Advertisement

مقالات لبنان24

برج الملوك "تقتحم" خارطة المهرجانات: الإفراط الجميل في التحدي!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
26-07-2017 | 08:40
A-
A+
Doc-P-341879-6367055633393315361280x960.jpg
Doc-P-341879-6367055633393315361280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قد يكون ارتكاب التحدي هواية، قرارٌ أو خيار، واجبٌ أو مهمة صعبة... لكنّه في لبنان، يستحيل نظاماً يُسيّر، بل يحيي الحياة. كي يُسمح للهواء بالدخول إلى الرئتين، على اللّبناني أن يتحدّى. كي يرتشف قهوة صباحية متذوّقاً الهدوء والإعجاز في صوت فيروز، عليه أن يتحّدى. كي يبتسم، أو يضحك، أو يركض في السهول، أو يقضم تفاحة قطفها للتوّ من شجرة منسيّة... عليه أن يتحدّى. وكأن كلّ ما يفعله، فعل تحدي أو رسالة... هكذا تبدو بلدة برج الملوك، مُمعنة في التحدي. وما همّ إن بعدت عن العاصمة 100 كيلومتر؟ وما همّ إن كانت تلك القرية الصغيرة "المشلوحة" على حدود "بركانيّة"؟ وما همّ إن بعدت عنها الدولة مسافة سنوات وإنماء؟! سوف تُفرط في ارتكاب التحدي حدّ تكفلّها بضخّ الفرح في سماء جنوب ناعس! وسوف تصمم، بثقة وعزم، على حجز مكان لها في خارطة المهرجانات التي تلهب صيف لبنان هذا العام! إذاً، تقدّم بلدية برج الملوك في قضاء مرجعيون مهرجاناً فنيّاً، هو الأول من نوعه في البلدة، إذ يمتدّ على ثلاث ليال متواصلة (27،28 و29 تموز) يحييها عدد من الفنانين اللبنانيين، إضافة إلى أنشطة مختلفة. وفي هذا السياق، يقول رئيس بلدية برج الملوك إيلي سليمان في حديث لـ"لبنان24" أنّ "ثمّة أكثر من هدف وراء إطلاق هذا المهرجان، أبرزها جمع شمل العائلات لا سيّما وأن البلدة، أسوة بأغلبية البلدات الحدودية في الجنوب، تشتاق إلى أبنائها الذين اضطروا إلى تركها من أجل العمل أو الدراسة في المدينة". وإذ يلفت سليمان إلى أنّ "الأهداف إنمائية وسياحية واجتماعية"، يشدّد على أنّ "الرسالة الأسمى والأهم والأجمل التي تقدمها برج الملوك هي أنها واحة سلام، وأنّ أبناء المنطقة الحدودية يتعايشون من كلّ الطوائف بسلام، رغم الحرمان والمعاناة وغياب التنمية". ويدعو سليمان جميع الجنوبيين بخاصة واللّبنانيين بعامة إلى حضور المهرجان (الدخول مجاني)، والتعرّف إلى المنطقة التي يصفها بـ"جنّات ع مدّ النظر". ومن المفاجآت المنتظرة على أحرّ من الجمر، مشاركة الفرقة الاستعراضية البرازيلية "Bloco Rubra rosa" في الأمسية الأولى، بحيث سيرقص الجميع "السامبا" على أرض تستضيف قوات الأمم المتحدة التي لا تفوّت حدثاً إجتماعياً أو فنياً أو إنمائياً إلا وتشارك به. ويبدو برنامج المهرجان حافلاً ومتنوّعاً، محاولاً محاكاة المهرجانات السياحية التي تقام في مختلف المناطق اللبنانية. وإذا كانت الدولة اللبنانية لا تزال غائبة عن البلدات الحدودية، في الجنوب أو غيره، ولا سيّما من ناحية الإنماء، إذ وكما يشير سليمان فإنّ "المنطقة بحاجة إلى جامعات وفرص عمل وبنية تحتية، أي بناء البشر والحجر"، فإنّ هذه البلدات لم تستسلم، بل ها هي كمّن ينادي وينده: "وينيي الدولة؟!". ولعلّ الإصرار على إقامة هذا المهرجان الوحيد في المنطقة الحدودية (في قضاء مرجعيون)، ليس إلا تأكيداً على أنّه من حق البلدات الصغيرة والبعيدة، بل بمقدورها، أن تفرح وتحلم، ويحضنها لبنان فتعانقه بثقافة الحياة والموسيقى والأمل!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك