحلام"، ويحاكي في مشاهده الحياة السياسية في لبنان. بهذه المناسبة عقدت لجنة مهرجانات بيت الدين مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع بعض أعضاء فريق عمل "السيرك السياسي" أضاءت من خلاله على أهمية العمل، وعلى رسالة المهرجانات في دعم القدرات اللبنانية رغم الظروف الصعبة . رئيسة مهرجانات بيت الدين الدولية السيدة نورا جنبلاط قالت في كلمتها: "أردنا هذا اللّقاء مع الصحافة لنؤكّد أنّه رغم كلّ الظروف الإقتصادية الصعبة، ورغم الضرائب المتزايدة التي تطال القطاع السياحي على وجه الخصوص ،حرصت لجنة مهرجانات بيت الدين على دعم الإبداع اللبناني بصرف النظر عن الصعوبات، وأصرّينا على القيام بإنتاج عمل جديد بعنوان "السيرك السياسي" الذي سيعرض في الثاني الثالث والرابع من آب المقبل في بيت الدين". وأضافت جنبلاط: "انطلاقاً من موقعها الثقافي والإجتماعي وفي سياق إلتزامها قضايا المجتمع والشباب، أرادت مهرجانات بيت الدين أن تثبت مرةً جديدةً أنّها تؤمن بمواهب الشباب اللبناني، وبتشجيعهم على تقديم أعمال رائدة وجريئة، كما تؤمن بوجوب إعطاء مساحة لحرية الرأي والتعبير. لقد خضنا سابقاً هذه التجربة مع هشام جابر ومترو المدينة في "بار فاروق" عام 2015، والذي نال ناجحاً كبيراً ولا يزال يُعرض في بيروت لغاية اليوم. أردنا أن نكرّر هذه التجربة من خلال "السيرك السياسي"، تأكيداً منّا على المخزون الفكري الكبير لدى الشباب اللبناني". وبنهاية كلمتها سألت جنبلاط مخرج العمل هشام جابر عن ماهية "السيرك السياسي؟". جابر وعلى طريقته أوجز مضمون العمل، ورسالته التي تتزامن والتحضير للإنتخابات النيابية في لبنان، وتحدّث عن إنتاج مهرجانات بيت الدين لعمله "في البداية كنّا غير مصدقين أنّ أحداً سيقوم بإنتاج عملنا، عرضنا العمل على السيدة نورا جنبلاط، التي سألتي عن العمل فقلت لها أنّه عمل كبير فيه حوالي ستين إلى سبعين فناناً. أبدت حماستها وكانت تجربة غير مسبوقة فيها الكثير من المتعة في التأليف والتمارين". وأضاف جابر: "السيرك السياسي عرض مترو المدينة الجديد، هو إنتاج خلاصة ما يقارب الستّ سنوات من العمل المسرحي اليومي في مدينة كبيروت، مسرح يومي في صالة صغيرة بحجمها ولكنّها غزيرة بإنتاجها، بدأنا بتجربة استعادة ريبرتوار الفنانيين المصريين. "هشك بشك" ولا يزال يعرض إلى اليوم، ثمّ خضنا تجربة "بار فاروق" مع مهرجانات بيت الدين، وكانت تجربة عظيمة في استعادة ريبرتوار لبناني مع إضافة أغاني من تأليفنا. واليوم نقدّم عرضاً جديداً لا يستعيد ريبورتواراً قديماً، بل يجسّد تجربة جديدة في عمل لبناني من ألفه إلى يائه في التأليف والتلحين الموسيقي والكتابة وغيرها، هنا أهمية هذا العمل من إنتاج مهرجانات بيت الدين، بمشاركة فنانين برزوا في مترو المدينة وساهموا بصناعة كادر ثقافي معين، إضافة إلى مشاركة فنانين من خريجي وأساتذة الجامعات في تجربة السيرك السياسي". وعن فكرة العمل أوضح جابر أنّ "العرض يتحدّث عن السياسة بشكل عام، ولأنّ النجومية السياسية تخطت تلك الفنية، فكّرنا بالإستفادة من هذه النجومية لنقدّم عرضاً يجذب المشاهد، عملنا على اللّعبة السياسية التي تشبه السيرك إلى حدّ ما، فيها سحر، مهرجون ومفاجآت". العرض تجري وقائعه في بلد يدعى "خربة الإحلام"، قاطنوه أصيبوا بالإحباط والضجر، أقلقوا حكّامهم ففتشوا عن حلّ وقرّروا إجراء انتخابات لبثّ روح جديدة، وأتوا بـ"event planner" منظّمة المهرجان، لتنظّم مهرجاناً انتخابياً يسهم في نجاح المرشح الوحيد، تلعب هذا الدور ياسمينة فايد أو فكتوريا، وهناك فرقة زفّة المرشح وفرقة السيرك، "أبو فاس النسناس" المرشّح الوحيد للإنتخابات يأتي ليلقي خطابه ويطرح مشروعه ولا ينقصه سوى الحملة والمهرجان. ومن خلال المهرجان نشاهد أجواءً من السحر والأغاني، سنرى خلال العرض شخصيات هي عبارة عن عينات من المجتمع في خربة الأحلام، ونرى كيف تسير اللّعبة السياسية بأجواء من الفرح والمرح ونهنىء بعضنا في آخر الإنتخابات، وهو ما يتقاطع مع ما يحصل في هذا البلد بعد أن كدنا ننسى مفهوم الإنتخابات. يقوم السيرك السياسي على ثلاثة عناصر: السيرك، المسرح الغنائي والقصص الخيالية، يجمع عدداً كبيراً من الموسيقيين والمسرحيين، الأوركسترا تضمّ 23 عازفاً بقيادة لبنان بعلبكي، أغنيات العرض من كتابة هشام جابر وساهم في ألحانها إلى جانب زياد الأحمدية، ضيوف الشرف الفنان فائق حميصي، المطرب زياد جعفر وفرقة سيرك من الخارج حضرت خصيصاً للمشاركة في السيرك السياسي في بيت الدين.