Advertisement

مقالات لبنان24

قراءة في الكلام "الجردي" للسيد.. إحياء لثلاثية "حزب الله"

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
27-07-2017 | 03:02
A-
A+
Doc-P-342194-6367055636130336671280x960.jpg
Doc-P-342194-6367055636130336671280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من تابع بالأمس كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إستحضر بالطبع معارك الجرد التي شهدتها الأيام الماضية، وهي المادة الأساسية لإطلالته، التي حملت شعار "الجيش والشعب والمقاومة"، مع ما رافق هذه الثلاثية من جدل سياسي منذ اللحظة الأولى التي قرر فيها "حزب الله" أن يكون مشاركًا رسميًا في السلطة عبر مجلس الوزراء، بعدما كان له تمثيل على مستوى السلطة التشريعية، وهو يتقاسم وحركة "امل" نواب الطائفة الشيعية، مع بعض الإستثناءات في بيروت والبقاع. فهذه الجدلية باقية في رأي كثيرين من اللبنانيين ومن القوى السياسية في البلد ما دامت سلطة الدولة منقوصة، وما دام قرار الحرب والسلم ليس في يدها وحدها دون سواها، وهي جدلية لا يمكن إنكارها، وإن كان قرار بعض هذه القوى يفضّل أن يترك القضايا الخلافية جانبًا والإنصراف إلى ما يمكّن الدولة من إستعادة هيبتها وسلطتها. ولأن السيد يعرف جيدًا هذا المناخ، بغضّ النظر عن الإجماع اللبناني أو شبه الإجماع على ضرورة إستئصال المنظمات المسلحة التي تهدّد أمن اللبنانيين وإستقرار البلاد، وإن إختلفت النظرة إلى الطريقة التي كان يجب أن تُعالج بها الأمور، كان لافتًا في كلامه ثلاثة عناوين: العنوان الأول يتعلق بالجيش وبدوره في هذه المعركة وأهمية هذا الدور، فجاء كلامه بمثابة تكريس لهذه الثلاثية وردًّا على كل الأقاويل التي طاولت الجيش في الفترة السابقة، والتي رأت أن واجب تحرير الأرض هو من مسؤولية الدولة اللبنانية وجيشها، من دون الدخول في تفاصيل كل هذه الأقاويل، فاعتبر السيد أن ما قام به الجيش اللبناني في محيط عرسال وجرود عرسال وعلى امتداد خط التماس "كان أساسياً جداً في صنع هذا الانتصار وفي صنع هذا الانجاز". وبذلك يكون قد قطع الطريق على جميع الذين حاولوا التشكيك بدور الجيش في هذه العملية، "وهو الموجود ضمن مسؤولياته القانونية على خط طويل من التماس مع الجماعات المسلحة. وشدّد على أهمية الحماية الأمنية التي قدمها الجيش لبلدة عرسال ولكل البلدات على خط التماس، "لأن عرسال مميزة لأنها قريبة من الجبهة، وبالتالي تطمين أهلها واتخاذ الاجراءات والتواصل وعملية العلاقات العامة التي قام بها الجيش داخل بلدة عرسال ولدت جواً كبيراً من الاطمئنان، سواءً في ما يتعلق بأهل البلدة أو في ما يتعلق بالنازحين السوريين الموجودين في هذه البلدة، وبالتالي فإن تحييد بلدة عرسال عن أي اشتباك أو إشكال، أراح البلدة وحماها، وكذلك البلدات الأخرى". فبهذا الكلام يكون السيد نصرالله قد قطع الشك باليقين، وهو أراد من خلاله أن يعيد إلى الأذهان مثلث ما أعاد تسميته بـ"المعادلة الماسية"، حيث يأتي الجيش في أولى الأولويات. أما العنوان الثاني في كلام نصرالله فخصّه للجزء الثاني من المعادلة الثلاثية، أي الشعب، وهو الذي يعرف أن ليس كل الشعب مع خيار "حزب الله" وتوجهاته، فجاء كلامه بمثابة رسالة تطمين إلى بعض "الذين حاولوا إثارة فتنة مذهبية"، فأكد "أن الحزب لا يريد لعرسال ولأهل عرسال إلا الخير والأمن والأمانة والسلامة والكرامة، وإن شاء الله بأسرع وقت عندما تنتهي هذه المعركة نحن جاهزون، كل هذه الأرض التي تم استعادتها من الأرض اللبنانية جاهزون من اليوم الثاني ـ إذا تطلب قيادة الجيش اللبناني وتكون جاهزة لتسلم كل المواقع وكل الأرض ـ أن نسلمها إلى الجيش اللبناني". وما حاول أيصاله من رسائل سياسية عندما قال "نحن لا نريد أن نكون سلطة ولا نودّ خلق نفوذ وحضور عسكري ولا نريد فرض حالنا على أحد" فيه تذكير بالكلام الذي قيل على أثر تحرير الجنوب في العام 2000، إلاّ أن الوقائع على الأرض لم تعكس تمامًا الجو العام لخطاب التحرير. وضمّن رسالته السياسية هذه التي وجهها إلى أهالي عرسال وإلى جمهور أهالي عرسال رسالة مماثلة إلى النازحين في مخيمات البلدة، متعهدّا بـ"أننا لن نسمح بأن تكون هدفاً، لن يقترب منها أحد، لن نسمح لأحد ان يقترب منها. هؤلاء وإن اختلفنا معهم بالسياسة أو لم نختلف لكن من الناحية الإنسانية والأخلاقية والدينية والشرعية وبكل الموازين لا يجوز التعرض لهم بسوء تحت أي سبب وتحت أي عنوان، حتى ولو كان هذا العنوان ظروف المعركة القاسية." أما في ما يتعلق بالجزء الثالث من المعادلة فقد أسهب في الحديث عنه، وهو أظهر على مدى أكثر من ساعة ما أنجزته المقاومة في الجرد وما ينتظر أن تنجزه بعد. ولأن مسألة "المعادلة الماسية"، وقد أسماها البعض بـ"المعادلة الخشبية"، لا تزال مثار جدل وخلاف سياسي مؤجل أو موضوعًا على الرّف كان كلام السيد واضحًا، وكذلك شعار معركة عرسال، لأنه يعرف أن البعض لا يزال يعتقد أن هذه المعادلة تبقى معلقة ما دام ثمة قناعة لدى بعض من القوى السياسية الفاعلة في البلاد ترى أنها غير مكتملة العناصر قبل الإتفاق الوطني على الأساسيات، والتي سبق أن طرحت على طاولات الحوار في عين التينة وتُركت الأمور معلقة ومعها الإستراتيجية الدفاعية.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك